الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فى ذكرى وفاة فارس المسرح العربى

عبد الله غيث ترك العمدية من أجل احتراف الفن

«لقد قضيت ثلاثة أشهر بين الثلوج، وأخيرًا هَأَنَذَا يا سيدى».. تلك كانت أول عبارة يلقيها الفنان عبد الله غيث على خشبة المسرح، عبارة واحدة تسببت فى احترافه التمثيل وتلقيبه فيما بعد بفارس المسرح العربى، حيث منحه شقيقه الأكبر الفنان حمدى غيث بطل فريق المسرح بكلية الحقوق جامعة عين شمس هذه الفرصة ليجسد شخصية رسول يشارك بإلقاء هذه العبارة، ويومها شعر لأول مرة برهبة الوقوف على خشبة المسرح فتصبب عرقًا ولم يشعر بنبض فرحة المشاركة، فى تكريم اسمه بدورة المهرجان القومى للمسرح المصرى صدر كتاب «فارس المسرح العربي» للناقد عمرو دوراة، جمع فيه دوراة بشيء من التفصيل رحلة حياة الفنان الراحل، وبمناسبة ذكرى وفاته التى حلت فى 13 مارس الجارى نعيد عرض جزء بسيط من هذا الكتاب شديد التميز والثراء.



انحصرت أحلام عبد الله غيث فى شبابه فى اتجاهين هما: الفلاحة فى الريف والفن بالعاصمة، رشح للعُمدية فى قريته بالريف لكنه تنازل عنها لابن عمه بسبب شدة انشغاله ببداية حياته الجديدة فى الفن، لكن رغم ذلك لم ينقطع عن زيارة أهله فى قريته المحببة إلى قلبه ولم ينس تقاليده كرجل ريفى يعشق تراب الأرض التى نشأ وتربى بها، تخرج عبد الله غيث فى المعهد بقسم التمثيل عام 1955 ضمن دفعة ضمت عددًا من الموهوبين، لعب بطولة أكثر من خمسين مسرحية خلال الفترة من 1953 إلى عام 1993، فى فرق المسرح القومى والحديث والعالمى والجيب، قدم فى المسرح القومى عروض..«دنشواى الحمراء»، «صفقة مع الشيطان»، «إيزيس»، «ابن عز»، «جمهورية فرحات»، «ملك القطن»، «تحت الرماد»، «سقوط فرعون»، «دموع إبليس»، «الصفقة»، «سلطان الظلام»، «مصرع كيلوباترا»، «شقة للإيجار»، «قهوة الملوك»، «الأيدى القذرة»، «المحروسة»، «مأساة جميلة»، «القضية»، «الجلاد والمحكوم عليه بالإعدام»، «كفر البطيخ»، «الدخان»، «قيس ولبنى»، «الخال فانيا»، «الفتى مهران»، «الزير سالم»، «المسامير»، ثأر الله»، قولوا لعين الشمس»، «حبيتى شامينا»، «فيدرا»، «ماكبث»، وفى مسرح الحكيم قدم «بلدى يا بلدي»، «زهرة من دم»، «سلطان زمانه هبط الملاك فى بابل»، وفى المسرح الحديث «سهرة مع الجريمة»، «الفخ»، «الوزير العاشق»، «حزب أيوب»، «آه يا غجر»، وفى مسرح الجيب «الكراسي»، «يرما»، «أجاممنون»، «ثورة الزنج»، «الأميرة تنتظر»، «وراء الأفق»، «مرتفعات وذرينج»، «عنترة السلام»، «أوبريت ميلاد أمة» كما شارك فى العديد من الأعمال الدرامية التليفزيونية والإذاعية.

فى أحد حواراته قال عن مسرحية «ثأر الله» التى منعت من العرض..«عشقت شخصية الإمام الحسين وتمنيت تجسيدها من خلال تقديم قصة حياته، وعندما أتيحت لى فرصة البطولة فى «ثأر الله» تأليف عبد الرحمن الشرقاوى وإخراج الفنان كرم مطاوع، سعدت كثيرًا، وبذلت جهدًا خارقًا فى هذه الشخصية على مدار شهور البروفات، وحينما اعترض الأزهر على تجسيدها أعلنت أننى على استعداد تام لاعتزال الفن نهائيًا فى حالة موافقته بحيث تكون هذه الشخصية الثرية آخر مشاركاتى بمجال التمثيل، لكن للأسف أصر الأزهر على عدم عرض المسرحية، وذلك بالرغم من تقديمها لمدة أكثر من شهر كبروفات نهائية بالملابس والديكور والموسيقى والإضاءة».