سمير صبرى.. وحكايـــــات العمــر كلـــه
إعداد - سوزى شكرى
القلب الذى منحنا سنوات من عمره بين عطاء إعلامى وتلفزيونى وإذاعى وفنى وسينمائى واستعراضى يتعرض اليوم لأزمة إلا أننا نثق أن صاحب هذا القلب يملك من القوة والإرادة ما يجعله يقاوم ويتحدى أزمته، إنه قلب النجم الكبير سمير صبرى نبعث له باقة ورد أبيض، نأمل من الله أن يعافيه ويشفيه. صديق الكاميرا، سفير الحب، أمير البهجة، ملك الأفراح، برنس الشاشة الصغيرة، ألقاب وصفات منحت للنجم سمير صبري، قرر أخيرا أن يحكى وبقلبه مئات الحكايات والذكريات، فتحدث بحذر عن حياته الشخصية، وبتفاصيل عن مسيرته الفنية والإعلامية، وبفضضة الصديق عن المشاهير وعن نجوم الزمن الجميل من بين هؤلاء: عبد الحليم حافظ، سعاد حسنى، محمد الموجي، محمد عبدالوهاب، أم كلثوم، ليلى مراد، هند رستم، توفيق الحكيم، شادية، البابا شنودة، الشيخ زايد آل نهيان، السلطان قابوس وآخرون. وذلك بكتابة «حكايات العمر كله» الصادر عن الدار المصرية اللبنانية.
تكريم مفتقد
يتساءل بمقدمة الكتاب وزير الآثار الأسبق زاهى حواس متى نعطى هذا الفنان حقه بالتكريم؟ وماذا ينتظر؟ أما الكاتب الإعلامى مفيد فوزى وصفه بأنه مثل الصلصال يتشكل بسهولة فى أدواره. وتوقفنا عند ص 34 سطور محملة بالشجن وكلمات تنم عن عتاب محبة من فنان راق لم يطالب يوما ما بالتكريم، فهل من المعقول أن نكون نحن جمهوره وعشاقه مقصرين فى حق تكريمه بالشكل اللائق لمسيرة 60 عاما. يقول سمير معاتبا: «ربما لم أحصل على التقدير اللائق لمشوارى السينمائى الكبير، فلم يذكر أحد هذا المشوار حتى أثناء تكريمى فى مهرجان القاهرة السينمائى 2018، تذكروا فقط أننى كنت أول من قدم حفلات المهرجان فى دوراته الأولى!! ونسوا تماما الـ 132 فيلما التى قدمتها، ومنها 20 فيلما من إنتاجي. وكان دائما يضايقنى أنه عند الحديث عن السينما لا يتذكرون كثيرين ممن أعطوا حياتهم للسينما ومنهم أنا. لكننى أقول فى النهاية الحمد لله، لأن تقديرى دائما كان يأتى من رجل الشارع البسيط الذى يعطينى جائزة يوميا على أفلامى التى تعرض فى كل الفضائيات، وتجعل الجيل الجديد يتذكرنى وأنى كنت أحد نجوم الزمن الجميل».
البحث عن سمير صبرى
سمير صبرى «27/12/1936» إسكندرانى وعاشق للإسكندرية المدينة «الكوزموبوليتية» ذات التعددية الثقافية التى أثرت فى تشكيل وجدانه، حلم حياته أن يكون ممثلا مشهورا مثل أنور وجدى ويعجبه محمد فوزي. كانت مدرسته «Victoria College» من المدارس المميزة فى مصر والشرق الأوسط، تخرج منها رؤساء ونجوم منهم عمر الشريف يوسف شاهين أحمد رمزي. ونظمت المدرسة رحلة لمدة ثلاثة أسابيع لجامعة أكسفورد لحضور مهرجان السنوى لوليام شكسبير. قام بتمثيل أحد المشاهد الدرامية لشكسبير. وعشق السينما والمسرح من العروض التى يحضرها مع أسرته، وبعد انفصال والده عن والدته جاء إلى القاهرة مع والده وترك أخوه سامح بالإسكندرية، ومعالجة أسرته للطلاق كان بتبادل الاحترام بينهما، لذا لم يترك بداخله أثرا سيئا.
