الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

انطلاق مؤتمر «المواطنة» بحضور وزراء الأوقاف والشئون الإسلامية فى العالم

شدد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، على إن الوطن ليس مجرد أرض نسكنها وإنما هو كيان عظيم يتملكنا ويسكن فينا، مشيرا إلى أن مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية يقدم بحوثًا حول تطور مفهوم الدولة عبر العصور المتعاقبة إلى يومنا هذا خاصة ان البعض يحاول أن يستنسخ نموذجًا معينًا للدولة فى عصر محدد، وهو ما يصعب تطبيقه نظرًا لتغير الظروف فى عصرنا الحالى.



جاء ذلك خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الثانى والثلاثين والذى يعقد ، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى، وبحضور وفود من عدة دول عربية وإسلامية وأوروبية.. 

ويتضمن المؤتمر 9 محاور هى: تطور مفهوم الدولة قديمًا وحديثًا من منظور إنساني، مشروعية الدولة الوطنية، ضوابط عقد المواطنة، عقد المواطنة بين الحقوق والواجبات، التسامح الديني، مكانة المرأة فى الدولة الوطنية، عقد المواطنة والحماية الاجتماعية، عقد المواطنة وأثره فى تحقيق الأمن المجتمعي، التزام عقد المواطنة وأثره فى تحقيق السلام العالمى.

وقال الوزير فى كلمته : إن مفهوم الدولة ليس مفهومًا جامدًا، والإسلام لم يضع قالبًا جامدًا لمفهوم الدولة وإنما جعله مرنًا مع الحفاظ على مقاصد الشرع، موضحا أن المؤتمر يركز أيضا على السلام فالأصل هو السلام، وفى هذا السياق يأتى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده”. 

وأكد وزير الأوقاف، أن ديننا هو دين السلام، وقد نهانا الإسلام من أن نسىء الظن لمن ألقى علينا السلام، قائلا مع تأكيدنا على أن السلام لا يعنى مجرد عدم الحرب إنما يعنى عدم أذى الإنسان لأخيه الإنسان مطلقا.

وشدد وزير الاوقاف على أن احتكار بعض الدول لأدوية كورونا أو أى أدوية ظلم فادح من الإنسان لأخيه الإنسان، وكذلك التأثير على الطبيعة مما يتسبب فى التغيرات المناخية، فليس شرطًا من أن يقتل الإنسان أخيه الإنسان حربا، وإنما بتأثيره عليه 

واكد وزير الاوقاف ان اجتماعنا هنا على أرض مصر متضامنين لنرسل رسالة سلام لكل محبى السلام فى العالم ونقول لهم تعالوا لنطفئ نار العداوة ونعالج معنا تداعيات جائحة كورونا، تعالوا معنا إلى كلمة سواء لننبذ كل مؤججات الحرب والاقتتال ونحل محلها كل معانى السلام بلا تكبر ولا استعلاء.

كما أهدى وزير الأوقاف، نسخة من ترجمة معانى القرآن الكريم إلى اللغة الأوردية، لنور الحق قادري، وزير الشئون الدينية بباكستان. 

وأعلن وزير الأوقاف، انتهاء ترجمة معانى القرآن الكريم للغة العبرية قريبا، مؤكدا أنه بذلك تصل ترجمات معانى القرآن الكريم إلى 11 لغة.

من جانبه قال الدكتور عبد اللطيف آل الشيخ وزير الشئون الدينية والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية، إن الشعب السعودى يعتبر مصر بلده الثانى ويكن له الاحترام والتقدير، لافتا إلى أن مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الذى تعقده وزارة الأوقاف فى القاهرة الآن يرسخ لتحقيق الأمن المجتمعى والسلام العالمى، مشيرا الى أن ما يحدث فى بعض البلدان العربية مثل اليمن الذى يعانى من اختطاف تدعهما إيران ميليشيات للمواطنة والهوية، مؤكدا ضرورة تصدى المسئولين فى الدول الإسلامية والعربية لمثل هذه الجماعات، وأن الواجب الشرعى هو التصدى بالخطاب الدعوى والتوعوى والإرشادى لكل هذه الجماعات المتطرفة. 

