حكايات المعجزات
الكلام فى المهد

المعجزة هى البرهان الذى يثبت صدق أى نبى أو رسول فى دعواه النبوة أو الرسالة، واشتقاق الكلمة يأتى من إعجاز الأمر الخارق الذى يقع على يد النبى أو الرسول ولا يتأتى لغيرهم من البشر، ولا يكتمل الإيمان بالله إلا بتصديق معجزات أنبيائه ورسله، وفى كل يوم على مدار شهر رمضان نستعرض لكم معجزات الأنبياء منذ سيدنا آدم وحتى سيدنا محمد عليهم جميعًا أفضل الصلاة والسلام.
عيسى ابنُ مريمَ -عليه السلام- هو أحد أُولى العزم من الرسل، دعا قومَه إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وهو كلمةُ اللهِ ألقاها إلى مريم، ورُوحٌ منه، وُلِدَ من غير أبٍ؛ كما خُلِقَ آدمُ من غير أبٍ ولا أُم.
وقد أيده الله تعالى بالمعجزات الباهرات فكان عليه السلام يشفى المرضى والزّمنى والأكمه والأبرص وغيرهم من المرضى حتى أحبه الناس وكثر أتباعه وعلا ذكره وشأنه بين الناس، وكان عليه السلام يقضى أيامه فى التجوال والسياحة فى الأرض لدعوة الناس إلى دين الإسلام.
أنطق الله عيسى -عليه السّلام- وهو فى المهد ممّا طمأن قلب أمّه مريم، وجعل إيمانها كبيراً أنّ هذا الولد سيكون خير من يدافع عنها أمام قومها، فلمّا علمت ذلك أخذته وتوجّهت به ناحية قومها راضيةً بما كتبه الله لها وقدّره من حكيم إرادته، قال -تعالى-: (فَأَتَت بِهِ قَومَها تَحمِلُهُ قالوا يا مَريَمُ لَقَد جِئتِ شَيئًا فَرِيًّا).
ولمّا رآها القوم قد أقبلت وقد حملت طفلاً بين يدها، توجّهوا إليها باللّوم وأنّها قد ارتكبت أمراً قبيحاً، يذكّرونها بصلاح أهلها، وما كان من مريم ردّاً على ما سمعته منهم إلّا أنّها أشارت إلى ابنها ولم تتكلّم بأيّ كلمة، فقالوا لها كيف نكلّم طفلاً ما زال فى المهد.
وأظهر الله معجزته وأنطق سيّدنا عيسى -عليه السّلام- أمام القوم واصفاً نفسه فقال إنّه عبدُ لله تمام العبودية، أعطاه الله الكتاب، وجعله نبيّاً، وجعله مباركاً فى كلّ مكانٍ وزمانٍ سائراً فى مساعدة الناس وٍتقديم النفع لهم. وأمره بإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وطاعة والدته وبرّها، وأنّه -سبحانه وتعالى- لم يجعله خارجاً عن طاعته وعبادته وتنفيذ أمره، ثمّ ختم كلامه بالسلام على نفسه من كلّ ما يضرّه.