«الوصم» رحلة إنسانية فى مناهضة التمييز ضد مرضى نقص المناعة المكتسبة

أقامت اللجنة الثقافية بنقابة الصحفيين ندوة لمناقشة وتوقيع كتاب «الوصم» للكاتبة الصحفية علياء أبوشهبة بحضور كل من الدكتور الناقد رحاب الهوارى والكاتب السيناريست محمد هشام عبية وعدد من الإعلاميين والمهتمين بالصحافة الاستقصائية وأدارت اللقاء الكاتبة رانيا هلال.

وقد جاء هذا الكتاب بعد رحلة طويلة من المعايشة والاستقصاء وتجميع البيانات والنبش وراء التصريحات والوقائع فى تجربة امتدت نحو 10 سنوات تقريبا حتى صدور هذا الكتاب.

وقد تناولت فيه أبو شهبة العديد من الحالات الإنسانية لمرضى فيروس نقص المناعة المكتسب متلمسة خطاها بعقل صحفى يبحث عن الحقيقة وقلب انسان يراعى الانسانية فى ضميره وضمير العالم. فجاءت القصص ساردة بلغة مستنيرة موضوعية لا تخلو من اللفتات الجمالية دون مبالغة ومتضمنة معلومات وحقائق وبيانات هامة عن القضايا التى يثيرها الكتاب.

ومن أهم هذه القضايا فكرة الوصم أو العار التى تلتصق بكل من يثبت اصابته بهذا المرض رغم أن انتقاله بأشكال مختلفة عبر الدم لا يمت للوصم بصلة اطلاقا، كما تناولت ايضا دور الدراما والسينما التى رسخت الخوف والرعب والوصم من ذوى هذا المرض ومن أهم تلك الأفلام فيلم «الحب فى طابا» و»الأجندة الحمرا» اضافة للحملة الاعلانية التى قادها التلفزيون المصرى فى مطلع التسعينيات حيث يلصق الفعل الممارسات الجنسية خارج اطار الزواج كسبب رئيسيى وحيد لهذا المرض. وهو ما ثبت خطأه فكما أثبتت الكاتبة ورصدت العديد من طرق نقل المرض عن طريق الدم .

كما تطرقت المؤلفة لقضية هامة أخرى بعد معايشتها لها بشكل شخصى وهى عدم توفر الدعم النفسى للصحفيين والصحفيات خاصة ممن يقومون بالكتابة أو التحقيق فى موضوعات شائكة قد تسبب لهم ضررا نفسيا بليغا قد يمتد أثره بعد ذلك وينعكس على طبيعة حياتهم وسلوكهم وعملهم الوظيفى، وهو ما ناشدت بتوفيره من قبل نقابة الصحفيين لأنه جزء من دورها فى دعم الصحافة والصحفيين.

حصلت «أبو شهبة» على العديد من الجوائز الصحفية منها جائزة قمة الصحة العالمية من وزارة الخارجية الألمانية، وجائزة أفضل تحقيق استقصائى من المنتدى الرابع للصحافة الإلكترونية، وجائزة «سلامة وأمان» عن صحافة المرأة، وجائزة «صحافة بلا تنميط» التى نظمتها هيئة الأمم المتحدة للمرأة لأفضل تحقيق صحفى إلكتروني، وجائزة مصطفى وعلى أمين، وجائزة منظمة الصحة العالمية لأفضل تغطية صحفية لموضوع مقاومة المضادات الحيوية وترشحت لجائزة «لورينزو ناتالي» لعام 2015 والتى تنظمها المفوضية الأوروبية عن قضايا الفقر والتنمية، وجائزة «كورت شورك» التى تنظمها مؤسسة «طومسون رويترز» عام 2016، وجائزة «طومسون فاونديشن» فى التصوير بالموبايل عام 2017 وجائزة «بلان إنترناشيونال» لأفضل تغطية صحفية عن الفتيات.