الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

الأزمة الروسية الأوكرانية تقلب موازين أسعار النفط

تقلبات كبيرة اصابت أسعار النفط بعد تسجيلها لخسائر بلغت أكثر من 7% خلال الأسبوع، ليتراجع خام برنت تحت 100 دولار للبرميل، بالتزامن مع محادثات وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا التى خففت المخاوف من مزيد من تعطّل الإمدادات وتأتى خسائر النفط مع مخاوف تباطؤ الطلب وسط تشديد قيود الإغلاق فى الصين، مع تزايد إصابات كورونا، وعدم فرض عقوبات على النفط الروسى، خاصة من قبل أوروبا. 



وتراجعت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط -تسليم شهر أبريل بنحو 7.2%، لتصل إلى 95.71 دولار للبرميل.

كما هبطت أسعار العقود الآجلة لخام برنت -تسليم مايو 2022- بنسبة 6.8%، مسجلةً 99.60 دولار للبرميل.

كانت أسعار النفط قد أنهت تعاملات الاسبوع على تراجع بنحو 6%، وسط ترقّب للمحادثات الروسية الأوكرانية، فضلًا عن تزايد إصابات كورونا فى الصين.

وقال المحلل فى شركة فوغيتومى للأوراق المالية المحدودة، توشيتاكا تازاوا: “توقعات التطورات الإيجابية فى محادثات وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا عززت الآمال بتخفيف الضيق فى سوق النفط الخام العالمية وأضاف أن عمليات الإغلاق الجديدة للحدّ من جائحة كورونا فى الصين أثارت أيضًا مخاوف بشأن تباطؤ الطلب.

من ناحيتها ابقت منظمة الدول المنتجة للنفط “أوبك”، على توقعات نمو الطلب العالمى على النفط فى العام 2022 دون تغيير عند 4.2 ملايين برميل يوميًا لتصل إلى متوسط 100.9 ملايين برميل يوميًا، نظرًا لارتفاع عدم اليقين وتسارع وتيرة التطورات الجيوسياسية فى الأسابيع الأخيرة، وفق بيانات التقرير الشهرى الصادرعن المنظمة. روسيا تعزز إنتاجها النفطى فى فبراير دون تلبية حصتها فى تحالف “أوبك+” وتوقعت المنظمة ارتفاع نمو الطلب على نفطها 100 ألف برميل يوميا فى 2022 ليصل إلى متوسط 29 مليون برميل يوميًا. 

أكدت المنظمة أن إنتاج الدول الأعضاء فى “أوبك” زاد 440 ألف برميل يوميًا فى فبراير إلى متوسط 28.47 مليون برميل يوميًا.

فى شهر فبراير الماضي، عدّلت “أوبك” توقعات الطلب على نفطها لعام 2022، بزيادة قدرها 0.1 مليون برميل يوميًا عن تقرير الشهر الماضي، ليرتفع الطلب المُتوقَّع إلى 28.9 مليون برميل يوميًا، أى أعلى بمليون برميل عن عام 2021.

من ناحية أخرى من المتوقع ان يقرر مجلس الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى رفع اسعار الفائدة وتشديد السياسة النقدية ما يعزز من قوة الدولار ويؤثر سلبا على اسعار النفط كما ان هناك دلائل على ان الصادرات الروسية لن تتوقف بشكل تام حيث قامت احد الشركات الروسية بتقديم مرونة تمويلية لعملائها بينما تسعى الهند لوضع الية لتسهيل تجارة النفط مع روسيا باستخدام العملة المحلية. 

وبالرغم من انخفاض أسعار النفط إلا أن الأسعار مازالت تشكل ضغطا على الموازنة العامة فى مصر حيث يسجل سعر برميل النفط بالموازنة 65 دولارًا للبرميل حيث إن كل دولار زيادة فى أسعار النفط يكلف الموازنة 3 مليارات جنيه. 

ومن المنتظر أن تجتمع لجنة التسعير التلقائى للمنتجات البترولية الشهر المقبل بعد أن رفعت الحكومة أسعار البنزين 4 مرات خلال العام الأخير بقيمة 25 قرشًا للتر فى كل مرة فى أشهر أبريل، ويوليو، وأكتوبر 2021، وفبراير 2022، بينما أبقت على سعر لتر السولار دون تغيير.

ويباع لتر بنزين 80 حاليا بسعر 7.25 جنيه، ولتر بنزين 92 بسعر 8.5 جنيه، ولتر بنزين 95 بسعر 9.5 جنيه، ولتر السولار بسعر 6.75 جنيه.

وكانت الحكومة بدأت فى عام 2019 تطبيق آلية للتسعير التلقائى على عدد من المنتجات البترولية وذلك بعد تحرير أسعارها ضمن برنامج نفذته للتخلص من دعم هذه المنتجات بشكل تدريجى.

وتتضمن هذه الآلية أن يتم مراجعة أسعار المنتجات البترولية كل 3 أشهر من خلال لجنة مشكلة بقرار من رئيس الوزراء وبناءً على تطورات الأسعار العالمية للبترول “متوسط سعر خام برنت خلال الربع السابق للقرار”، وسعر صرف الجنيه مقابل الدولار، على ألا تتجاوز نسبة الزيادة أو الخفض 10% كحد أقصى.