الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بريد روزا

دموع التائبين صادقة

تحية وتقدير من القلب لبريد روزا وبعد..



أنا سيدى الفاضل أرملة فى العقد الخامس من العمر أعيش بمحافظة القاهرة، بعد ١٠ سنوات من الصبر زرنا خلالها العديد من الأطباء أنا وزوجى رحمه الله، رزقنا الله بطفلنا الوحيد الذى تخرج فى كلية الهندسة منذ سنوات قليلة وأصبح مهندسًا، يعمل حاليًا بشركة تسويق عقارى مقرها إحدى المدن الجديدة الواعدة. كأى أم بذلت مجهودًا كبيرًا فى تربيته ليصبح إنسانًا ناجحًا، ثم عانيت مرة أخرى بعد وفاة والده لأنه كان موظفًا بسيطًا بإحدى الهيئات الحكومية، لم يكن معاشى منه كبيرًا، فقررت العمل كمدرسة بإحدى المدارس الخاصة لتوفير نفقات نجلى بالمرحلتين الثانوية والجامعية، هو ابن بار وطيب القلب، بعد تخرجه كانت معضلتنا الكبرى هى توفير فرصة عمل مناسبة له كمهندس، إلا أن أعز صديقاتى كان عندها الخبر اليقين، طرحت فكرة إلقاء مؤهله خلف ظهره والعمل معها بشركتها كمسوق عقارى بالمدن الجديدة الواعدة، بمرور الوقت وكثرة إلحاحها اقتنعت بتلك الوظيفة، بسبب تشابه طبيعتها مع تخصصه وهو الهندسة المدنية، قالت إن العمولة التى سيتحصل عليها مع كل عملية بيع ستكفيه على المدى القصير لفتح مكتب استشارات هندسية، يبنى من خلاله مستقبله، بدأ الولد بالفعل يشق طريقه مع تلك الصديقة لمدة تزيد على ٣ أعوام وهو سعيد، ثم أخبرنى بأنه يحب ابنتها ويريد التقدم لخطبتها وأمها تعرف وتبارك هذه الخطوة، بل هى من عرضت عليه أن يتزوجها بعدما لاحظت تبادلهما لنظرات الإعجاب، لم أجد أمامى فرصة للرفض طالما أنها على خلق وهو يحبها، تقدم بالفعل لها وخطبها، وكان الاتفاق مع والدتها التى تأمر وتنهى فى غياب زوجها المسافر إلى إحدى الدول العربية منذ سنوات، بأن فترة الخطوبة لن تمتد أكثر من عام ثم يتم عقد القران، خلال تلك الفترة ومنذ ستة أشهر بالتحديد بدأت سعادة ابنى تتحول لضيق شديد وحزن، لاحظتُ هذا التغيير بعاطفة الأمومة، فسألته عن الأسباب، وكانت الصدمة الكبرى سيدى الفاضل هى تورطه فى علاقة محرمة لمرة واحدة مع تلك السيدة اللعوب، لم يكررها رغم محاولاتها المستمرة فى استغلاله بخسة وندالة، بكى أمامى نادمًا وهو يقبل يديَّ ويبدى أشد الندم على فعلته، معترفًا بأنه خيَّب ظنى فيه وخان خطيبته التى تعشقه بجنون، لم أتردد فى مطالبته بفسخ تلك الخطبة لأن ابنتها ربما تكون مثل أمها وعليه ألا يجازف ويكمل معها - لكنه رفض بشكل قاطع، وبرر ذلك الرفض بأنه لا ذنب لتلك الفتاة فى كسر قلبها بسبب غلطته وإغواء والدتها له،، المصيبة الأكبر من ذلك هى أنه بدأ يشعر بأن أمها أصبحت تغار من علاقته بابنتها، بعد رفضه تكرار لقائه المحرم بها، وتعايره بفقره وبأنها ساعدته فى شراء ذهب ابنتها، تلك الواقعة دفعتنى للتحرى المستتر عن صديقتى الخائنة وأخلاقها، فعرفت من بعض صديقاتى أنها سيئة السمعة منذ زمن بعيد، تستغل طبيعة عملها الذى يتيح لها التعامل مع شرائح مختلفة من الناس لإقامة علاقات دنيئة فى غياب زوجها.. لا أعرف ماذا أفعل أستاذ أحمد، كيف أستطيع إبعاد ابنى عن طريقها بأى شكل، وإقناعه بترك الفتاة - لأن مستقبله مهدد معها فى ظل إمكانية تشابه سلوكياتها مع والدتها معدومة الأخلاق والضمير،، فبماذا تنصحنى؟ 

