الغربية عاصمة زراعة الياسمين.. واستخلاص العطور والزيوت النادرة

على بعد نحو 25 كيلو من طنطا عاصمة محافظة الغربية، تقع قرية «شبرا  بلولة» بمركز قطور، قلعة النباتات العطرية التى تعد منطقة تركيز زراعة الياسمين, حيث تحتل المركز الأول فى ذلك على مستوى العالم.

 كما أن نوعية الأزهار التى يتم جمعها بتلك القرية، لا يقاربها فى جودتها وتركيز عطرها أى أزهار ياسمين أخرى، وتستقبلك روائح الياسمين من داخل الحقول الخضراء، حيث عاصمة الياسمين. وأطلق عليها زوارها، ترتبط كل بيوت القرية بالياسمين، أطفال ونساء وشيوخ، بدءًا من زراعته مرورًا بجمع الزهر، وانتهاء بالمصنع، الذى يستخلص العجينة ويصدرها لدولة فرنسا وأمريكا ولا تكتفى قرية «شبرا بلولة» بحقول زهر «الياسمين» فقط، وإنما تضم القرية التى يقطنها حوالى 60 ألف نسمة حسب إحصائيات رسمية مصانع لإنتاج العطر الخام.

وأشار أشرف الشبراوى أحد أصحاب مصانع  النباتات العطرية لإنتاج العطور بقرية شبرا بلولة بقطور،إلى أن جمع الياسمين فرحة يشاركها جميع أهالى قرية «شبرا بلولة » حيث إن زراعة الياسمين هى شجرة ورثها كل من يملك أرضًا فى القرية عن والده، فالياسمين شجر معمر يطرح زهورًا متجددة كل يوم، شجرة الياسمين رقيقة الأزهار، من الأشجار المعمرة، إذ تعيش فى الأرض لمدة قد تصل إلى ثلاثين عامًا، وتلقى بزهورها لمدة ستة أشهر فى العام.

وأضاف، جمع الياسمين خير يعم على جميع أهالى القرية، وجمع الياسمين من الفلاحين بعد حصاده مرحلة مهمة يتم الإعداد لها اجتنابا لتلفه فبعد وزن الزهرة يتم فرش «الياسمين» أعلى طاولة مصنوعة من «الجريد» جيدة التهوية، حتى لا يحدث تعفن للزهرة، ويحتفظ بنصاعة الأبيض.

وأشار إلى أن مراحل تصنيع عجينة «الياسمين» المادة الخام للعطور، تبدأ بغسل الزهور جيدًا فى المياه، ثم وضعها فى أوان كبيرة، ثم وضع عليها غاز الهيكسان، وهو غاز يساعد على عزل الزهرة عن الزيت المطلوب لعملية التصنيع، ويتم عرض المادة المحصول عليها على أجهزة خاصة باستخلاص الزيت، بشكل أكثر نقاء وتأتى المرحلة الأخيرة وهى الحصول على الزيت، وتحويله إلى عجينة ووضعه فى أوان من الألومنيوم.

ومصانع العطور بقرية شبرا بلولة لا تتوقف مع انتهاء موسم «الياسمين»، فهى تعمل أيضا فى استخلاص العطور والزيوت من أزهار البنفسج والقرنفل والزعتر والنارنج، بنفس الطريقة، لكن يظل الياسمين هو رائد الصناعة فى القرية.