الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

خلال جلسة جائحة كورونا ..إنذار للإنسانية وأمل جديد

السيسى: الإصلاح الاقتصادى مكَّْن مصر من مجابهة صدمات الفيروس

أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى، أن المبادرات الرئاسية التى نفذتها مصر فى مجال الصحة، وكذلك المسح الذى قامت به الدولة للأمراض السارية، ساهمت بشكل كبير فى تقليص أعداد الإصابات والوفيات بفيروس كورونا المستجد فى البلاد.



وأشار الرئيس، فى استعراضه لجهود الدولة المصرية لمكافحة جائحة كورونا أمام الجلسة الرئيسية لمنتدى شباب العالم، تحت عنوان «جائحة كورونا.. إنذار للإنسانية وأمل جديد»، إلى أن جائحة كورونا تعد تحديًا عظيمًا يواجه الإنسانية، حيث خلقت مشاكل مركبة سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا.

واستعرض «السيسى» جهود مصر لمجابهة فيروس كورونا، منوهًا بالمبادرات التى نفذتها مصر خلال الأعوام 2017 و2018 و2019، فى قطاع الصحة، أبرزها مبادرة الكشف عن فيروس «سى»، والمسح الذى أجرته الدولة للكشف عن الأمراض السارية «الضغط والسكر والسمنة»، والتى نالت استحسانًا من المجتمع الدولى، أبرزها منظمة الصحة العالمية التى شهدت أن معدلات الإصابة بفيروس «سى» ـ بعدما كانت مصر الأكثر إصابة بالفيروس ـ أصبحت بفضل المبادرة الأقل حاليًا.

وقال الرئيس: «إن فى كل محنة تولد منحة»، مشيرًا إلى تداعيات جائحة كورونا، التى تسببت فى توقف قطاعات كاملة فى العالم، خلال العامين الماضيين، وقامت بعض الدول بفرض إغلاق كامل لجميع مناحى الحياة، حيث توقفت حركات النقل والطيران والسياحة. وشدد الرئيس على أن الجميع تصور فى بداية الجائحة أن حجم الضرر، أى الإصابات والوفيات جراء الفيروس، لن تتجاوز عدة آلاف، غير أن العالم تفاجأ بأن الإصابات تجاوزت الملايين ثم عشرات الملايين ثم مئات الملايين، وهو ما حدث كذلك بالنسبة للذين جرى فقدهم بسبب الجائحة، حيث وصل عددهم إلى عدة ملايين.

وتساءل «السيسى» ماذا لو واجهنا فى مصر جائحة كورونا بحجم الإصابات الناجمة عن فيروس كورونا المتسجد قبل تنفيذ المبادرات الرئاسية والتى من بينها كشف وعلاج المصابين بفيروس «سى»، وأجاب قائلاً: «كنا قد فقدنا على الأقل ما بين 10% و20% من المصابين، لاسيما بالأمراض المزمنة «السكر والضغط والسمنة».

وأكد الرئيس أن الإجراءات التى اتخذتها الدولة - كمبادرات صحية - جعلت مصر قادرة على أن رؤية الخريطة الصحية للمصريين بشكل قوى، والتخلص من أمراض كانت موجودة فى مصر، وكان سينتج عنها تأثير سلبى أثناء التصدى للجائحة.

وتابع إن الدولة خرجت خلال عامى 2018 و2019 من المسح والمبادرات الصحية، بقدرة صحية لا بأس بها، ما ساعد الدولة على مواجهة جائحة كورونا، مشيرًا إلى أن الدولة فرضت إغلاقًا كاملاً لفترات قصيرة، وذلك فى ظل فرض العديد من دول العالم إجراءاتها وفقًا للمنظومة الصحية الموجودة بها، مؤكدًا أن مصر أطلقت استراتيجية خاصة بالإغلاق المؤقت مع الاحتفاظ بالإجراءات الاحترازية التى تقى شر هذا المرض، واعتبر الرئيس إن إجمالى حالات الإصابات والوفيات فى مصر جراء فيروس كورونا المستجد، إيجابية جدًا، مقارنة بالدول المثيلة.

