الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

لأول مرة.. «إكسبو دبى» يحتضن منتدى تعزيز السلم «المواطنة الشاملة»

فى سابقة تاريخية منذ انطلاق إكسبو دبى يجتمع مائتان وخمسون شخصية، من بينهم وزراء وممثلو الحكومات وشخصيات رفيعة المستوى، ومئات المفكرين والأكاديميين والباحثين والشباب؛ وقادة ديانات يمثلون كل الطوائف والديانات من مختلف دول العالم، فى الملتقى الدولى الثامن لمنتدى تعزيز السلم الذى يعقد بعنوان «المواطنة الشاملة من الوجود المشترك إلى الوجدان المتشارك»، وذلك فى إكسبو 2020 دبي، ويستمر إلى 7 من ديسمبر الجاري.



وقال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان: إن اجتماع جلسة الافتتاح لمناقشة موضوع المواطنة الشاملة، إنما هو تعبير مهم عن الثقة والأمل فى مستقبل البشرية، والاهتمام بتعزيز قيم التعارف والحوار والتفاهم والهدف المشترك، إضافة إلى دعم قنوات التعاون والتعايش بين الجميع.

وأضاف الشيخ نهيان فى كلمته الافتتاحية، أنه فى ظل حضور العالم فى إكسبو 2020 دبى، أصبحت الإمارات دولة المواطنة الشاملة؛ دولة التسامح والأخوة الإنسانية؛ دولة تتبنى السلام وسيلة وغاية، وتتخذ من التسامح والتعاون والوفاق منهجًا وطريقة، وتحرص كل الحرص على التعاون والتنسيق مع كافة الأمم والشعوب، وتعمل باستمرار على تمكين جميع الأفراد وجميع المجتمعات البشرية، للإسهام الكامل فى جهود التنمية المستدامة فى العالم، باعتبار أن ذلك كله هو جزء أساسى من الإرث الخالد الذى تركه مؤسس الدولة المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وهو الذى كان يؤكد دائمًا قولًا وعملًا، أن الصفاء بين البشر والحوار والتواصل الإيجابى هو طريق أكيد لتحقيق الخير والرخاء فى المجتمع والعالم.

وأكد الشيخ عبد الله ولد بيه رئيس منتدى تعزيز السلم فى الكلمة التأطيرية للملتقى أن اهتمام المنتدى بالمواطنة ليس وليد اليوم بل تأصيلًا لمبدأ المواطنة الحاضنة للتنوع بالفهم الصحيح والتقويم السليم للموروث الفقهى والممارسات التاريخية وباستيعاب المتغيرات التى حدثت فى العالم.

ونوه الشيخ بن بيه بانخراط المنتدى مع تحالف من المنظمات الدولية الكبرى بتنسيق من وكالة «ويلتون بارك» التابعة لوزارة الخارجية والكومونولث البريطانية، و«مؤسسة أديان» اللبنانية، فى مسار من اللقاءات التفكيرية التى أتاحت الفرصة لنقاشات مفيدة وثريّة، أسهمت فى تعميق الحفر فى المفهوم، وتشخيص سبل وتحديات تحقيقه فى العالم، على حد تعبيره.

وأضاف أن المواطنة فى المفهوم التاريخى تقوم على العرق أو الدّين أو الذاكرة المشتركة أو على عنصر نقاء النسب، الذى يؤدى إلى تقسيم المواطنين إلى درجات كمـا كان عند الرومـان أو العرب فى عصر الجاهلية، ورغم أن هذا التصوّر القديم للمواطنة هو الغالب على المجتمعات البشرية تاريخيًا، ولكنّه لم يكن الوحيد، إذ شهدت بعض البيئات ذات الطبيعة التعددية، تطوّر صيغة مختلفة للمواطنة، تنحو منحى تعاقديًا، لا يرتكز على الانتماء المشترك للعرق، ولا على الذاكرة التاريخية الموحدة، أو الدين الواحد، وإنما على عقد مواضعة واتفاق طوعى يؤطّر الوجود المشترك فى شكل دستور وقوانين ونظم تحدّد واجبات وحقوق أفراد الجماعة.