الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الرئيس: مصر تسعى لتحقيق طفرة تنموية ضخمة على غرار التجربة الكورية الناجحة

قمة «مصرية ـــ كورية» لتعزيز التعاون فى جميع المجالات

استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسى، وقرينته بقصر الاتحادية أمس الرئيس موون جاى إن، رئيس جمهورية كوريا الجنوبية، وقرينته، حيث تم إجراء مراسم الاستقبال الرسمى، وعُزف السلامان الوطنيان، واستعراض حرس الشرف.



وصرح المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيسين عقدا جلسة مباحثات ثنائية، أعقبها جلسة موسعة ضمت وفدى البلدين، حيث رحب الرئيس بنظيره الكورى الجنوبي، وذلك فى أول زيارة لرئيس كورى جنوبى إلى مصر منذ نحو 16 عامًا، مشيدًا بعمق العلاقات بين البلدين الصديقين، وبالزخم الملحوظ الذى تشهده خلال الفترة الماضية، ومؤكدًا أهمية العمل على تفعيل الشراكة التعاونية الشاملة بين الجانبين، بما يتناسب مع إمكانات ومقدرات مصر وكوريا الجنوبية، ويساعد مصر على الاستفادة من التجربة التنموية الفريدة لكوريا الجنوبية.

من جانبه؛ أعرب الرئيس الكورى عن سعادته بزيارة مصر للمرة الأولى، موجهًا الشكر للرئيس السيسى على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، ومعربًا عن الحرص على استمرار التنسيق والتشاور بين البلدين الصديقين فى مختلف المجالات، وتطلعه لتطوير وتعزيز علاقات كوريا الجنوبية مع مصر، لا سيما فى ظل دورها المحورى بقيادة الرئيس لإرساء دعائم الاستقرار والأمن فى منطقة الشرق الأوسط والقارة الإفريقية، بالإضافة إلى اهتمام الجانب الكورى بزيادة استثماراته فى المشروعات التنموية الكبرى ومشروعات البنية الأساسية فى مصر، وكذا المشروعات الأخرى فى جميع القطاعات.

وذكر المتحدث الرسمى أن المباحثات تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية، خاصةً الاقتصادية والاستثمارية والتجارية، فضلًا عن التعاون فى مجال تطوير قطاع السكك الحديدية، والذى يعد من ضمن الأولويات الهامة التى تعول عليها الدولة المصرية فى إحداث نقلة نوعية فى عملية التنمية الجارية حاليًا بخطوات متسارعة، علاوة على كونه مرفقا حيويا يمس الحياة اليومية للمواطن.

كما تباحث الرئيسان حول آفاق تعظيم التعاون بين البلدين فى توطين صناعة السيارات الكهربائية بمصر، بالإضافة إلى التعاون فى مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والرقمنة، والسياحة، ومشروعات البنية الأساسية، والتعدين، فضلًا عن مناقشة سبل انخراط كوريا الجنوبية فى تنفيذ مبادرة حياة كريمة، وكذلك التعاون فى مجال الطاقة بمختلف أنواعها، وذلك فى ضوء حرص البلدين على تنويع وتأمين مصادرهما من الطاقة.كما تم بحث سبل تعزيز التعاون العسكرى والأمنى بين البلدين، خاصةً ما يتعلق بالتعاون فى التصنيع المشترك ونقل وتوطين التكنولوجيا، فى ضوء الدور المحورى الذى تقوم به مصر فى المنطقة ومسئوليتها لتحقيق الاستقرار والأمن ومكافحة الإرهاب، فضلًا عما تتمتع به كوريا الجنوبية من قدرات تكنولوجية متقدمة وصناعات عسكرية متطورة.

وأضاف المتحدث الرسمى أن المباحثات شهدت استعراض تطورات عدد من الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث شهد اللقاء توافق الرؤى بشأن مجمل هذه الموضوعات، وفى مقدمتها تطورات الأزمة الليبية.

وأكد الرئيس من جانبه أن استقرار الأوضاع الداخلية بالأراضى الليبية يمثل أولوية بالنسبة لمصر، ومن ثم مواصلة مصر مساعيها الحثيثة مع الأطراف الليبية لإجراء الانتخابات الوطنية.

كما أكد الرئيس فى ذات السياق دعم مصر الدائم لجميع الآليات التى تضمن أمن واستقرار شبه الجزيرة الكورية.

من جانبه؛ أشاد الرئيس الكورى بالثقل السياسى المصرى كحجر زاوية فى صون الأمن والاستقرار فى منطقتى الشرق الأوسط وإفريقيا، خاصةً ما يتصل بالتحركات المصرية للتوصل إلى التسوية السياسية للأزمات فى المنطقة، فضلًا عن جهودها الحثيثة بقيادة الرئيس لمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، وكذا نشر قيم التعايش والتسامح فى المنطقة، وتعزيز جسور الحوار بين الدول الإفريقية والعربية مع مختلف دول العالم. وفى ختام المباحثات؛ شهد الرئيسان مراسم التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم بين البلدين الصديقين فى مجالات الشراكة التجارية والاقتصادية، والتعاون الإنمائي، والسكك الحديدية. ورحب الرئيس عبد الفتاح السيسى بموون جاى إن، رئيس جمهورية كوريا الجنوبية، واصفًا إياه بـ«صديقى»، ورئيس جمهورية كوريا الصديقة.

