الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الإشباع العاطفى بين الزوجين.. بداية الطريق لحياة أسرية مستقرة

يشكو كثير من الأزواج والزوجات من عدم الإشباع العاطفى والإحساس بالاحتياج لمشاعر الدفء والحب والاهتمام، على الرغم من تلبية الاحتياجات الفسيولوجية من مأكل ومشرب وعلاقة حميمة، إلا أن بعضهم لا يعير المشاعر أى اهتمام، ونجد طرف يشكو من إهمال شريكه وعدم الاحتواء مما يؤدى إلى وجود حاجز نفسى وجفاف للمشاعر، وشىء فشىء يخيم الصمت على بيوت هؤلاء المتزوجين وتصبح الحياة روتينية قاسية.



قالت الدكتورة أميمة عبدالله، استشارى الصحة النفسية والإرشاد النفسي، إن الإشباع العاطفى بين الزوجين هو ارتواء قلبى الزوجين بالحـب والحنـان  والمودة والرحمة بحيث لا يكون عندهما نقص فى المجال العاطفى، فيبحثان عنه خارج حدود الإطار الزواجى أو الشرعى، وينقسم الإشباع العاطفى إلى قسمين: إشباع العاطفة القلبية وإشباع الغريزة الجنسية، فكما أن الجسد بحاجة إلى تغذية وإشـباع للجوع، فكذلك القلب بحاجة إلى إشباع فى حاجاته العاطفية كالحب والحنان والاحتواء.  وأوضحت أن العلاقة بين الجسد والعاطفة علاقة وثيقة، لا يمكن أن نفصلها أو نهمل جانبًا على حساب الآخر؛ فلا يمكن أن تكون العلاقة الحميمة بين الزوجين مجرد التقاء الجسد مع الجسد، وإلا فما معنى المودة والرحمة بينهما، فكل إنسان يحتاج لمن يشبعه عاطفياً منذ الولادة حتى الموت، فالطفل ينتظر الإشباع العاطفى من والديه ثم من إخوته ثم زملاء الدراسة ثم أصحابه وعند الزواج يتعشم كل طرف أن يجده عند الآخر حتى الجد ينتظره من أحفاده ولكن المشكلة أن أغلب الناس لا تقدر هذه الاحتياجات ولا تعطيها أى اهتمام.

وأكدت د.أميمة أن الإشباع العاطفى له أثر فى تحقيق الرضا بين الزوجين، فقد أثبتت الدراسات والأبحاث النفسية أنه  كلما توفر الإشباع العاطفى الجنسى والقلبى لدى الزوجين كلما أدى ذلك إلـى ارتفاع الرضا بين الزوجين، لافتة إلى أن الزواج الناجح يستند إلى الإشباع الممكن الذى يقدمه الزّوجين وليس استناداً إلى ما يمكن أن نتخيله، وعلى ذلك تكون العلاقة الزوجية ناجحة إذا كان الإشباع إيجابياً، كما أن للإشباع العاطفى ارتباطاً إيجابياً بدرجة الرضا عن الحياة. 

وتقدم استشارى الصحة النفسية بعض النصائح النفسية التى يجب اتباعها لتحقيق الإشباع العاطفى بين الزوجين:

- يجب على كل من الزوجين أن يعبر كل طرف عن الطريقة التى ترضيه لهذا الإشباع العاطفى وعلى الطرف الآخر أن يلبى هذا النداء بالطريقة المرضية له.

- تخصيص وقت للطرف الآخر وإظهار الاهتمام له حتى يعطيه كل ما يحتاجه من مشاعر بعيداً عن مشاحنات الحياة. 

- البعد عن تضخيم سلبيات كل طرف للآخر والتركيز على الإيجابيات.

- لابد من وجود الاستقرار العاطفى لديهما حتى يصلا للإشباع العاطفى. 

- لا داعى من وجود تراكمات بمعنى أن يصارح كل منهما الآخر بأى شىء أولاً بأول.

- وجود الثقة والاحترام المتبادل أساسى لبناء جسور الود والحب الدائم بين الطرفين.

- على الزوجة إظهار الاهتمام دائمًا والتعامل بحكمة عند الغضب والحزن من الأمور التى لن ينساها لكِى، ويرى فيها المعنى الحقيقى للحب والتحمل والحكمة فى التصرف، وتجعله يتعامل معكِى بالطريقة نفسها، فلا تقفى عند الأمور الصغيرة إن شعرتِ أنها ليست محل اهتمامه بسبب كثرة مسئولياته، وطالما كان يعمل على راحتكِ فى أمور أخرى فلا داعى مثلًا للشجار لمجرد أنه نسى تاريخ إحدى مناسباتكما.

- احرصى دائماً على تقبيل زوجك فى غير أوقات العلاقة الحميمة ، واجعلا وقت النوم وقت العناق وتبادل المشاعر قدر المستطاع ولعدة دقائق يوميًّا، فالتواصل العاطفى بين الزوجين أمر صحى يساعد على تحقيق الاستمتاع للطرفين حتى فى غير العلاقة الحميمة، وتحقيق التواصل الجسدى أيضًا دون مجهود فى ذلك، وهذه رسائل مهمة له بأهمية احتياجكِ لقبلته وضمته، ولا تخجلى من المبادرة.

وأوضحت عبدالله أن الإشباع العاطفى يكون بمثابة حماية نفسية للزوجين وتلبية احتياجات الشريك العاطفية، تعطى شعورًا بالسعادة والرضا فى العلاقة، ولكن العكس يؤدى إلى الإحباط وزيادة المشاكل الزوجية.