الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

فى احتفال الطليعة بمرور 60 عاما على إنشائه

«خلطة شبرا».. العبور بآلة الزمن بالحكى والغناء

احتفل مسرح الطليعة بمرور 60 عاما على إنشائه؛ اطلقت الفنانة الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة فعاليات الاحتفال، كما سلمت شهادت تخريج الدفعة الاولى لورشة الحكى وذلك بحضور المخرج خالد جلال رئيس قطاع شئون الانتاج الثقافي، الفنان اسماعيل مختار رئيس البيت الفنى للمسرح، المخرج عادل حسان مدير مسرح الطليعة وعدد من قيادات وزارة الثقافة ومديرى الفرق التابعة وجمع من المسرحيين؛ قالت عبد الدايم إن الاحتفال بمرور 60 عاما على تأسيس مسرح الطليعة يأتى ضمن استراتيجية تعريف الاجيال الجديدة بالمعالم التنويرية العريقة التى ساهمت فى تشكيل وجدان المجتمع وباتت من عناصر ومفردات قوته الناعمة، مشيرة إلى أنه لعب دورا بارزا فى تاريخ الحركة المسرحية، واضافت انه خلال 6 عقود قدم العديد من التجارب الفنية المميزة كما شهد ميلاد مجموعة من النجوم الذين اثروا ساحة الابداع المصرى، وأكدت أن الاحتفال يستمر طوال العام ويشمل إعادة تقديم عدد من اشهر العروض التى انتجها الطليعة، ووجهت بإنشاء متحف خاص بتصميمات ازياء الراحلة نعيمة عجمى تخليدا لإبداعاتها فى المسرح المصري.



كان من بين فعاليات مراسم هذا الاحتفال العرض المسرحى الاستثنائى «خلطة شبرا» للمخرج محمد سليم وتأليف وأشعار يسرى حسان؛ يعتبر العرض نموذجا لشكل من أشكال الحكى المسرحى الممتعة والساحرة استعرض خلاله المؤلف جانبا منسيا من حكايات حى شبرا أحد الأحياء المصرية العريقة التى كانت وما زالت تتميز بحالة وطابع خاص على مستوى العلاقات الاجتماعية والإنسانية بها؛ كذلك على مستوى المنطقة والمكان الذى دائما ما يعتز به أصحابه ويعتزون بانتمائهم إليه؛ كتب وغزل فى متعة عذوبة الشاعر والمؤلف يسرى حسان حكايات ونوادر من الحى الذى انتمى إليه يوما؛ حكايات حقيقية من داخل مجتمع حملت تلك الحكايات الطريفة والممتعة؛ مزيجا من العبر والفكاهة كما عكس مدى الترابط الذى جمع أهله.

روى حسان عن تنوع مقاهى حى شبرا عن مقهى الحرامية وسبب تسميته بهذا الاسم والسطوة التى تمتع بها صاحبه بين أهالى الحي؛ وكيف كان ذلك المقهى ملجأ لأهل الحى إذا سرق من أحدهم شيء يعيده إليهم لأن أهالى شبرا لا تمتد إليهم يد أحد من مقهى الحرامية؛ نظرا لما يكنه هذا المكان من حالة ترابط وأصالة بين أصحابه؛ ثم مقهى الصنايعية ومقهى للعاطلين الباحثين عن عمل؛ كل مقهى كانت له صفة تميزه وربما وظيفة يساهم بها مع أهل المنطقة ثم حكايات وروايات حول أهالى المكان الذى تعددت عنهم القصص والروايات الممتعة مثل أبو فتحية وأم محمود وسعيد المسيحى الذى كان حريصا إلى أداء أذان الفجر من سطوح أحد المنازل وحتى لو أخطأ كيف كان يرحب به ويتركه أهل الحى دون أن يتعرض له أحد بأذى؛ حالة من الدفء والحميمية جمعت حكايات هذا المكان العريق ذكريات استطاع حسان أن ينقل لنا منها رحيق زمن مضى عن الشوارع والمقاهى ودور السينما؛ ذكريات لم نعشها ربما عايشناها معه من خلال حكى متعدد على لسان ابطال العمل عن أبطال حى شبرا.

فى قاعة صغيرة قاعة صلاح عبد الصبور؛ والتى ضمت ديكورا مصمما لمقهى بلدى قديم؛ جلس على أطراف المقهى مجموعة من العازفين توسطهم الفنان ماهر محمود وتوزع خلال المقهى أبطال العمل الذين دارت على ألسنتهم حكايات وروايات خلطة حى شبرا السحرية العجيبة؛ توزعت الحكايات على ألسنتهم فى سلاسة وبراعة ومهارة كبيرة؛ حكايات تتوسطها مقاطع غنائية؛ حكى أبطال العمل بخفة ظل عن هذه القصص الاستنثائية بين مهارة الحكى والتمثيل جمع أبطال عرض «خلطة شبرا» فى خلطة مسرحية جديرة بالمشاهدة لما تحمله من سحر ومتعة وعبق تاريخ زمن مضى دار على ألسنة أبطال العرض؛ وهم علاء النقيب؛ محمد هاني؛ أحمد عبد الجواد؛ محمود عبد الرازق؛ حكايات تخللها موسيقى الفنان الراحل أحمد الحجار وغناء الفنان ماهر محمود؛ ديكور وملابس مى كمال؛ وضعوا الجمهور فى حالة من الدفء والحميمية فلم تكن حالة مسرحية تقليدية بل حالة من النوستاليجا استحضر فيها المؤلف وابطاله ذكريات زمن جميل؛ تستشعر معه بحالة من الحنين إلى الماضى حتى ولو لم تكن أحد أبناء هذا الحي؛ استطاعوا بحكى ناعم موزون نقل خيال الجمهور إلى أهالى وذكريات هذا المكان وكأنك أصبحت أحد سكانه عبروا بنا بآلة الزمن إلى رحيق المكان والحنين للذكريات فى ساعة ونصف الساعة ببراعة كبيرة ونعومة بالغة.