الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

المخرج شادى سرور مدير مسرح الهناجر لـ«روزاليوسف»: أتمنى أن يصبح «الهناجر» ملتقى حقيقيًا للمبدعين الشباب

كان مسرح الهناجر ملتقى للمبدعين الشباب دائمًا فتح العديد من الفرص لتفريغ طاقات إبداعية لا حصر لها على مدار سنوات إنشائه بدار الأوبرا؛ واليوم يحلم الفنان شادى سرور بإعادة هذه الروح الحيوية المتوهجة بالفن والإبداع فى كل المجالات من فنون المسرح إلى الفن التشكيلى, حاول خلال الفترة الماضية أن ينجز بعض ما وعد به من خطته لكن لظروف خارجة عن إرادته تأجلت بعض المشاريع الفنية؛ عن طموحه والمشاريع المقبلة قال فى هذا الحوار:



■ هل حققت أحلامك بالمكان منذ توليت إدارته؟

- مازال لدى حلم أن يعود مسرح الهناجر إلى عهده السابق بأن يصبح المكان محور التقاء الفنانين بحكم موقعه المميز هو منطقة جذب للمبدعين الشباب؛ أتمنى أن يأتى الشباب للعزف والرقص والتدريب ولفتح حوارات فنية أتمنى أن يتعاملوا بصدق وحقيقة مع المكان؛ حلمى أن يدخل أى شخص الهناجر يجد من يعزف الموسيقى ويرى حالة من تفريغ الطاقات الفنية الحقيقية بينهم؛ لا أريد أن أفعل هذا الشكل بشىء من الترتيب والإعداد المنظم بل أريده أن يحدث بمنتهى العفوية والتلقائية الشديدة.

■ لماذا لم يتم إنجاز عدد من المشاريع التى سبق أن أعلنت عنها فى بداية توليك إدارة المكان؟

 - اكتشفت أن الهناجر لديه ارتباطات أخرى متعددة غير كونه مجرد مسرح لتقديم أعمال مسرحية؛ لدينا ارتباطات بمهرجانات دولية كانت قد حصلت على موافقات قبل وضع الخطة من الأساس؛ كما أن كورونا أدت إلى تراكم المهرجانات بشكل متلاحق؛ على سبيل المثال: كانت هناك مهرجانات «المونودراما؛ إيزيس؛ الطبول؛ سماع؛ القومى للمسرح؛ القاهرة السينمائى؛ التجريبى؛ ومهرجان آفاق»؛ وبالتالى لم أستطع إعادة أى عمل مسرحى من جديد؛ كما أننى لم أستطع إقامة بروفات الورشة التى تم تأجيلها أكثر من مرة بسبب هذه الارتباطات, وبالتالى تم تأجيل افتتاح العرض نتاج هذه الورشة إلى ما بعد رمضان, لكننى حاولت استغلال الوقت لتطوير المكان.

■ ماذا تعنى بتطويره؟

- حاولت تطوير الهناجر على مستوى واجهة المكان من الخارج بإعادة إضاءته بشكل جيد من الداخل؛ كما أن الساحة كانت تحتوى على كرسيين فقط؛ لذلك قررت عمل صالون كبير طلبت لوحات وأنتيكات من التشكيليين حتى يتم وضعها فى مدخل المكان؛ لأن ساحة دخول الهناجر لابد أن يكون شكلها فنيًا وجذابًا؛ طورت شكل الواجهة الخارجية للوحة المديرين وشكل الدعاية الداخلية والخارجية وطريقة إضاءتها؛ ثم الأعمدة بالخارج كانت مطفية وساقطة على االأرض؛ كان فى ذهنى عندما يأتى الجمهور للمكان لابد أن يعيش فى أجواء من الراحة؛ بدأت ضبط المكان من الداخل وعملنا على زيادة العمالة به لأن الهناجر عدد الموظفين به منخفض للغاية, وبالتالى أحيانًا لا يكون لدينا بدائل فى العاملين بأجهزة الإضاءة والصوت, وهذا شيء مرهق؛ بدأت أرتب البيت من الداخل حتى نستطيع العمل بشكل جيد.

■ هل ترى أن كثافة المهرجانات معطلة للإنتاج الفنى؟

- لا يمكن سحب الهناجر من المشاركة بالمهرجانات؛ لأنه مكان موحي ولديه استعدادات قوية فى الإضاءة والمسرح؛ المسألة خارجة عن سيطرتنا, هو مكان مهم وموقعه مهم وشرف لأى جهة؛ وبالتالى جميع المهرجانات تطلبه؛ سنحاول أن نعلن أن الهناجر جزء كبير منه كان مكانًا ملهمًا ومهمًا للمشاركة فى الفعاليات الفنية؛ وهذا جزء لا يتجزأ من دوره؛ أما فيما يتعلق بالإنتاج سأحاول استثماره قدر ما أستطيع خاصة أن الميزانيات أيضًا معطلة، جميعها تبدأ فى منتصف شهر يوليو؛ إلى جانب أن لدينا صعوبة فى توفير أماكن للبروفات لأنه حتى مع توفير جزء من الساحة الخارجية؛ العروض تحتاج إلى خشبة مسرح فى النهاية، وهذا يصعب تحقيقه مع انشغال المكان بأكثر من شيء فى وقت واحد؛ كما أننا نستقبل بعض العروض الناجحة، استقبلنا مؤخرًا عرض «سالب واحد» تمت إعادته مرتين لأنه عمل مسرحى مهم ويقدم رسالة قوية؛ وبالتالى لم يكن لدى الوقت للإنتاج, لكن لدينا الملتقى والجاليرى هذه الأشياء تستنزف من طاقة العمل.

