الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

6 مزايا فى مشروع تحويل المخلفات الزراعية

مساع حثيثة من القيادة السياسية، للقضاء على التلوث البيئى والاستفادة القصوى من كل ما هو متاح، ولذلك لقد أطلقت الدولة المصرية مشروع تحويل المخلفات الزراعية إلى أسمدة وأعلاف، والتى أثرت بشكل إيجابى على الحياة العامة للمواطنين، وبشكل خاص على المزارعين. 



وتستخدم المخلفات الزراعية فى تصنيع  إنتاج الأعلاف غير التقليدية، حيث يعتبر نقص الموارد العلفية من المعوقات الرئيسية لتنمية الإنتاج الحيوانى الذى يعتبر أحد المصادر الأساسية للدخل القومى فى مصر، وتم توفير الأعلاف من المخلفات الزراعية، فضلًا عن تقليل تلوث البيئة, وبالتالى حماية الإنسان والحيوان والنبات من الأمراض، ناهيك عن زيادة دخل المزارعين وتوفير الأسمدة الآمنة لتخصيب التربة الزراعية، ما يؤدى للزيادة الإنتاجية والتى ستعود بشكل إيجابى على الفلاحين والدولة فى وقت واحد. 

قنا «قصب السكر».. الكنز الخفى لإنتاج الأسمدة والعلف الحيوانى

قنا - بسنت عادل

مع اقتراب موسم حصاد قصب السكر، وهو أحد المحاصيل الاستراتيجية فى صعيد مصر، حيث تبدأ مرحلة حصاده خلال يناير من كل عام وتمتد حتى مايو، ومعها تبدأ مشكلة التخلص من المخلفات الزراعية الناتجة عنه، لذلك تنطلق حملات التوعية من مديرية الزراعة بقنا، بأهمية الاستفادة من هذه المخلفات وعدم حرقها والتسبب فى مشاكل للبيئة.

ولذلك فقط أطلقت جمعية تنمية البيئة والمجتمع بمحافظة قنا بالتعاون مع مديرية الزراعة، مبادرات للتعاون مع المزارعين للاستفادة من ماكينة فرم المخلفات الزراعية التى توفرها الجمعية، وهى أحد أساليب التطور الزراعى للاستفادة من هذه المخلفات، وتحويلها الى أسمدة وعلف حيوانى.

وقالت حسانية محسب، مدير المشروعات بالجمعية: إن ماكينة فرم المخلفات الزراعية تعتبر من أنجح المشاريع التى يستطيع المزارع أن يستفيد منها، مؤكدة أن الماكينة الآن يستخدمها أكثر من 80% من المزارعين، وأن أهم هذه المحاصيل التى يمكن الاستفادة منها بشكل كبير هو محصول قصب السكر، الذى يستخرج منه «السراجة الخضراء» و«القش» الذى يتحول لأسمدة وعلف حيوانى. 

وأشار صلاح فارس، مهندس زراعى، إلى أن الاستفادة من تحويل سفير قصب السكر إلى أعلاف حيوانية وسماد تعمل على تخفيض معدلات التلوث البيئى وتقليل معدلات استخدام الأسمدة الصناعية الكيماوية مثل اليوريا وتستبدل بها الأسمدة العضوية الغنية بالمواد الآزوتية، وهو ما ينعكس على زيادة إنتاجية وخصوبة الأراضى.

 وأكد فارس، أن إعادة تدوير واستخدام هذه المخلفات سيعود بزيادة دخل على المزارعين من خلال توفير الأعلاف، كذلك يسهم فى إيجاد فرص عمل لتشغيل الشباب، وتقليل الاتجاه إلى استيراد مواد العلف والأسمدة والحد من ظاهرة ارتفاع أسعارها واستمرارية وجودها طوال العام، وتحسن المستوى الإنتاج الغذائى للماشية، وإقامة بعض الصناعات الصغيرة على البقايا الزراعية.

