السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

كريستين زعتر: «صُراخ البنفسج» لسان حال كل امرأة فى مجتمعاتنا الشرقية

كريستين زعتر معلوف، أديبة وكاتبة لبنانية مرموقة، من مواليد مدينة زحلـة  التى طالما اشتهرت بلقب مدينة الشعر والخمر، حائزة على إجازة فى الإعلام، وماجستير فى القانون من الجامعة اللبنانية، ودبلوم الدراسات العليا فى الإعلام، ناهيك عن كونها عضو هيئة تحريز  مجلة «الحياة النيابية» التى تصدر عن المجلس النيابى اللبنانى، ومقدمة برامج اجتماعية وثقافية فى «تيلى لوميار»، وإذاعة «صوت لبنان»، ومديرة مسئولة لمجلة «أقلام مهاجرة» الاغترابية، وناشطة فى المجال الفكرى والثقافى، وعضو مجلس قضاء زحلة الثقافى، وسكرتير عام»الرابطة القلمية الجديدة» فى نيويورك، وتُعد اليوم أحد الوجوه الأدبية البارزة فى لبنان، بعدما بزغ نجمها خلال السنوات القليلة الماضية، ومكنها عشقها الخاص والحميمى للأدب من أن تبدع  وتحلق بنا بأطيافها المختلفة فى سياقات أدبية مختلفة، تصب كلها فى قاعدة إبداعية  بمقترحاتها الجمالية والتعبيرية، صدرت لها عدة مؤلفات، تشغل حاليًا منصب مدير عام فى مجلس النواب اللبنانى، وفى هذا الحوار الخاص التقينا بكريستين زعتر معلوف حول مشروعها الإبداعى، وتجربتها فى السياسة، ومدى حضور الرابطة القلمية فى المشهد الثقافى اللبنانى الذى ما زال نابضًا بالحياة رغم التحديات». 



 ■ لنستهل حوارنا معك حول بداياتك الأولى فى عوالم الكتابة والإبداع، متى وأين وكيف بدأت؟

- تعود بداياتى الأدبية إلى عمر مبكر، وبالتحديد منذ بداية التحاقى بالمدرسة، فقد كنت أعبر عن نفسى بصورة تلقائية فى كتاباتى الأولى، التى تعد بمثابة المفجر لمشروعى الإبداعى، وخلال تلك الفترة لفتت كتاباتى هذه أنظار معلمينى والقائمين على العمل الثقافى وجميعهم كانوا يتمتعون بمستوى ثقافى كبير ،  كنت من الأشخاص الذين يمثلون اتجاهًا خاصًا فى المدرسة الشعرية، حتى باللغة الإنجليزية التى أتقنتها، وحصلت على العديد من الجوائز الأدبية دخل هذا المجال، واستمر هذا الموضوع معى وخصوصًا أننى كنت دائمًا اعتلى خشبة المسارح فى مدينتى مدينة زحلة ملهمة الشعراء لإلقاء القصائد، حتى أصبحت جزءًا هامًا من تلك الفعاليات، إلى أن اقتربت من مجلس قضاء زحلة الثقافى أثناء دراستى للإعلام واشتركت معهم فى العديد من النشاطات الثقافية حتى تم قبولى فى هذا المجلس، واستلمت مراكز ثقافية هامة داخل هذا المجلس حتى ذاع صيتى وامتد إلى كل ربوع  لبنان، فشرفت باختيارى للإعداد لمئوية الشاعر اللبنانى الكبير سعيد عقل  وكان هذا حدثا مهما لى، عشت فترة طويلة فى المهجر فى كندا، كنت أقرب أن أكون إلى الرابطة لأننى جسدت تجربة الاغتراب بكلّ ما فى الكلمة من مرارة، و فى كتابى صُراخ البنفسج ، الذى يمثل  لسان حال كل امرأة فى مجتمعاتنا الشرقية بدأت مسيرتى النضالية بحيث تصبح المرأة شريكًا حقيقيًا فاعلًا فى مسيرة التنمية والتطور والبناء.

