الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

ينافس على جوائز القاهرة السينمائى

ظافر العابدين: «غُدوة» فيلم إنسانى بنكهة سياسية وحلم الإخراج راودنى 20 عامًا

استطاع النجم التونسى ظافر العابدين أن يحظى بإعجاب وإشادة كبيرة كمخرج وممثل وكاتب من خلال فيلمه التونسى «غدوة» الذى عرض ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائى فى أولى تجاربه الإخراجية حيث أعاد تقديم نفسه بشكل جديد بعيدًا عن الصورة النمطية التى اعتاد أن يراه الجمهور العربى فيها كفنان وسيم يقدم أعمالًا رومانسية.



وخلال حواره مع «روزاليوسف» تحدث ظافر عن تجربة «غدوة» التى تحمل الكثير من الخصوصية  سواء فى قضيتها الإنسانية أو فى المغزى السياسى الذى حمله الفيلم بين السطور وكشف ظافر عن أن مرض شقيقه كان سببًا فى تقديمه لذلك الفيلم مشيرا إلى أن الكثير من صفات حبيب بطل غدوة تشبه شقيقه فى حبه لبلده وتفانيه فى خدمة غيره.

ونفى ظافر عن نفسه حصره فى نوعية معينة من الأدوار خاصة الرومانسية مؤكدا أنه دائما كان يبحث عن دور يغير جلده فيه حتى جاء مشروع فيلم «غدوة « الذى اتسم بطله بالعمق وأن نجاحه فى دور معين كان يدفع المخرجين أن يرشحونه له معتبرا أن هذا استسهال.

فى البداية عبر ظافر العابدين عن سعادته الكبيرة بالاحتفاء الذى قابله به جمهور مهرجان القاهرة السينمائى والإشادات التى تلقاها بعد عرض «غدوة» الذى دفعته للدموع وهو يرى قاعة المسرح الكبير بالأوبرا تمتلئ بالتصفيق الكبير وقال : بينى وبين مصر عشق كبير وأنا سعيد أن يكون عرض «غدوة» الأول فى مصر أم الدنيا وبلد السينما ومهرجان القاهرة واحد من أهم المهرجانات العربية والعالمية وعندما شاهدت الفيلم مع الجمهور فى مهرجان القاهرة قلبى كاد يطير من الفرح وأشكرهم جدا على هذا الاستقبال الرائع.

■ فيلم «غدوة» هو تجربتك الإخراجية الأولى.حدثنا كيف اشتغلت على نفسك وأنت تخوض هذه التجربة خاصة أنك هنا مخرج الفيلم وبطله؟

- منذ سنوات وحلم الإخراج يراودنى فقد عملت عاما ونصف العام فى بدياتى فى تونس كمساعد مخرج وكان عمرى وقتها 22 عاما وبالمناسبة كنت أعمل أيضا مع المنتجة درة بوشوشة وبالتالى الإخراج ليس جديدا على وهذه الفترة التى عملت فيها كمساعد إخراج ساعدتنى كثيرا فى قيادة العمل ووجهة النظر أثناء التصوير ،هذا بجانب الخبرات المتراكمة التى اكتسبتها من سنوات وجودى فى الفن.

■ بطل الفيلم «حبيب « شخصية جديدة على ظافر العابدين من ناحية العمق بعيدا عن أدوار الجان. حدثنا عنه خاصة أنك من صنعت هذه الشخصية ككاتب للقصة ومخرج قبل أن تكون البطل؟

- دائما كان يعرض على نمط معين من الأدوار لم أجد فيها هذا العمق وعندما فكرت فى مشروع «غدوة « واشتغلت على كتابته مع المؤلف المصرى أحمد عامر وجدت شخصية البطل نوعية جديدة من الأدوار لم أقدمها من قبل فوجدتها فرصة لتغيير جلدى كممثل فهو شخص يعانى من مرض الفصام النفسى وتظهر له شخصية خيالية وهى «سعدية « التى تمثل له الجانب الإيجابى الذى يحب أن يراه فى الحياة وتلبى له الواقع غير القادر على تحقيقه من ناحية الاحتياجات النفسية والعاطفية التى يحتاجها وتم اختيار اسم «سعدية» بالتحديد لأنه من الأسماء التى لها واقع ومعنى فى الثقافة المغاربية ،أيضا قضية «غدوة» جديدة على السينما التونسية.

وتابع ظافر: فى بداية عملى فى مصر قدمت شخصية صعبة فى مسلسل فيرتيجو وهو شخص فاقد السمع وكانت شخصية درامية وبالتالى نوعية الشخصيات العميقة ليست جديدة على لكنه الاستسهال كما ذكرت.

■ سبق وصرحت أن مرض شقيقك هو ما دفعك لتقديم الفيلم.حدثنا أكثر عن تفاصيل هذا الأمر؟

- فعلا ففى فترة من الفترات مرض شقيقى بالسرطان وهو شخص محب جدا لبلده ويتفانى فى خدمة الناس وعندما مرض عانى كثيرا حتى يأخذ العلاج عن طريق التأمين وللأسف تأخر العلاج أثر على تفحش المرض ومن هنا قررت أن يكون ما حدث لشقيقى هو قضيتى الأساسية فى الفيلم لأن هناك مواطنين كثيرين لديهم نفس المشكلة ويعانون أنهم يحصلون على العلاج فى توقيت مناسب.

■ الحقيقة والعدالة والمصالحة ثلاث كلمات كان يرددها البطل خلال الأحداث.مع من تقصد المصالحة؟

- أعنى بها المجتمع التونسى بجميع أطيافه وليس طرفا سياسيا معينا، فالعدالة والحقيقة والمصالحة هو ما نرجوه دائما وبشكل عام أنا لا اعتبر فيلم «غدوة « مصنف كفيلم سياسى ولكن هو عمل إنسانى بالدرجة الأولى علاقة أب وابنه وكيف ينظر له على أنه الأمل فى بكرة ومن هنا جاء عنوان الفيلم «غدوة « الذى يعنى الأمل فى بكرة وفى نفس الوقت لا يمكن أقدم الفيلم بمعزل عن الظروف السياسية والاجتماعية التى يعيش فيها الأبطال.

■ الفيلم شارك بالمسابقة الدولية بمهرجان القاهرة فى عرضه العالمى الأول. لماذا لم يعرض فى تونس؟

- كان من المفترض أن يعرض فى مهرجان قرطاج خاصة أنه يتحدث عن المجتمع التونسى وبلدى تونس كان أولى بعرضه الأول لما يحمله من خصوصية لكن حصل خلافات فى وجهات النظر فى قرطاج فوجدت أنه لا يوجد مهرجان أهم من مهرجان القاهرة ليعرض فيه خاصة أن مصر بلدى الثانى الذى احتضننى ودعمنى ولى فيها أصدقاء وجمهور والحقيقة رد فعل الجمهور على الفيلم فاجأنى.

■ هل تم تحديد موعد لعرضه التجارى؟

- ليس بعد فهناك جولة فى عدد من المهرجانات.

■ نجاحك فى تجربتك الأولى كمخرج هل ستغير خططك المستقبلية فى أن تكمل كمخرج ؟

- بالتأكيد هذه التجربة شجعتنى أن أكمل كمخرج بالتوازى مع التمثيل فهذه التجربة فتحت نفسى على الإخراج.