وأضاف صلاح، أنه توجد جمعيات عديدة تعمل فى تدوير المخلفات الزراعية خاصة سفير القصب وتحويله إلى علف للمواشى وسماد، وذلك من خلال معدات فرم، موضحاً أن صناعة الأعلاف تتم بعدة طرق منها تقديمه للحيوانات كعلف أخضر يسمى «السيلاج» بتقطيع الأطراف العليا للنبات وحفظه بمعزل عن الهواء بواسطة عمليات التخمر التى تنتج الكحول والأحماض العضوية التى تزيد من حموضة العلف وتمنع فساده، ويضاف إليه «المولاس» مع تغطيته فى أكوام بالبلاستيك لمدة شهرين، بعدها يستخدم فى تغذية الحيوانات.

 كذلك يمكن معاملة السفير بطريقة ميكانيكية عن طريق فرمه واستخدامه كعلف مباشر مركز للحيوانات يفوق فى قيمته الغذائية مخلفات القمح وقش الأرز ويتميز بأنه أكثر استساغة وقابلية للهضم ويصلح لماشية اللبن والتسمين والأغنام، وعن طريقة صناعة السماد البلدى من السفير، أوضح، أنه يتم كبس السفير مع روث الحيوانات والمخلفات الحيوانية الأخرى من خلال عملية التخمير الهوائى لينتج سمادا عضويا لتخصيب الأرض والمزروعات، وأنه يتم أيضا الاستفادة من بيع السفير لمزارع الإنتاج الحيوانى والمصانع التى تستخدم الوقود الحيوى فى تشغيله.

ومن الجدير بالذكر أن محصول قصب السكر ينتج بقايا نبات القصب أى القش بعد كسر وتنظيف القصب والذى تبلغ نحو نصف مليون طن سنويا، لا يستفيد المزارعون منها، وتعتبر إنتاجا مفقودا على الاقتصاد القومي، بخلاف التلوث الحادث منه على البيئة، حيث إن مشكلة التلوث الناتجة عن المخلفات الزراعية تمثل 40% وقت ظهور السحابة السوداء.

 

أسيوط تغذية الحيوانات وتقليل المساحات المنزرعة بالأعلاف الخضراء

أسيوط - محمد أبوعين 

  الاستفادة من المخلفات الزراعية واستخدامها فى العديد من الأغراض مثل استخدامها فى تغذية الحيوانات وبالتالى يمكن سد الفجوة فى كمية الأعلاف وتقليل المساحات المنزرعة بالأعلاف الخضراء، واستغلالها فى زراعة المحاصيل الاستراتيجية، كذلك استخدام المخلفات كسماد يعمل على زيادة خصوبة التربة مما يساعد على التوسع فى زراعة الأراضى.

وفى أسيوط، تم التخلص الآمن من المخلفات وخاصة قش الذرة دون الإضرار بالبيئة والصحة العامة للمواطنين والقضاء على الحرق المكشوف وتعظيم الاستفادة من المخلفات الزراعية وإعادة تدويرها وتحويلها إلى سماد عضوى «كمبوست» وأعلاف عضوية للحيوانات «سيلاج»  وتفعيل حملات التوعية والارشاد الزراعي، كما تم توزيع أكثر من 26 مفرمة للمخلفات الزراعية على قرى ومراكز المحافظة لفرم المخلفات الزراعية. 

وقامت الوحدات المحلية بشن حملات خلال الفترتين الصباحية والمسائية، وتحرير محاضر للمخالفين للقانون الذى يحظر قطعياً الحرق المكشوف لأى مخلفات وفرض غرامة مالية على المخالفين، والتشديد على استخدام المفارم التى تم توزيعها بالقرى والمراكز وتخصيص أماكن تجميع المخلفات الزراعية بعيدًا عن الطرق الرئيسية والكتل السكنية، كما تم توعية المزارعين بنقل المخلفات إلى تلك الأماكن وتكثيف الجهود لمحاربة ظاهرة الحرق المكشوف للمخلفات الزراعية وخاصة مخلفات الذرة والتى تلوث البيئة وتهدد صحة المواطنين وسلامتهم. 