خداع العندليب
عمارة السعوديين المطلة على نيل القاهرة بحى العجوزة يسكنها كبار النجوم من بينهم عبد الحليم حافظ وسكنها سمير صبرى مع والده اللواء جلال صبري. وبداخل أسانسير العمارة وبخدعه وشقاوة طفل فى العاشرة من عمره قال سمير لعبد الحليم إنه من أمريكا واسمه «بيتر» ومعجب بالأغانى العربية، ولأنه يجيد اللغة الإنجليزية استطاع خداع حليم لمدة عام، وأعطاه حليم أسطواناته وصوره، وحين اكتشف حليم الخدعة صفح عنه وأعجب بذكائه وشقاوته وصار أصدقاء وظل يناديه بـ «بيتر».
حكاية حب
مع الوقت توطدت الصداقة بينهما، طلب سمير من حليم أو «ليمو» كما كان يناديه أن يحقق حلمة بحضور تصوير فيلمه، فأخذه معه إلى الاستديو التصوير حيث يصور حليم مشهدا من فيلم «حكاية حب» وهو مشهد لقاء الإعلامية الكبيرة آمال فهمى وبرنامجها «على الناصية»، ووقف سمير مع المجاميع الشارع وغنى حليم «بحلم بيك» وكان هذا أول وقوف أمام كاميرا السينما.
الوسادة الخالية
أخذه حليم إلى الإذاعة المصرية للمرة الأولى وقدمه إلى بطلة فيلمه الأخير فى تلك الفترة «الوسادة الخالية» النجمة الكبيرة لبنى عبد العزيز، وقال لها حليم إن سمير طفل شاطر يجيد الإنجليزية ويصلح لبرنامجها الذى تقدمه فى ركن الطفل باسم «العمة لولو» ويقدم باللغة الإنجليزية بإذاعة البرنامج الأوروبي، وحصل سمير على أول أجر 50 قرشا مقابل تسجيل الحلقة. وتوالت الفرص ثم إذاعة الشرق الأوسط مع الأستاذة آمال فهمى بدأت رحلته مع أشهر البرامج الإذاعية والتليفزيونية الناجحة وغير مسبوقه فى تفردها «النادى الدولي» الذى انتقل من برنامج بالإذاعة إلى الشاشة، وهو أول برنامج توك شو فى العالم العربى استمر8 سنوات ثم برامج «هذا المساء»، و «كان زمان»، و«مشوار»، واختارته ليلى رستم لتقديم الضيوف الأجانب فى مهرجان التلفزيون الدولى الأول بالإسكندرية.
الظهور الإعلامى الأول
بمهرجان التلفزيون الأول نسيت ليلى رستم أن تقدم النجوم المصريين وهددوا بالانصراف من الحفلة، بحث مسئول تنظيم الحفل عن من ينقذ الموقف ويظهر على شاشة التلفزيون ليقدمهم. فقال له سمير: أنا من الإذاعة وممكن أقدمهم»، وفتحت الستارة ووقف سمير لأول مرة على المسرح وقدم عشرين نجما مصريا، وأبدع سمير فى خلق مواقف وحوارات بين النجوم المصريين والأجانب وأجواء بهجة واحتفاء وتألق، وكان هذا بداية ظهوره بالشاشة. وتحدثت عنه الصحافة مولد نجم» صانع البهجة الذى لمع فى ليلة افتتاح المهرجان «. وطلب منه وزير الإعلام عبدالقادر حاتم العمل معه بعد تخرجه من كلية الآداب.
عالم النجومية
ذهب لزيارة النجمة لبنى عبدالعزيز فى استديو تصوير، وكان متواجدا المخرج كمال الشيخ، تغيب ممثل شاب عن تأدية دوره فى فيلم «اللص والكلاب»، ولبنى أقنعت المخرج أن يقدم الدور سمير نظرا لثقتها فى موهبته، وأعجب المخرج بأدائه وقال عنه إنه اكتشاف رائع. وتوالت الفرص بأدوار بسيطة بفيلم «زقاق المدق»، مع فؤاد المهندس مسلسلات رمضانية إذاعية التى تحولت فيما بعد إلى أفلام مثل: أخطر رجل فى العالم، شنبو فى المصيدة، عودة أخطر راجل فى العالم، الراجل ده هيجننى، وهارب من الزواج. وغيرها.
