الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الطريق المسدود

روسيا تصعد وأمريكا تهدد وأوكرانيا تتأهب

انتهت المحادثات بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين وروسيا إلى «طريق مسدود» مع عدم وجود خطط حالية للاجتماع مرة أخرى بشأن نشر روسيا عشرات الآلاف من القوات على طول الحدود الأوكرانية.



وأعلنت موسكو أن المحادثات «لم تكن ناجحة»، مؤكدة أنها «لن تسمح بتحميلها مسئولية الاستفزازات المحتملة حول أوكرانيا»، فيما هددت أمريكا بعقوبات اقتصادية ورد فعل قوى إزاء احتمالية غزو أوكرانيا.

وتطالب روسيا بضمانات أمنية، من شأنها منع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسى من التوسع شرقا إلى المناطق التى يعتبرها الكرملين ضمن مجال نفوذه.

كل السيناريوهات باتت واردة بعد فشل المحادثات الدبلوماسية، خاصة فى ظل رفض موسكو جولة ثانية من المفاوضات.

روسيا لن تقدم أى تنازلات، وذهبت للمفاوضات لتهدئة الغرب مؤقتًا لكن سيناريو ضم شبه جزيرة القرم وارد، والعدد الحالى من القوات غير كاف وحال تم رصد أى أعداد جديدة فهو تحضير كامل للحرب.

وستستميت موسكو للدفاع عن منطقة البحر الأسود، كونها رئة مهمة لها تحقق بها العديد من المصالح الاقتصادية فى مجالات الطاقة والتجارة والاقتصاد، وما يحدث حاليًا يأتى بعد محاولات أمريكية لمزاحمة روسيا فى المنطقة.

وحول دعم الغرب لأوكرانيا، من المرجح أن يكون معنويًا دون قوات على الأرض، وليس بيد الغرب غير استخدام العقوبات سواء عبر فصل النظام المصرفى الروسى عن نظام الدفع السريع الدولى أو إجراءات تستهدف صندوق الثروة السيادية الروسى، وكذلك وضع قيود على البنوك التى تحول الروبل إلى عملات أجنبية وكذلك هناك ورقة ضغط تتمثل فى خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2.

وعقب المباحثات، لوحت روسيا بالتصعيد بعد «فشل» مفاوضاتها مع الغرب، مؤكدة أنها «لن تسمح بتحميلها مسئولية الاستفزازات المحتملة حول أوكرانيا».

بدوره، قال المبعوث الأمريكى لدى منظمة الأمن والتعاون فى أوروبا: إن على الغرب الاستعداد لاحتمال تصعيد التوتر مع موسكو وذلك بعد محادثات مع روسيا.

من جانبها، قالت الأمينة العامة لمنظمة الأمن والتعاون فى أوروبا هيلجا شميد فى مستهلّ اجتماع المجلس الدائم: «إن الوضع فى المنطقة خطير، ومن الضرورى إيجاد وسيلة، من خلال القنوات الدبلوماسية، لوقف التصعيد والبدء فى إعادة بناء الثقة والشفافية والتعاون»، مشدّدة على «الحاجة الملحّة» للحوار.

بدوره، قال وزير الخارجية البولندي، زبيجنيو راو: «يبدو أن خطر الحرب فى منطقة منظمة الأمن والتعاون فى أوروبا لم يكن أبدًا عاليًا كما هو الآن، خلال الثلاثين سنة الأخيرة».

فيما أكد مسئول أمريكي، لم يذكر اسمه، أن روسيا بدأت تحضر لغزو أوكرانيا، وبعض الأطراف تزيف الحقائق بشأن حدوث استفزازات من جانب كييف لتبرير عملية الغزو. وقال وزير الخارجية الروسي، سيرجى لافروف: إن موسكو ليست مستعدة حتى لمناقشة المطالب الأمريكية «غير المقبولة» بعودة قواتها الموجودة على أراضينا إلى ثكناتها.

وأثارت موسكو قلق كييف والغرب بعدما حشدت قواتًا بالقرب من أوكرانيا، مما فجر مخاوف من أنها تفكر فى غزو جارتها.

وتشير التقارير الغربية إلى تمركز ما يقرب من 100 ألف جندى روسى ضمن الحشود العسكرية قرب الحدود الأوكرانية، لكن التقديرات تؤكد أنه فى حال كانت موسكو تنوى شن هجوم كامل، بحيث تسيطر على الأراضى الأوكرانية بالكامل، فإنها على الأقل بحاجة لمضاعفة هذا العدد من الجنود.

ومع فشل المحادثات، هدد مستشار الأمن القومى الأمربكى جيك سوليفان، روسيا باتخاذ إجراءات اقتصادية قاسية ضدها إذا ما اتخذت قرارًا بغزو أوكرانيا.

وتابع، نعتقد أن الدبلوماسية هى القرار المعقول الوحيد، وعلى الروس أن يقيّموا الموقف جيدًا، والعقوبات ضد روسيا هى جزء واحد فقط مما يمكن لنا ولحلفائنا القيام به إزاء احتمالية غزو أوكرانيا. 

من جهتها، وصفت السفارة الروسية فى واشنطن، تصريحات البيت الأبيض بشأن توقيت «غزو» روسيا لأراضى أوكرانيا، بالمعلومات المضللة، واعتبرتها بمثابة ضغط إعلامى.

وأشارت السفارة الروسية، فى بيان، إلى أن السلطات الأمريكية أخذت «توصف بالتفصيل سيناريوهات مثل هذه الاستفزازات، وتحدد تواريخ البدء النهائى لمثل هذه العمليات»، دون تقديم أى دليل.

وذكرت السفارة أن تقديم الموضوع بهذا الشكل «يؤكد الضغط الإعلامى المستمر» على روسيا، وبتكرار نفس السيناريو: يتم «ضخ السيناريوهات وتكرارها مرات عديدة فى وسائل الإعلام، لتتحول فى النهاية إلى أخبار رئيسية».