أيضًا تم عقد عدة اجتماعات ولقاءات مع القيادات التنفيذية ورؤساء المراكز والأحياء ومسئولى الزراعة والبيئة للتشديد على مواجهة ظاهرة الحرق المكشوف للمخلفات الزراعية وتحرير المحاضر للمخالفين وتشكيل لجان بكل مركز لمواجهة تلك الظاهرة، والتشديد على جميع رؤساء المراكز والأحياء وإدارة شئون البيئة بالمحافظة ومديرية الزراعة بتكثيف الحملات الميدانية لمنع حرق المخلفات والحرق المكشوف لمخلفات المحاصيل الزراعية بالحقول وذلك حفاظاً على صحة المواطنين ومنعًا للاضرار بالبيئة.  

وأوضحت المهندسة هدى إسماعيل وكيل وزارة الزراعة بأسيوط، أنه تم التنبيه على مديرى الإدارات ورؤساء الجمعيات الزراعية بقرى ومراكز المحافظة باتخاذ العديد من الإجراءات الرادعة ضد من يتم تحرير محضر له بحرق المخلفات الزراعية وتعرضه لوقف حصته من الأسمدة الزراعية لمنع تكرار المخالفة مرة أخرى حفاظا على البيئة.

 

 الدقهلية  «قش الأرز».. من السحابة السوداء لإنتاج المشروم وصناعة الزجاج 

 الدقهلية- أسامة فؤاد 

 تعد محافظة الدقهلية أكبر المحافظات  فى زراعة الأرز على مستوى الجمهورية، فعلى مدار سنوات عديدة ظهرت السحابة السوداء تكاد غطت سماء  العديد من المحافظات، مما تسبب فى مشاكل بيئية وصحية خطيرة، تؤثر على الإنسان والحيوان، مع ظهور انبعاثات خطيرة، ما دفع الدولة إلى اتخاذ خطوات جادة للتعامل مع الظاهرة واستهداف المخلفات الزراعية التى يتم التخلص منها بالحرق وعدم الاستفادة منها بأى شكل من الأشكال وتوصلت الدولة الى إمكانية تحويل المخلفات الزراعية إلى قيمة اقتصادية كبيرة وتحويله إلى علف حيوانى وسماد وفى مزارع المشروم وصناعات الورق والأخشاب. 

 أكد الدكتور أيمن مختار محافظ الدقهلية، أن المحافظة نجحت بنسبة ١٠٠% فى استغلال قش الأرز وتحويله إلى علف حيوانى والاستفادة منه بصور مختلفة بداية من المزارع، وكذلك استخدامه فى صناعات أخرى كصناعة الزجاج و تصديره إلى دول الخليج مثل الكويت والسعودية وبعض الدول  الأوروبية، فقد تم تحويل قش الأرز من مخلفات زراعية تتسبب فى ظهور انبعاثات خطيرة تؤثر على صحة الإنسان والبيئة إلى قيمة اقتصادية تحقق أرباحًا  مالية كبيرة للفلاح بشكل أساسى فى حال بيعه أو وتحويله إلى علف للحيوان أو كومة سمادية أو تصديره. 

وأشار إلى أنه تم تنفيذ برامج التوعية للمزارعين لبيان كيفية استغلال قش الأرز وتحويله إلى علف حيوانى والتدريب على طرق استخدامه وتوفير المكابس والأدوات والآلات التى تيسر عليه استغلال قش الأرز، كما تم تدبير مراكز تجميع القش بمراكز زراعة الأرز  على مستوى المحافظة لتسهيل عملية الكبس للمزارعين من يريد بيعه لشركات متخصصة  فى كبس القش وتصديره لخارج مصر إلى الدول العربية أو عادة  تصنيعه إلى صناعات مختلفة، كل تلك العوامل ساعدت فى القضاء على السحابة السوداء، خاصة أن نسبة الانبعاثات الضارة من حرق قش الأرز تمثل ٤٢% وهى نسبة كبيرة للغاية بالمقارنة مع  نسبة الانبعاثات الناجمة عن حرق القمامة التى تمثل ١٢% فقط. 