البطولة الأولى
الفرصة الذهبية بترشيح من يوسف السباعى عام 1974 والمخرج حسن الإمام بفيلم «بمبة كشر» منح البطولة الأولى، بعدما رفض النجوم الوقوف أمام البطلة الجديدة، وكانت فى ذلك الوقت نادية الجندى، حقق الفيلم نجاحا وظل بدور العرض عاما كاملا، وفى نفس السنة قام ببطولات أفلام: البحث عن فضيحة، الأحضان الدافئة، فى الصيف لازم نحب، واستمر عرض هذه الأفلام أكثر من عشرين أسبوعا وحققت إيرادات خيالية. وتعددت الأفلام مع مخرج الروائع حسن الإمام المؤمن بموهبته مثل: بنت من البنات، ولست مستهترة، امتثال، حب وكبرياء، الذى غنى فيه غنوته الشهيرة «محتار أنا ويا البنات»، ثم فيلم حكايتى مع الزمان مع الفنانة وردة ورشدى أباظة، ولدوره المميز والمهم بفيلم بالوالدين إحسانا حصل على جائزة فى عيد الفن من الرئيس الراحل أنور السادات، توالت أدوار البطولة بأفلام: رحلة الأيام، دقة قلب، التوت والنبوت، العيال الطيبين، القضية المشهورة، الحلوة عزيزة، عالم عيال عيال. وعن دوره بفيلم «الإخوة الأعداء» حصل على جائزة تمثيل من المركز الكاثوليكى، إلى جانب أفلام من إنتاجه مثل: فيلم السلخانة، جحيم تحت الماء، دموع صاحبة الجلالة، أهلا يا كابتن.
أحب 3 وتزوج أجنبية
عرف الحب مبكرا كأى شاب، وأحب 3 من زملاء الوسط ولم يبح بأسماهن احتراما لهن، ولكن عن عائلته وحياته وزواجه وابنه وأحفاده ذكر أنهم جميعا خط أحمر، ولا يجب الحديث عنهم إعلاميا، إلا أنه يبدو أن الذكريات بدأت تضيق بقلب سمير صبرى فقرر أن يفضفض بها لأول مرة. ذكرعن أسرته: «كانت زوجتى جميلة جدا، عشت معها قصة حب ووفاء نادر، كيف أصارح أبويا وأمى بأننى أرغب فى الزواج من أجنبية» خواجاية «إنجليزية، وهما يحلمون بحفل زفافى غامرت وتزوجنا سرا، بقيت معى بشقة الزمالك، شغلنى بريق الأضواء والنجومية والشهرة وبدأت أحلامى تتحقق، وبسبب انشغالى وظروف عملى سافرت إلى لندن وأنجبت ابنى هناك، زوجتى هى الحب الضائع فى حياتى، حبى للفن كان أكبر من أى حب ثان، سرقتنى نداهة الفن، واليوم اشعر بندم شديد لانى لم استطع الحفاظ على زوجتى وابنى.. وفنى».
العاشق الغيور
بدأ سمير فصول كتابه بالحديث عن عبدالحليم وبحكم أنهما أصدقاء ويعلم عنه الكثير، هو أحد الشهود على قصة حب حليم لسعاد حسنى وغيرته الشديدة عليها، قصة استمرت أربع سنوات، كان حليم يحب لعبة «الكومي»، فجأة كان يوقف اللعب فى منتصف الليل يبحث عن سعاد عند منزلها ليرى إن كانت سيارتها موجودة أم لا، ثم يمر على بعض العمارات التى اعتادت سعاد الذهاب إليها للعب «الكوتشينة» مع أصدقائها، وينادى عبدالحليم على البواب يساله عن الموجودين فى شقة فلان، ويقف تحت العمارة ساعة مثلا فى انتظار سعاد ثم يمل ويرحل. كان يغير عليها بشدة حتى من مجرد لعبة كوتشينة. . وعن زواجهما قال سمير: «لم أشهد واقعة زواج ولم أر وثيقة زواج ولم تسكن سعاد شقة حليم أو العكس، ولا أستطيع أن أؤكد زواجهما كما يؤكد زملائى ومنهم مفيد فوزى».