إمضاء ه. ر

 

عزيزى ه. ر تحية طيبة وبعد…

لا يجب أن يشعر نجلكِ وكأنه يُجلد بسوط جلاد آخر غير ضميره، بعد أن تدارك خطأ تجاوبه مع تلك السيدة اللعوب، ووقوعه فى براثن إغوائها، الآن أصبح لديه إصرارٌ على التوبة الصادقة، بدليل بكائِه من فرط إحساسه بالندم، وهذا دليل مبشر على العدول عن هذا الطريق المظلم - لكن عليه أن يبدأ من جديد بالسعى للرزق الحلال، بعيدًا عن صديقتك ومواجهتها بحزم وحسم، والتأكيد بأنه من خير الخطائين وقد تاب توبة نصوحًا، كما لا يجوز له شرعًا الزواج من ابنتها، بعد علاقته غير شرعية بأمها، لذا يجب نسيانهما قولًا واحدًا، والتفكير فقط فى كيفية الخروج من مأزق تلك الصدمة العنيفة، التى ستعانيها الفتاة المسكينة بعد أن يتركها مضطرًا، وبماذا سيعلل أسباب تركه لها فى ظل تعلقها به، بدون شك هى لا تستحق منه صفعة ثلاثية - فى نفسه ووالدتها وكذلك فى ملابسات خيانته مع أعز الناس. ربما يلوح أمامى خيارٌ  أقل مرارة فى تقبله، وهو عقد اتفاق مع أمها، بالتظاهر أنه حصل على فرصة عمل بالخارج تدفعه لتأجيل الزواج، ثم يختفى كليًا من حياة تلك الأسرة، ومن جهتكِ كأم يجب أن تساعديه على عبور تلك المحنة بسلام، حاولى احتواء مشاعره النادمة، بسبب تلك السيدة عديمة الضمير، هذا الاحتواء سيدفعه للتفكير بصوت عالٍ، واكتساب مزيد من الثقة المفقودة، والاعتماد على النفس بالاستعانة بالله وحده، ذكريه بالآية الكريمة من سورة الطلاق التى تقول - بسم الله الرحمن الرحيم «وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا» صدق الله العظيم،، وأخيرًا عندما تشعرين بأنكِ أصبحتِ الملاذ الآمن له، ومصدر ثقته فى اتخاذ قراراته، انصحيه بالتروى قبل خوض تجربة عاطفية جديدة، إذا كان غير قادر على التخلص من شبح الخطأ الذى وقع فيه مع صديقتكِ - لأن ذلك سيؤثر على حياته الزوجية وانسجامه مع شريكة حياته مستقبلًا،،، فى النهاية ربما أجد من خلال مشكلتك ضرورة ملحة، لنصح الأهل بتتبع مسار أبنائهم فى كل مراحل حياتهم، هم دائما فى احتياج لوجودنا وتوجيهنا، مهما تقدموا فى السن ومهما بلغوا من خبرات، على سبيل المثال فإن المرأة الذكية تشعر بالاقتحام الخبيث لأى أنثى، فى حياة زوجها أو أبنائها، فيكون مجرد تأنيب ضميرهم أو إيقاظ وازع الضمير لديهم، بمثابة منبه اجتماعى سحريى يقف حائلًا وسدًا منيعًا فى وجه شياطين الإنس المتربصين بأعز الناس، والأب الذى أحلكته التجربة قادرٌ على قراءة الأحداث من حول أبنائه وضبط زوايا اتجاهاتهم بكل دقة فى مجتمع يعج بالمتناقضات. 

 

دمت سعيدًا وموفقًا دائمًا ه. ر