ولفت «السيسى» إلى أن مصر بدأت فى نوفمبر 2016 برنامجًا للإصلاح الاقتصادى، شمل إجراءات شديدة القسوة على المصريين، لكنه جنب مصر الكثير من تداعيات الموقف الاقتصادى فى البلاد جراء الجائحة، مؤكدًا أن برنامج الإصلاح الاقتصادى، جعل مصر على قادرة على تحمل الصدمات بصورة أقوى، موضحًا أنه جرى الانتهاء حاليًا من المرحلة الأولى من البرنامج، فيما يجرى حاليًا العمل فى المرحلة الثانية، منوهًا إلى أن المشروعات القومية الكثيرة التى نفذتها الدولة لتحقيق التنمية المطلوبة ومعدلات النمو المنشودة، من أجل الانطلاق لمستقبل أفضل.

وأوضح أن الدولة كان بإمكانها وقف كامل الأنشطة خلال فترة الجائحة وهو ما لم تفعله، حيث طبقت استراتيجية بهدف الحفاظ على معدلات العمل والمشروعات، وفى نفس الوقت اتخاذ الإجراءات الاحترازية القوية للوقاية من «شر الجائحة» وتأثيراتها السلبية، لافتًا إلى تأثر قطاعات عديدة بشكل كبير جراء الجائحة، منها قطاعا الطيران والسياحة، مشيرًا إلى المبادرات الاقتصادية التى انتهجتها الحكومة المصرية استهدفت إعطاء دفعة للاقتصاد، لتعويض وتأمين الدولة خلال مرحلة مجابهة الجائحة.

ونوه بالدعم المالى الذى قدمته الحكومة إلى العمالة المؤقتة وغير المنتظمة، لتيسير الحياة عليهم فى ظل ظروف جائحة كورونا، مؤكدًا أن المشروعات التى تنفذها الدولة وإجراءات العمل فى مصر، لم تتوقف قبل وأثناء جائحة كورونا وحتى الآن، بل على العكس، أطلقت الدولة مشروع «حياة كريمة»، الذى يستهدف 60 مليون مواطن فى الريف المصرى، ومجابهة التداعيات الاقتصادية التى تسببت بها الجائحة، والتى طالت العالم كله وليس مصر فقط.

وقال «السيسى، إن معدلات الفقر زادت بعشرات بل مئات الملايين فى العالم نتيجة الجائحة، مشيرًا إلى أن مصر أطلقت مبادرة «حياة كريمة»، التى تبلغ تكلفتها بما يتراوح ما بين 600 و700 مليار جنيه على مدى ثلاث سنوات، بدأت من العام المالى الحالى، حتى تستمر عجلة الاقتصاد ومعدلات النمو بشكل جيد، مؤكدًا أن مصر من الدول القليلة التى حققت معدلات نمو خلال الجائحة، حيث بلغت 3.6% خلال العام المالى «2019/2020»، ونسبة 3.3% خلال «2020/2021»، لافتًا إلى أن هناك دولاً كثيرة لم تستطع تحقيق هذه المعدلات.

وشدد الرئيس على أن تجربة «كوفيد ـ 19» قد تكون محنة، لكنها ولدت منحًا كثيرة، وقال إن هناك قوة دفع هائلة تشكلت فى مجال البحث العلمى والتعامل مع اللقاحات والمنظومات الصحية، التى مثلت لها الجائحة اختبارًا شديدًا فى العالم، مشيرًا إلى ضرورة تبادل الخبرات والرؤى لتنظيم وتطوير المنظومات الصحية لتكون أكثر فعالية فى التعامل مع مثل هذه الأزمات.

وأكد السيسى، أن تجربة كل دولة فى التعامل مع الجائحة والأزمات المختلفة لها خصوصية فى مسارها، طبقًا لعوامل واعتبارات خاصة لكل دولة فى إطار عام يجمع العالم بالكامل. واختتم الرئيس السيسى كلمته، بالقول إن الفيروس يبعث برسالة للبشرية مفادها «انتبهوا أنتم لستم قادرين على تحدينا».