الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

Moscow on ice جهاز التبريد يعطل الفريق الروسى عن افتتاح عرضه على المسرح الكبير

عادت دار الأوبرا إلى سابق عهدها باستضافة الفرق العالمية على خشبات مسارحها، قدم مؤخرا فريق باليه «موسكو أون آيس» أكثر من عرض على خشبة المسرح الكبير بين السواريه فى الثامنة مساء والحفلات الصباحية للأطفال فى الحادية عشرة صباحا طوال الأسبوع الماضي، يحمل عرض «موسكو أون آيس» خصوصية فنية غير متكررة فى عروض الباليه، ففيه يتحرر الراقصون من أحذية الباليه التقليدية ليستبدلونها بأحذية التزحلق على الجليد مما يجعل من مهمة الرقص والتقيد بحركة الباليه المنضبطة أشق وأصعب كثيرا من تأدية الحركة بشكلها المعتاد أو بأدواتها التقليدية.



يستخدم الفريق تقنية فنية شديدة الدقة والتعقيد، فى صنع هذا الجليد على خشبات المسارح التى يزورونها لاستضافة هذه النوعية من العروض على خشباتها، كما اعتادوا تقديمها فى بيئتها الأصلية، يمتلك الفريق جهازا ضخما للتبريد لصنع خشبة مسرح جليدية أو خشبة مسرح تحتوى على هذا الجليد الذى يتم التزحلق عليه، وبالتالى يحتاج هذا الجليد فترة من الزمن حتى يتم صنعه باتقان وحتى تحتفظ به خشبة المسرح طوال فترة العروض المقررة للفريق، عملية فنية معقدة تعذر معها على الفريق افتتاح أول عروضهم على خشبة المسرح الكبير بالأوبرا يوم الأحد الماضى حيث تم إلغاء الحفل بسبب صعوبة تنفيذ هذه التقنية بشكل متعجل وسريع، مما أوقع الفريق فى خوف وحرج من احتمال إلغاء حفل آخر بسبب عدم توفر الوقت الكافى لصناعة هذا الشكل الجليدى على المسرح.

لكن رغم خضوع هذا العمل إلى عملية معقدة تقنيا استطاع الفريق حل المشكلة سريعا وافتتح العرض فى اليوم التالى يوم الاثنين، وانطلق بعروض «سندريللا» و«بحيرة البجع».. بالطبع حدثت بعض الأخطاء فى اتقان الحركة على المسرح وقد يعود السبب لعدم توفر الوقت لإقامة بروفات وتدريبات على المسرح بعد خضوعه لتجهيزاتهم الفنية، مما جعل الراقصين يؤدون الحركات الراقصة وكأنهم فى إحدى بروفات العرض النهائية، فمثل هذه الأعمال المعقدة فنيا وتقنيا تحتاج إلى تدريبات مكثفة قبل انطلاق عروضها أمام الجمهور، خاصة ومسرح دار الأوبرا لا يزال جديدا على الفريق فكانوا فى حاجة للتمرين على مساحة خشبة المسرح وأبعاده ومداخل ومخارج الكواليس، بدا عليهم الارتباك والحيرة مع بداية العرض، لكن ورغم هذه الأزمة استطاعوا تداركها سريعا بحرفيتهم العالية حيث تجاهل الراقصون هذه التفصيلة وحاولوا الاندماج مع الجمهور فى القصص الخيالية الممتعة التى لعبوها بالعرض فى فصلين الأول «سندريللا» والثانى جزء من باليه «بحيرة البجع».

مزج الفريق بين الشكل الكلاسيكى بالرقص الايقاعى المعاصر ورياضة التزحلق على الجليد مع الحفاظ على الأحداث الأساسية للقصتين، باليه سندريللا وضع موسيقاه الروسى سيرجى بروكوفيف وتدور أحداثه حول فتاة تعيش مع زوجة أبيها الشريرة وابنتيها، ويقوم الأمير الحاكم بالإعداد لحفل ضخم يدعو فيه كل سكان المملكة ليختار من خلاله زوجة جميلة تشاركه الحياة فتقرر زوجة الأب حضور الحفل ومنع سندريللا من الذهاب إلى القصر، بحجة أنها لا تملك الثياب اللائقة، ثم تظهر الجنية الطيبة وتمكن سندريللا من لقاء الأمير الذى يغرم بها دون أن يكتشف شخصيتها، وتضطر للهرب فى التوقيت الذى حددته لها الجنية ليبدأ الأمير فى البحث عن محبوبته، أما باليه «بحيرة البجع» وضع موسيقاه العالمى تشايكوفسكى تدور أحداثه حول الأمير سيجفريد الحزين الذى يضطر بسبب إلحاح والدته لإيجاد الفتاة المناسبة للزواج  لتصبح أميرة البلاط على أن يتم ذلك فى حفل عيد ميلاده وبعد جدال معها لرفضه الزواج بالطريقة التقليدية يقرر ترك البلاط والخروج إلى حديقة القصر يجذب انتباهه سرب من البجعات فيقرر ملاحقته لكنه يفاجأ بتحول البجعات الى أميرة ووصيفاتها وتتوالى الأحداث.

نجح وتمكن أعضاء الفريق فى جذب وإمتاع الجمهور برشاقة حركتهم على المسرح فى تأدية العملين كما ذكرنا رغم صعوبة ما يقومون به من التقيد بالرقص وحركة الباليه فى أحذية التزحلق على الجليد إلا أنهم استطاعوا بمهارة واقتدار تأدية هذه الحركات بخفة ورشاقة وسهولة وكأنهم يرتدون أحذية الباليه التقليدية، متعة كبيرة ساهمت فيها أيضا عناصر الملابس والديكور التى أضفت على العرض صورة مسرحية شديدة الروعة والجمال، حالة من الإبهار الفنى استطاع فريق موسكو أون آيس إتمامها رغم الصعوبات التقنية التى واجهتهم مع بداية إطلاق عروضهم على خشبة مسرح دار الأوبرا. 

جدير بالذكر أن فريق باليه موسكو على الجليد تأسس عام 2003 على يد فيتالى فيدينيف أحد نجوم فرقة أوكرانيا الوطنية للباليه بهدف تقديم لون جديد ومختلف من الفنون يجمع الرقص الكلاسيكى والإيقاعى بفنون حركية أخرى تجذب اهتمام الصغار والكبار وتضم أكثر من 300 عارض حققوا نجاحا باهراً أثناء جولاتهم العالمية فى مختلف الدول منها مصر، فنلندا، اليابان، إسبانيا، كوريا، الأرجنتين، البرازيل، ألمانيا، إستراليا وغيرها.