■ هل لكِ أن تحدّثينا عن  التفاصيل التى رافقت إنشاء الرابطة القلمية، التى أسسها، فى عام 1922، جماعة من الأدباء المهاجرين فى أمريكا. مثل جبران خليل جبران وإيليا أبو ماضى وميخائيل نعيمة وعبدالمسيح حداد ورشيد أيوب وندرة حداد ونسيب عريضة؟

- لقد بدأتْ الرابطةُ القلمية الجديدة بأعمالها ونشاطاتها الأدبية والفنية والفكرية، قبل أن تتخذ اسمًا لها وتُسجل رسميًّا فى دوائر الدولة، بكوكبةٍ من الأدباء والمتأدبين  من شعراء وكتاب وأكادميين وفنّانين وموسيقيين فى مدينة نيويورك عند بداية التسعينيات من القرن الماضى؛ أقاموا الأمسيات الكثيرة الجامعة للشعر، والرسم، والموسيقى مستقطبين جمهورًا كبيرًا من العرب والأمريكيين وسائر المنتمين، إلى ثقافات مختلفةٍ، كانوا يقيمون فى مدينة نيويورك وجاراتها من المدن والولايات. وفى سنة 2003 انضمَّ إلى المجموعة آنذاك السفير الدكتور الشاعر عبدالرحمن الجديع سفير المملكة العربية السعودية فى نيويورك وجعل من دارته فى نيويورك صالونًا أدبيًّا إبداعيًّا لها، وفى مطلع سنة 2005 وبدعوةٍ من حاضنى هذه النهضة الأدبية، تمنوا عليها أن تتحوّل إلى هيئة رسمية فى مؤسسةٍ غير قاصدة للربح، اتخذت أوّل الأمر رسميًّا اسم: «أقلام مهاجرة» وسرعان ما حُوّلَتْ إلى «الرابطة القلمية الجديدة» تيمّنًا بالرابطة الجبرانية العتيدة، وبدأت بأنشطتها الطموحة ممثلةً رسالتها الإبداعية أحسن تمثيل حيث أصبحت لذائقة الجمهور النيويوركى المثقف! الخبز والماءَ والخمير،لا داعٍ هنا لذكر الأسماء والمسئوليات المناطة بهم كعميد، ونائب عميد، وسكرتير التى شكِّلت كمطلبٍ قانونى لكننا كنا نعمل كيدٍ واحدة وقلبٍ واحد وتجرى الأمور على أحسن ما يكون بكلّ نظامٍ وانضباط. ومع هذا كان لا بدَّ للرابطة ككل مؤسسة أن تمر فى بعض المطبّات الهوائية، أو الأمواج العاتية لكنّها تجاوزتها ولا تزال فى طريقها إلى ما هو أفضل، أنشطتها كانت: عشرات الامسيات الثقافية كما قلنا من شعر، ورسم، وموسيقى وغناء. تأليف فرقة زجلية لاقت حماسًا كبيرًا منقطع النضير، إقامة حفل كبير بمناسبة السنة 125 على ولادة جبران مستضيفةً من لبنان وزير الثقافة طارق متري، سنة 2008 وزرعت لجبران شجرةً من أرز لبنان فى حديقة شارع برودواى قرب كولومبيا يونيفرسيتي، وشجرة أخرى لإدوار سعيد، وشجرة أيضًا لربة الشعر. وكرّمت الاخوين رحبانى فى سنة 2009. وبعد عدة سنين كرّمت الشاعر سعيد عقل وزرعت له شجرةً من أرز لبنان. أقامت عدة مهرجانات شعرية فى لبنان. ومع وزارة الثقافة اللبنانية وفى مهرجانٍ أدبيٍّ فنيٍّ حاشد احتفلت فى مدينة زحلة عام 2009 بمناسبة: «بيروت مدينة عالمية للكتاب». ثمَّ أصدرت مجلة إلكترونية «أقلام مهاجرة» عبارةً عن صوتها المجسّد لأفكار ومشاعر مبدعيها الكثُر.