الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

ليالى العتق من النار..

الصدقة ونفع الناس وقيام الليل أفضل الأعمال فى العشر الأواخر من رمضان

أيام مباركات كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يولى اهتماما شديدا لها، حيث يُضاعف اجتهاده فى العبادات ويحرص على حث الناس على مرضاة الله سُبحانه وتعالى لتحصيل الحسنات والأجر والثواب.



تعد الليالى العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك أفضل 10 ليال للعبادة والعمل الصالح والتقرب من الله عز وجل.

فى هذه الليالى تُقبل الأعمال ويتضّاعف الأجر، وفى كل ليلة يختار الله العتقاء من النار والفائزين بالجنة بإذن الله دون عناء ولا سابقة عذاب.

وتبدأ العشر الأواخر من رمضان من ليلة 21 رمضان حتى ليلة 30 رمضان إذا كان الشهر كاملا، وقد ميزها الله عز وجل عن بقية أيام رمضان والسنة بأن فيها ليلة القدر التى أنزل فيها القرآن هدى للناس وبينات.

قال الدكتور شوقى علام -مفتى الجمهورية: إن العشر الأواخر من رمضان هى أيام وليالٍ مباركة لها خصائص كثيرة، وتُعدُّ نفحة ربانية ونقطة انطلاق يجب علينا أن ننتهزها ونعمل العمل الصالح ظاهرًا وباطنًا لعبادة الله وعمارة الأرض وتزكية النفس فى هذه الأيام.

وأضاف أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يستعدُّ للعبادة فى الثلث الأخير من شهر رمضان، ويجتهد فى إحياء هذه الليالى العشر زيادةً عن المعتاد؛ ففى «صحيح الإمام البخاري» عن السيدة عائشة رضى الله عنها، قالت: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ العَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وَأَحْيَا لَيْلَهُ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ»، وفى ذلك دلالة على أن شرف الزمان إنما يكون بتنزُّل الفضل وشيوع الرحمة فيه.

وتابع المفتي: فى هذه العشر تقع ليلة القدر، وهى ليلة جليلة القدر، عظيمة الأجر، يعدل ثوابها ثواب العمل الصالح فى ثلاث وثمانين سنة وأربعة أشهر؛ كما فى قولِه تعالى: ﴿لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ﴾ [القدر: 3]، و»شد المئزر» فيه كناية عن اعتدال الشهوات، وكذلك قوله: «وأيقظ أهله» فيه إشارة لتعاونه مع أهل بيته على البر والتقوى.

وأكد المفتى على أنه يستحب للمسلم أن يحرص على استقبال هذه العشر بالتوبة الصادقة والرجوع إلى الله تعالى، وإحيائها بالقيام، وتلاوة القرآن والذكر والاستغفار والإكثار من الدعاء، ومشاركة الأسرة والأولاد فى أداء العبادات، والإكثار من الصدقة، والرفق بالأيتام والمرضى والضعفاء، مع عموم الأُلفة والمحبة مع أسرته ومجتمعه وبنى وطنه، فضلًا عن تحرِّى ليلة القدر خاصة فى الليالى ذات الأعداد الفردية، لإحيائها مع تكرار الدعاء المأثور فيها: «اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعفُ عني».

كما تحدث الدكتور رمضان عبد الرازق عضو اللجنة العليا للدعوة بالأزهر الشريف، عن أفضل الأعمال خلال العشر الأواخر من شهر رمضان، موضحا أن النبى كان يحرص على الصلاة وقراءة القران والذكر وقيام الليل خلال هذه الأيام تربصا بليلة القدر وكان الرسول أيضا يعتكف فى المسجد خلال هذه الأيام.

وأضاف الشيخ «عبدالرازق»: «علينا فى العشر الأواخر من شهر رمضان الهمة وشد المئزر وإيقاظ الأهل وإحياء الليل ومراجعة القران والصلاة والذكر».

وتابع الدكتور رمضان عبد الرازق: «السيدة عائشة سألت النبى إذا صادفت ليلة القدر بماذا ادعو، وقال لها النبى قولي: «اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني»، متابعا: «أول حاجة من أفضل الأعمال فى العشر الأواخر هى مراجعة القران الكريم والإكثار من تلاوة القرأن، وذكر الله والتأمل فى نعم الله والدعاء والصلاة وقيام الليل وكذلك الصدقة وزيارة المريض وبر الوالدين وما أجمل نفع الناس فى هذه الليالي».

ومن جانبه قال الدكتور عصام الروبي، من علماء الأزهر الشريف، إنه مع دخول العشر الأواخر من رمضان، فيجب الدعاء والذكر وتحميد واستغفار وصلاة وقيام وركوع وسجود فى اليوم كله.

وأضاف «الروبي» أن النبى محمد صلى الله عليه وسلم كان يجتهد فى أول يوم من أيام رمضان وفى أول ليلة من لياليه، خاصة العشر الأواخر.

ونصح كذلك بضرورة الإنفاق فى سبيل الله خلال تلك الأيام فإنه من أفضل الأعمال فى شهر رمضان المبارك، خاصة فى العشر الأواخر منه، فذلك يقرب قلوب الناس من بعضهم، ويطهر النفوس من الشح والبخل.