■ ماذا عن المشاريع المقبلة؟

- لدينا ورشتان؛ ورشة الممثل الشامل والتى بدأتها المخرجة مروة رضوان وضياء شفيق وأحمد حمدى رؤوف كانت ورشة للتمثيل والرقص والموسيقى؛ ثم ورشة الدمى للمخرج محمد فوزى؛ سيكون نتاجها عرضا مسرحيا فى ساحة الهناجر؛ والمهم فى هذا العرض أنه لا يحتاج إلى خشبة مسرح؛ من الممكن إقامته فى أى مكان؛ سيتم افتتاح نتاج الورشتين خلال عيد الفطر؛ تقدم ورشة العرائس عرضًا عن فكرة الزهايمر ودار المسنين والمشاكل التى يتعرض لها كبار السن على مستوى التعامل فى أزمة التعايش مع الحياة من خلال تقديم معان وأحاسيس خاصة بهمد لابد أن نلقى الضوء عليها لأن هؤلاء منحونا حياتهم ووقتهم, فلابد أن يتم التعامل معهم بمنطق آخر؛ نغنى ونقول حواديت عنهم من خلال نتاج ورشة الدمى لمحمد فوزى.

■ وماذا عن المشاريع المؤجلة؟

- تم تأجيل عدد من المشاريع, وهناك أخرى استطعت إنتاجها خلال فترة رئاستى مثل “المسيرة الوهمية” لطارق الدويرى؛ “هلاوس” إخراج محمد عبد الله؛ لكن لم تكن هناك فرصة للإنتاج؛ لدينا فى الخطة المؤجلة عروض “غير مرئي” إخراج زياد هانى كمال والذى حدث فيه بعض التعطيل؛ ثم أكثر من عمل آخر مع حسن الوزير وصفاء البيلى, هناك تحضير لعرض “ديو دراما” ثم نور غانم لديها مشروع جيد جدًا؛ حتى الآن لدينا حوالى ستة مشاريع سيتم إنتاجها تباعًا, لكن كما ذكرت الأزمة فى توفير أماكن للبروفات.

■ هل لديك رؤية أخرى لمشروع الورش بالهناجر؟

- أحاول تصعيد الفكر بمعنى ألا يكون إنتاج الورشة المقبلة مجرد عرض واحد فقط؛ من الممكن أن نستعين بـ60 شخصًا يتم تدريبهم بشكل معين على التمثيل الذى سأقوم بتدريسه؛ ومعى محمد الصغير فى الارتجال؛ وماهر محمود فى الموسيقى؛ وأفكر فى مدرب للرقص؛ وكل منا سينتج عرضًا نتاج ورشته, وبالتالى سيكون لدينا تنوع فى الإنتاج؛ لأننى اكتشفت من خلال ميزانيات مسرح الهناجر أنه ليس هناك ما يسمى بعروض كبيرة داخل الهناجر نظرًا لطبيعة المسرح؛ الميزانيات محدودة لتقديم أفكار مهمة وليس عروضا كبيرة؛ وسوف نستمر فى هذه الورشة حوالى ستة أشهر؛ وبالطبع لدى مرونة فى استقبال عروض جديدة, فالفكرة الجيدة الملحة هى الأهم والأولى فى الدخول؛ لأن الميزة فى الهناجر أن عروضه تستمر 15 يومًا فقط.

■ بصفتك مخرج ماهر ولديك رؤية ووجهة نظر هل تتدخل فى العروض التى سيتم إنتاجها بالمسرح؟

- إطلاقًا ليس لى علاقة, كل ما أفعله أننى أدخل فى جدل ونقاش حول الرؤية والفكرة وأقول للمخرج دائمًا أن رأيى غير ملزم له على الإطلاق؛ لأننى مؤمن بأن المخرج هو صاحب الرؤية وهو من يرى رؤيته ومن سيحاسب عليها؛ عادة أطرح وجهة نظرى كمشاهد وليس كمخرج؛ أحاول أن أرى ما يستقبله المشاهد العادى؛ ثم أترك للمخرج حريته من إيمانى الشديد أن المخرج هو رب العمل وهو من يرى عمله ومن سيحاسب على كل شيء؛ لأننى فى النهاية اختار شخصًا ناجحًا ومحققًا سمعته بالخارج.

■ متى تكون لك سلطة التدخل؟

ـ فى البدايات أثناء المراحل الأولى فى المناقشة والاختيار هذه حدود سلطتى كمدير؛ عندما يصعد خشبة المسرح ليس لى حق التدخل لأننى مسئول عن اختيارى له وهو مسئول عن عمله الفنى.