وقدم الشيخ الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي، قائلا: مجاهد كبير وأنقذ مصر من كارثة كادت أن تقع، بفضل الله وبفضل الرجال الذين آثروا حياتهم من أجل بقاء مصر، وقد خاض معركة الوعى المجتمعى لبناء الجمهورية الجديدة.

من جانبه اكد الدكتور عبد الرحمن الضويني، وكيل الأزهر إن الأزهر الشريف يتعاون مع المؤسسات الدينية داخل وخارج مصر، واستطاع من خلال هذا التعاون تقديم رؤية متميزة فى التعايش والسلام، وترك نتائج ملموسة فى سبيل تحقيق السلام، لافتا الى أن الإسلام عرف المواطنة الصحيحة منذ 14 قرنً من الزمان، حينما وضع وثيقة سلمية سياسية لمجتمع المدينة المنورة، التى ضمت العديد من الطوائف والأديان، مشيرا إلى أن الرجوع إلى هذه الوثيقة، والاقتداء بما فيها؛ يقى المجتمعات من التفكك والتشرد، خاصة ان الأزهر متيقظ للأفكار الهدامة التى تستهدف الشباب. 

وفى كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر قال الدكتور محمد مطر الكعبى، رئيس الهيئة العامة للشئون الإسلامية والأوقاف بالإمارات: أهل مصر هم أهلنا، ومارية القبطية أمنا ونيل مصر من أنهار الجنة عذب فرات سائغ شرابه ما شرب منه محب إلا زاد حبا، وهذا ما سقانا إياه والدنا الشيخ زايد، وقيادة الإمارات التى علمتنا أن مصر هى المعبر الآمن والوطن الحاضن. 

واكد الكعبى ان الحديث عن مفهوم المواطنة، يستحضر فى أذهاننا معانى حب الوطن الذى عشنا وأكلنا من خيراته، فسار جزءًا من كيان لا نقوى على فراقه مشيرا الى ان التيارات الدينية المتطرفة عجزت عن استيعاب هذه المعانى الراقية لقيم المواطنة فشوهت قيمة الوطن وروحت لمفهوم أمة فى مقابل الدولة الوطنية ودعتهم إلى الانخراط فى تدمير أوطانهم وتقتيل جيرانهم تحت شعارات مضللة، تحمل فى مضامينها شحنات من العنف الدموي. 

واختتم، رئيس الهيئة العامة للشئون الإسلامية والأوقاف بالإمارات، باقتراح لإعداد ميثاق لسلوكيات المواطنة الإيجابية والشرعية وتتبناه كل مؤسسة عضو فى المجلس الأعلى للشئون الإسلامية.

كا اكد الدكتور شوقى علام -مفتى الجمهورية، أن مفهوم المواطنة من المفاهيم التى يجب علينا أن نهتمَّ بها تأصيلًا وتطبيقًا على المستوى الفقهى والفكري، وإن عدم وضوح هذا المفهوم فى أذهان بعض الناس، قد تسبَّب فى إثارة البَلبلة والفوضى فى كثير من البلدان، تحت دعاوى كاذبة روَّجتها تلك الجماعات المتطرِّفة التى تنادى بوجود تعارض بين مفهوم المواطنة وبين العقيدة الإسلامية الصحيحة.

وقال المفتى فى كلمته: إن قضية الوطن وما تفرع عنها من مفهوم المواطنة قبل أن تكون عقدًا له خصائصُ فقهيةٌ وقانونيةٌ محددة، فهى فى المقام الأول إذا تأملنا مساحة الحياة المنظورة فطرة إنسانية، وجِبلةٌ بشرية، وهى أيضًا سُنة كونية.

واستدلَّ مفتى الجمهورية بقول الله تعالى فى هذا المعنى: {وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِى سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا}، وما يحمله من إشارة إلى شدَّة الانتماء الفطرى إلى الأوطان، وأن الخروج من الوطن شديد على النفس، شاق مشقةً بالغة على الأرواح والقلوب، ولقد عمَّر الله تعالى البُلدان بحُبِّ الأوطان، ولولا حبُّ الأوطان لخربت البلاد، وهذه معانٍ إنسانية وفطرية.