السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

لمن يبحث عنه: كتاب سنوات الخماسين فى جناح أخبار اليوم

يعرض كتاب «سنوات الخماسين» للكتاب الصحفى الراحل ياسر رزق بجناح دار أخبار اليوم بمعرض الكتاب  الذى يوثق لفترة مهمة من تاريخ مصر الحديث بداية من ثورة 25 يناير مرورا بفترة حكم الإخوان المتأسلمين وصولا إلى ثورة 30 يوينو 2013 ويعد الكتاب جرس انذار للمخاطر التى تحيط بمصر حيث سجل الكاتب الراح كل ما شاهده وسجله  وسمعه بمنهتى الدقة والأمانة العلمية. وقد أهدى الكاتب الراحل كتابه إلى الشعب المصرى: «إلى شعب عظيم لا يرضخ لظلم، ولا ينحنى لعاصفة، ولا يركع إلا لرب العباد»



كما خاطب رزق الأجيال القادمة قائلا: «إلى أجيال آتية هذه ملامح من قصة آبائكم فى زمن عصيب، ولمحات من حكاية وطنكم فى حقبة فاصلة، عساها تنير لكم طريقًا، وتُعبد دربا، وأنتم تشيدون مجدًا جديدًا، معطرًا بعظمة تاريخ ».وقال رزق فى مقدمة الكتاب: «قبل أن أبدأ هذه ليست محاولة لكتابة تاريخ، إنما محاولة لقراءة حاضر، علنا نهتدى بها عند مفارق طرق قد تقابلنا فى المستقبل، فلا يمكنك أن تؤرخ لأحداث ماض قريب، بينما هى تنبض وتتحرك وتتفاعل، أو هى لاتزال تدمى وتوجع وتؤثر».

لكن يمكنك أن ترصد مجريات أمور تثرى، بعدما تنقصى مسبباتها وتفتش عن جذورها، ليس هذا أوان التاريخ لما جرى فى مصر فى العقد الثانى من الألفية الجديدة، الذى اعتبره، وهذا رأيي، أكثر الحقبات صعوبة وتقلبات، وأشدها جزرًا ومدأ فى تاريخ مصر الحديث والمعاصر، ربما يحين الأوان عندما تكتمل كل مكونات «البازل» المصرى فى ذلك المنعطف غير المسبوق أمام من يتصدى لمسئولية التاريخ.

ربما يحل وقته عندما تصبح الخفايا ظاهرة، وتبوح الخبايا بمكنوناتها، وربما يأتى زمانه عندما يتوافر لمسئولية كتابة التاريخ، جيل لم يعاصر ولم يعض وقائع ما جرى، ولم يتأثر بميول واتجاهات ونوازع ذاتية، تحول بينه وبين كتابة سجلات الوطن، أما قراءة ما حدث، فهى واجب على من عاش وعانى وسمع ورأى واشتبك!

 وأضاف رزق قائلا: «لقد قدر لى أن أكون واحدا من هؤلاء، كمواطن ظل يحلم بمصر فى مكانة أخرى تستحقها، لكنه وجد وطنه على حافة جرف مهددًا بالسقوط من حالق، ليتمزق شظايا على القاع السحيق، وكصحفى آل على نفسه، أن يستقى الأنباء، ويستقصى الأبعاد، ويحصل على معلومات من صانعى الأحداث، دون تواتر أو عنعنة، وأيضا كشاهد على محطات حاسمة ووقائع مفصلية، بعضها معلوم للقلة، وعلى مواقف فارقة معظمها فى طى الكتمان، عشتها وتابعتها رأى العين، من غير حاجة لأن أعاينها بأنظار آخرين..