الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

أسئلة إجبارية تنتظر كيروش فى امتحان الجزائر

أثار البرتغالى كارلوس كيروش المدير الفنى للمنتخب الوطنى الأول لكرة القدم الجدل الواسع حول طريقة اختياراته لتشكيلات «الفراعنة» منذ أن تولى المسئولية فى سبتمبر الماضى، فمنذ ذلك الحين لم يعرف الفريق الوطنى طريق الاستقرار نحو تشكيل واحد ثابت، رغم توالى المباريات ما بين تصفيات المجموعات الإفريقية المؤهلة نحو كأس العالم والتى حسمها بنجاح وتأهل إلى المرحلة الختامية المقرر لها فى مارس المقبل، بعد عمل القرعة المنتظرة يوم 18 ديسمبر الجارى،



فى نهائى مونديال العرب فى قطر، أو فيما بعد بمباراتى الجولة الأولى والثانية فى البطولة العربية أمام لبنان ثم السودان، الأمر الذى ينذر بعواقب وخيمة فى الساعات المقبلة، مع قرب مواجهة أهم وأبرز منتخب عربى وإفريقى على الساحة وهو المنتخب الجزائرى، بعد غد الثلاثاء، ضمن الجولة الثالثة والأخيرة من تصفيات المجموعة الرابعة بمونديال العرب.

واعتاد كيروش على الظهور بتصريحات هادئة، لكنها فى الوقت نفسه تعكس فى كل مرة توترا جماهيريا، خوفا على مستقبل «الفراعنة» فى قادم المواعيد، خصوصا مع قرب مواجهة منتخب الجزائر أحد أهم القوى الكروية الكبرى، فبعد الفوز الباهت على لبنان بهدف من ضربة جزاء، أشاد المدرب البرتغالى بالفريق وبالتنظيم والقدرة على السيطرة على مجريات المباراة متناسيا الفارق الشاسع بين اسم المنتخبين على الصعيد الأقليمى، فمنتخب لبنان بعيد كل البعد عن اسم الكرة المصرية وامكانياتها التاريخية، وكذلك السودانية التى تشارك الفريق الوطنى القارة السمراء، ومؤخرا منتخب السودان بعيد فى السنوات الماضية عن الأمم الإفريقية، ليبقى الاختبار الاصعب والاهم فى الساعات المقبلة أمام الجزائر.

بات كيروش مطالب أمام جماهير كرة القدم المصرية بالاجابة على السؤال الحائر بشأن عدم ثبات المستوى والتشكيل معا، الأمر الذى يقلق الشارع الرياضى بشدة قبل مواجهة الجزائر، والأخطر الخوف من عدم دراية كيروش بقدرات اللاعبين حتى الآن، رغم ما شاهده من مباريات فى الدورى المحلى أو حتى عمل المعسكرات الدولية مع لاعبيه، الأمر الذى ينذر بمخاوف كبيرة، فى الوقت نفسه، اعتاد كيروش على التصريحات وتحديدا قبل السفر مباشرة إلى الدوحة، بالقول إن باب المنتخب سيظل مفتوح للجميع دون إغلاق أبدا، وأنه دائم البحث عن وجوه جديدة، ولن يدخر جهدا فى منح الفرصة للجميع، وأن هدفه الأكبر التأهل إلى كأس العالم فى قطر 2022، كما أبدى كيروش عدم اهتمام بقضية الساعة فى الأيام الماضية، والخاصة بوضع المنتخب الوطنى ضمن التصنيف الثانى، بعد فشل اللحاق بمنتخبات التصنيف الأول، بناء على النتائج الأخيرة، إلا أنه عازم على المضى قدما نحو حلمه الشخصى، دون الوقوف أمام تلك الصغائر من الأمور، لتعكس التصريحات أن البطولة العربية لا تشغله، كونها بطولة أقليمية، فى حين ينظر لها الشارع الرياضى على أنها مهمة، لأن منتخب مصر كبير ويلعب لاسمه وسمعته، ولابد من الفوز بها، ليبقى الرهان الأخير فى حجز مكان للبطولات مع كيروش بطولة الأمم الإفريقية فى يناير المقبل، إذا ما فشل فى اقتناص البطولة العربية، خصوصا أن آخر تتويج وظهور لـ«الفراعنة» قاريا كان قبل 11 عاما وتحديدا فى 2010. 

سبق ورفع كيروش تقريرا رسميا إلى اللجنة الثلاثية المكلفة بإدارة اتحاد الكرة برئاسة أحمد مجاهد، أكد فيه عدة ملاحظات على اللاعبين المحليين خلال التعامل معهم فى تجربتى ليبيا، حيث سجل كيروش ملاحظة فنية بأن معظم اللاعبين المحليين لديهم قصور وصفه بالحاد فى استيعاب السيناريوهات الفنية، وأنه لاحظ صعوبة بالغة فى امكانية تلقين اللاعب المحلى أكثر من سيناريو فى المباراة الواحدة، كما أنه يطمح كخبير كروى فى التخطيط لمستقبل الفريق، لذا طالب بضرورة الاهتمام بطلبه الخاص بالتواصل مع جميع المحترفين، كما طالب الجهاز الإدارى بالكشف عن مزيد من المحترفين، بعد أن نما إلى علمه بوجود مصريين كثر فى الدوريات الأوروبية المختلفة، وهنا تكمن أزمة أخرى خاصة بتصريحات وتحركات كيروش الذى اشاع قبل اسابيع عن طريق وكيل أعماله أنه مرشح لتدريب مانشستر يونايتد، وهو الأمر الذى كشف كذبه بمرور الأيام.. ويعانى كيروش فى البطولة العربية من غياب بعض العناصر المهمة، فبخلاف المحترفين أيضا بجانب لاعبى بيراميدز والمصري، بسبب تعارض أجندة مشاركتهم الأفريقية فى الكونفيدرالية مع موعد البطولة، الأمر الذى يضيق الخناق على اختيارات المدرب، ليتراجع كيروش عن أفكاره مؤقتا بشأن خطوة تغيير جلد «الفراعنة» خلال الفترة المقبلة، حيث كان ينوى استثمار حزمة الارتباطات الدولية وغير الدولية خلال الشهور الخمسة المقبلة، التى بدأت باستكمال التصفيات الإفريقية المؤهلة نحو كأس العالم، ومن بعدها بطولة مونديال العرب فى قطر، ثم بطولة الأمم الإفريقية فى الكاميرون ما بين 9 يناير حتى 6 فبراير 2022، على أن يكون شهر مارس شاهد على ختام التصفيات المؤهلة إلى المونديال بإعلان الخمسة الكبار عن القارة السمراء.