وقال فى مستهل كلمته أمس خلال المؤتمر الصحفى المشترك: إنه لمن دواعى سرورى أن أرحب بكم اليوم فى القاهرة ضيفًا عزيزًا على مصر وشعبها، متمنيًا لكم إقامة طيبة ونتائج مثمرة خلال هذه الزيارة، والتى تأتى فى إطار حرصنا المتبادل على التشاور وتبادل الرؤى ووجهات النظر حول مختلف الموضوعات والقضايا ذات الاهتمام المشترك، وكذا العمل على تعزيز علاقات التعاون بين مصر وكوريا، بما يحقق المصالح المشتركة، ويسهم فى تحقيق التنمية والرفاهية لشعوبنا، إضافة إلى متابعة نتائج الزيارة التى قمت بها إلى العاصمة الكورية سول عام 2016. 

وأكمل: أود بداية الإعراب عن تقديرنا للزخم الذى يشهده التعاون الثنائى فى مختلف المجالات بين البلدين، واعتزازنا بعمق العلاقات المصرية – الكورية والتى شهدت تطورًا ملحوظًا خلال الأعوام الماضية، والتأكيد على أهمية العمل على تفعيل الشراكة التعاونية الشاملة بين البلدين، بما يتناسب مع إمكانيات وقدرات البلدين ويصب فى مصلحة شعبيهما. 

واستطرد الرئيس: لقد توافقت رؤانا خلال المباحثات على أهمية مواصلة آلية التشاور السياسى بين البلدين، واللجنة الوزارية المشتركة للتعاون السياسى والاقتصادى والفنى برئاسة وزيرى الخارجية، وآلية الحوار بين وزارتى المالية، واللجنة التجارية المشتركة، وذلك لأهميتها جميعًا فى دفع وتعزيز علاقات التعاون بين البلدين فى شتى المجالات. 

وأعرب: كما أعربت عن تطلعنا إلى جذب الشركات والاستثمارات الكورية لمصر، مع استعدادنا لتقديم جميع التسهيلات اللازمة لخلق بيئة استثمارية حاضنة للاستثمارات الكورية، وتشجيع زيادة الاستثمارات الكورية فى المشروعات التنموية الكبرى ومشروعات البنية الأساسية، وكذا المشروعات فى مجالات الطاقة، والتعدين، والنقل، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وهو ما يأتى اتصالًا بعملية الإصلاح الاقتصادى التى قامت بها مصر وما تم تحقيقه من إنجازات فى هذا الإطار، والمؤشرات الإيجابية للمستقبل الاقتصادى لمصر. 

وأضاف: وقد اتفقنا كذلك على أهمية تعزيز التعاون المشترك لدعم الرؤية المصرية الهادفة إلى دخول عصر الثورة الصناعية الرابعة، وكذا تكثيف التنسيق فى هذا السياق، سواء من خلال إنشاء فرع للجامعة الكورية للعلوم والتكنولوجيا المتقدمة، أو التعاون بين وزارتى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فى مجال استخدام الذكاء الصناعى فى الحكومة، خاصة مع قرب موعد الانتقال إلى العاصمة الإدارية الجديدة وتطلع مصر إلى إحداث طفرة تنموية ضخمة فى الأجل القريب على غرار التجربة الكورية الناجحة. 

وتابع، السيدات والسادة، لقد استعرضت مباحثاتنا كذلك فرص الشراكة التى يمكن أن تتم بين الشركات المصرية العاملة فى إفريقيا والشركات الكورية، والترويج للاستثمار فى إفريقيا وبصفة خاصة فى مجال البنية التحتية، مع إبراز الفرص الهائلة التى يوفرها بدء العمل بمنطقة التجارة الحرة القارية من زيادة كبيرة فى التدفقات الاستثمارية والتجارية بين الدول الإفريقية والمجتمع الدولي. 

وأَضاف: كما تبادلنا وجهات النظر حول مختلف القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وقد توافقنا على تنسيق مواقف البلدين فى مختلف المحافل الدولية.

وأوضح: وقد جاء اجتماعنا اليوم تتويجًا لجهودنا المشتركة على مدار الفترة الماضية لدفع التعاون الثنائى بين البلدين، ولوضع إطار استراتيجى متكامل وتصور مشترك لمختلف أوجه ومجالات التعاون وسبل دفعها فى الفترة المقبلة، بما يؤكد إرادتنا السياسية المشتركة فى هذا الشأن، وبما يمهد لمرحلة جديدة من الشراكة التى تربط بين البلدين. 

واختتم: فخامة الرئيس، اسمحوا لى ختامًا أن أرحب بكم مجددًا فى القاهرة، معربًا عن تطلعى لأن تشهد الفترة القادمة مزيدًا من التعاون والتنسيق بين مصر وكوريا، بما يحقق الرخاء والازدهار لشعبينا الصديقين، ويولد مزيدًا من قوة الدفع للشراكة التعاونية الشاملة وللصداقة الممتدة التى تجمع بين شعبينا وبلدينا، شكرًا لكم.