الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أمريكا تشعل أزمة أوكرانيا

بلغ التوتر بين موسكو والغرب أعلى مستوياته منذ الحرب الباردة وهناك مخاوف متزايدة من نشوب صراع كبير فى أوروبا الشرقية، خاصة بعد القرار الأمريكى الذى قلب الطاولة، حيث سمحت وزارة الخارجية الأمريكية لكل من ليتوانيا ولاتفيا وإستونيا بإرسال صواريخ أمريكية الصنع وأسلحة أخرى إلى أوكرانيا، فى الوقت الذى تنبأ فيه الرئيس الأمريكى جو بايدن بهجوم روسى عليها.



يأتى ذلك عقب تصريح بايدن إن روسيا ستدفع ثمنا باهظا إذا غزت أوكرانيا، وعلى الرغم من نفى المسئولين الروس مرارا التخطيط لغزو أوكرانيا، لكن الكرملين حشد نحو 100 ألف جندى بالقرب من حدود أوكرانيا فى تعزيزات يقول الغرب إنها استعدادا لحرب هدفها منعها من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.

وردا على ذلك، أكد السفير الروسى فى ألمانيا سيرجى نتشاييف تقدم قوات روسية بالقرب من أوكرانيا بأنه رد فعل على توريدات أسلحة من الغرب إلى كييف.

وقال نتشاييف لصحيفة «نورد كورير» الألمانية «نقوم برد فعل إزاء أن أوكرانيا ستصير مشبعة بالسلاح، موضحا أن ذلك يعد «حق روسيا المطلق».

يشار إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية والناتو يتهمان روسيا منذ شهور بالتخطيط للهجوم على أوكرانيا، وترفض روسيا يوميا تقريبا هذا الاتهام.

على الجانب الآخر، اتهم انفصاليون موالون لروسيا فى شرق أوكرانيا كييف بتصعيد التوترات الإقليمية لكسب تأييد الغرب، واستبعدوا فرضيات حصول غزو روسى معتبرين أنها «أكاذيب».

وتؤكد موسكو على أنها لا تنوى غزو أوكرانيا، لكنها تطالب بضمانات أمنية واسعة النطاق مقابل وقف التصعيد، ومن المقرر أن يلتقى وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن نظيره الروسى سيرجى لافروف اليوم فى جنيف لإجراء محادثات حاسمة.

فى السياق نفسه، أظهر تقييم استخباراتى لوزارة الدفاع الأوكرانية، استعدادات عسكرية روسية مكثفة على الحدود بين البلدين، ما ينذر بهجوم شامل.

ونقلت شبكة «سى إن إن» الإخبارية الأمريكية عن التقييم الاستخباراتي، أن روسيا حشدت حتى الآن، أكثر من 127 ألف جندى على الحدود مع أوكرانيا.

وأضاف التقييم أن الوضع على الحدود لا يزال «صعبا»، رغم المحاولات الدولية لنزع فتيل التوتر.

التقييم ذكر أيضا أن «موسكو نشرت قوات من مناطقها الوسطى والشرقية على حدودها الغربية «بشكل دائم»، وكذلك نقلت مخزونات من الذخيرة والمستشفيات الميدانية إلى الحدود، ما يؤكد الاستعداد للقيام بعمليات هجومية».

كما كثفت روسيا النشاط الاستخباراتي، حيث تضاعفت طلعات الاستطلاع على طول حدود أوكرانيا ثلاث مرات منذ هذا الوقت من العام الماضي».

وبالإضافة إلى الجنود النظاميين، تدعم روسيا أكثر من 35 ألف انفصالى فى شرق أوكرانيا، ولديها حوالى 3 آلاف من العسكريين المتمركزين فى أراضى الانفصاليين، وفق التقييم الاستخباراتى.

إلا أن موسكو التى لم تعلق حتى اللحظة على هذا التقييم الاستخباراتي، تنفى بشكل دائم وجود أية قوات فى شرق أوكرانيا، وترفض التقارير التى تفيد باحتمالية شن عملية عسكرية على كييف.

ونقل التقييم الاستخباراتى عن الجيش الأوكرانى أن روسيا يمكن أن تستخدم صواريخ متوسطة المدى لـ «تدمير أهداف حيوية» داخل البلاد بما فى ذلك العاصمة كييف.  وحذرت الاستخبارات الأوكرانية فى التقييم، من جبهة محتملة على طول الحدود الشمالية مع بيلاروسيا مع زيادة التدريبات العسكرية الروسية المشتركة.

وتزامن نشر هذا التقييم الاستخباراتى مع زيارة وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن إلى كييف، فى خضم توتر مع روسيا.

على خطوط التوتر باتت العلاقات الأمريكية الروسية على المحك، فى ظل مخاوف من اجتياح موسكو لأوكرانيا، حيث شددت واشنطن لهجتها، لكنها وافقت على اجتماع لوزيرى خارجية البلدين فى جنيف لمحاولة إيجاد «مخرج دبلوماسي» لهذه الأزمة غير المسبوقة فى أوروبا منذ الحرب الباردة.

بدورها، أعلنت موسكو رفضها إجراء محادثات جديدة بشأن أوكرانيا ما لم يستجب الغرب لمطالبها.

ومع حشد عشرات آلاف الجنود الروس على الحدود مع أوكرانيا، تكثفت الجهود لمنع نشوب نزاع، وسط تحذير من أن الرد الأمريكى سيشمل كل الخيارات.

وتأتى هذه التطورات عقب فشل أسبوع من المحادثات بجنيف وبروكسل وفيينا فى تخفيف حدة التوتر، مع إصرار روسيا على أن تؤخذ على محمل الجد مطالبها بضمانات أمنية شاملة بما فى ذلك الحظر الدائم لانضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسى «الناتو».

ونددت روسيا بتصريحات الرئيس الأمريكي، جو بايدن، حول أوكرانيا، والتى توعد بها موسكو برد «قاس» فى حال هاجمت الأولى.

وقال الناطق باسم الكرملين دميترى بيسكوف «التصريحات تتكرر على الدوام ولا تساهم فى تهدئة التوتر الحالى بل إنها قد تساهم فى زعزعة الوضع».

إلى ذلك، أجرى وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن، فى برلين محادثات مع نظرائه فى ألمانيا وفرنسا وبريطانيا حول الأزمة الروسية الأوكرانية لتجنب أن تتحول إلى نزاع مسلح. ولا يزال وزير الخارجية الأمريكى يأمل فى إيجاد مخرج دبلوماسى للتوتر المتصاعد بين كييف وموسكو.

من ناحية أخرى، كشف مسئول عسكرى روسى أن المنطقة المركزية تعتزم القيام بـ900 تدريب فى 2022، مرتفعا بنسبة 10% عن العام الماضى.