واحد صاحبى متعرفوش
سمير صبرى والزعيم عادل إمام صداقة سنين، ومن أشهر أفلامهما معا «نص ساعة جواز» و«البحث عن فضيحة»، ويعد مسلسل فلانتينو بمثابة عودة قوية بينهما بعد 47 عاما، أثناء تصوير المسلسل استعادوا ذكرياتهما وضحكاتهما، وتبادلا نفس السيناريو الشهير بينهما، قال الزعيم لسمير: احنا هانمثل تانى مع بعض، اوعى تغلط أحسن يحصلك زى اللى حصل مع عبدالشكور، أجابه سمير: مين عبدالشكور؟، ورد الزعيم: واحد صاحبى ما تعرفوش.!
حلوة الدنيا سكر
شادية العظيمة وفيلم» نص ساعة جواز «مع سمير صبرى وأغنيتهما ومن ألحان بلبل الموسيقى بليغ حمدى وكلمات محمد حمزة» حلوة الدنيا سكر «التى حققت نجاحا عابرة الأجيال تردد إلى اليوم بين جيل الشباب.
محتار أنا ويا البنات
زهرة وشهرتها نجلاء فتحى قدمها للسينما رمسيس نجيب بفيلم» حب وكبرياء إخراج حسن الامام وغنى أغنيته الشهيرة «محتار أنا ويا البنات.. الساحرات الفاتنات» كتب كلماتها صلاح جاهين على غرار غنوة أجنبية شهيرة.
من كواليس النجوم
■ خلافات محمد الموجى مع حليم سببها تحيز حليم لبليغ حمدى، ولولا الخلافات المتكررة بينهما لم نكن لنسمع أحلى ألحان محرم فؤاد، ماهر العطار، كمال حسني، عبد اللطيف التلباني، هانى شاكر.
■ أم كلثوم كانت نقيب الموسيقيين 1946 وتزوجت سرا من محمود الشريف سكرتير عام النقابة، زواج لم يستمر إلا أيام معدودة وانتهى بقرار ملكى، فى حديثها مع سمير سألها: لو لم تكونى أم كلثوم كنت تحبى تكونى أية أجابته: أحب أكون حارس مرمى فى النادى الأهلى لأن حارس المرمى هو المدافع وأنا فلاحة واللى يدافع عن المرمى يدافع عن الأرض والعرض والشرف والبلد.
■ رحلت سعاد حسنى يوم 21 يونيو، وهو نفس تاريخ ميلاد حليم وكلاهما رحل بلندن، استبعد سمير أن تكون سعاد سقطت من البلكونة فلا يوجد أى نقطة دم على الأرض مكان سقوطها، وأن سعاد لا يمكن أن تنتحر مهما بلغت درجة الاكتئاب وأنها قامت باجراء28 عملية تجميل فى أسنانها، وفقدت 18 كليو من وزنها، فكيف تنتحر!
■ اتهام كل من محمد عبدالوهاب وتوفيق الحكيم أنهما شاركا بعمل غير أخلاقى بسبب ظهور محمد عبدالوهاب عارى الصدر بالبانيو بأغنية المية تروى العطشان» من فيلم «رصاصة فى القلب»، وتسببت هذه الضجة زيادة الإقبال على الفيلم!
■ رفضت هند رستم ترشيح البطولة لفيلم «أبى فوق الشجرة» وقالت لأن سيناريو إحسان عبدالقدوس فيه 38 قبلة وأنا احتراما لزوجى رفضت الدور العظيم، الذى قدمته نادية لطفى بجدارة، المخرج حسين كمال رفض يحذف القبلات من الفيلم وعنده حق القبلات خلت الفيلم معروض فى السينما عام كامل وبنجاح».
■ ليلى مراد وخلافها مع حليم بسبب أغنية» تخونوه «التى لحنها بليغ حمدى وقامت ليلى مراد بعمل بروفات عليها، قالت ليلى مراد: «كنت سوف أوافق لو كان حليم استأذن قبل ما ياخد الغنوة».