وأشاد مختار، بمشروع الطاقة الحيوية للتنمية الريفية المستدامة باستخدام مخلفات طبيعية لإنتاج طاقة متجددة فى قرى مصر الممول من وزارة البيئة وقد تم تنفيذ هذ المشروع فى عدة محافظات من بينها ١٠ منازل بمركز السنبلاوين  بمحافظة الدقهلية،  حيث تعمل وحدات البوتاجاز المنزلية بروث الماشية لإنتاج الغاز والسماد، مؤكدًا أن أقل وحدة سعة ٢ متر كافية لتسميد ٢ فدان ونصف الفدان.  

وأشارت المهندسة الطاهرة عثمان، مسئولة تدوير قش الأرز والمخلفات الزراعية بمديرية الزراعة، إلى أن ما تمت زراعته من محصول الأرز خلال هذا العام ٢٩٤ الفًا و٥١٣ فدانًا، مضيفة أن مديرية الزراعة تستعد كل عام لموسم الحصاد قبل موسم زراعة الأرز بداية من توعية المزارعين بضرورة الالتزام بالدورة الزراعية وبالمساحات المقررة من الدولة وتجنب تحرير محاضر ضده أو الإزالة الفورية للمشاتل، كما يتم التنسيق والتعاون مع جهاز شئون البيئة وإدارة شئون البيئة بالمحافظة لتوعية الفلاحين من مخاطر حرق القش، مشيرة إلى أن ما تم تنفيذ أكثر من ١٢٠ ندوة توعية للمزارعين بمختلف المراكز.

 وكذلك توضيح أوجه الاستفادة منه فى عمل خامات الأسمدة واليوريا، حيث يتم تنفيذ كومات سمادية من قبل الأهالى، أو بيعه من الأرض، أو دراسة فى الأرض لإعطاء قيمة سمادية للتربة، مؤكدة أنه تمت دراسة أكثر من ٥٣٤٥ طنًا كما تم توفير ١٤٥ موقعًا خلال هذا العام بالمراكز التى تمت بهم الزراعة لإجراء عملية  الكبس لتسهيل عملية التخزين لدى الفلاح أو قيام الشركات بتصديره إلى دول الخليج. 

 ويقول أحمد فكرى صاحب مزرعة لإنتاج المشروم: إنه قام بتطوير المزرعة العام الماضى بمبلغ ٣ ملايين جنيه، ويحتاج الى كميات كبيرة من قش الأرز يستخدمه على مدار العام كله ويقوم بالتعاقد مع الفلاحين فى شراء القش، مضيفًا أنه قرر التوسع فى المزرعة بعد نجاح المشروع الى حد كبير، ودعا الشباب الى الاتجاه الى الاستثمار فى مجال تدوير المخلفات الزراعية، حيث أصبحت ثروة اقتصادية كبيرة، ولها مراحل عديدة يمكن العمل فى مرحلة واحدة أو أكثر بداية من تجميع القش أو نقله أو كبسه أو إقامة كومات سمادية أو العمل على خلطه أو تصديره للخارج. 

ويضيف عوض بركات مقيم بقرية ميت فارس، أن الكويت والإمارات أهم سوقين للقش فى دول الخليج  والعالم العربى، منوهًا إلى أنه قام بتوفير مساحات شاسعة ومناطق تجميع للقش عن طريق متعهدى جمع القش بمختلف مراكز المحافظة وكذلك إجراء عملية الكبس، ثم شحن القش فى سيارات النقل الكبيرة لتصديره للخارج.