الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

محدش يضحك عليك... «العشرة مش بالسنين»

يقولون إن رباط العشرة الذى يصل بين الزوجين عندما تزيد الأعوام التى تجمعهما يقرب بينهما أكثر، لم يعلموا أن هذا قرب وهمي، قرب مكانى فقط، وأن قرب الجسد لا يعنى بالضرورة انصهار الروح، وأن هناك رباطا آخر حقيقيا لا يُقاس بعدد الأعوام حتى وإن زادت إلى ١٠٠ عام…



هناك رباط آخر يقدر قيمة اللحظة الحقيقة فيضع لها بعدًا، قد لا تستطيع مئات الأعوام وضعه، فقد تكون لحظة من الألفة والسكينة والمودة والرحمة هى «العنصر الفاعل» لخلق عشرة بين شخصين، لا تستطع مئات الأعوام خلقها... فالحقيقة التى يجهلها الكثير، أن رباط «العشرة الحقيقى» يصنع من اللحظة جسرًا عابرًا للأرواح... رباط العشرة الحقيقى لا يعنيه الوقت بقدر ما يعنيه «قيمة الوقت» وما يصنعه فى النفوس من ألفة وتناغم. 

فهذه الجدران الأربعة التى تجمع زوجا وزوجة لا تعنى بالضرورة أنها تجمع زوجا بزوجة، لا تعنى بالضرورة أنها تحويهما، فقد تجمعهما مكانًا وليس روحًا، تسكنهما بين حوائط ولا تسكنهما فى القلوب، تربط أحداث يومهما ولا تربط بين أرواحهما، هذه الجدران الأربعة قد تعرف احتياجاتهما اليومية من أكل وشرب وما إلى ذلك، ولكن قد تجهل بمفهوم احتياجاتهما النفسية.

من الملاحظ فى العلاقات الزوجية، أن عدد أعوام الزواج مهما زاد قد لا يخلق العشرة الحقيقية، وأن عدد الوجبات اليومية لا يعنى «العيش والملح» بمفهومه الأصيل؛ لذلك كثرت الخلافات الزوجية والخيانة وحالات الانفصال والأسر المفككة نتيجة لعدم اكتمال الروح، فالروح تظل ناقصة إلى أن تجد من يكملها، من يستطيع أن يعبر حواجز الزمان والمكان ليأتى ويتلاحم بقوة و يرمم ما أتلفته عواقب الدهر…

أغلبنا لم يعِ مفهوم الزواج الحقيقى... أغلبنا اتخذه منبرًا شرعيًا للعلاقة دون فهم حقيقى لمفهوم العلاقة، أغلبنا جعل مفهوم الزواج عبارة عن مؤسسة ربحية وجهل أهم سبب لنجاحها من ألفة وود ورحمة، أغلبنا اهتم بمعاشرة الأجساد وجهل معاشرة الأرواح، أغلبنا لم يعِ قيمة تناغم الأرواح وتلاحمها وما تصنعه من استقرار نفسى يعجز الطب النفسى بأكمله عن صنعه.

تعلموا فن الإصغاء للآخر بكل الحواس... تعلموا «فن تقبل الآخر» بكل التناقضات والرحمة به... تعلموا «فن الإشباع النفسي» قبل الجسدي... تعلموا «فن مداوة شروخ الروح» قبل الحديث عن الخلافات...تعلموا «فن تطييب الخاطر» بكلمة طيبة... تعلموا «فن الإصلاح» بأن تجعلوا الآخر يرى فى نفسه الصفات الجميلة قبل القبيحة فيُقدم على التغير للأفضل... تعلموا كيف تجعلون من يحب يرى بعيونكم أنه الأجمل والأفضل وبطل حياتكم.