شارع مصدق الإيرانى الذى استقبله النحاس باشا كالملوك

بخلاف غيره من أحياء محافظة الجيزة، يشتهر حى الدقى بأنه أحد أرقى أحياء المحافظة، والذى يتميز بالعديد من معالمه، وشوارعه الشهيرة التى استطاعت أن تخلد فى الأذهان، خاصة أن حى الدقى يقع فيه عدد كبير من السفارات الأجنبية فى مصر.

حى الدقى الذى كان فى سابق عهده إحدى قرى الريف المصرى، إلا أن دخل حيز الحضر حوالى عام 1964، وأصبح مهدا للأثرياء الذين يمتلكون القصور والمزارع، وقبلة للباحثين عن السكن الفاخر، حتى كان من بين شوارعه شارع مصدق، وهو أحد أشهر شوارع الجيزة، وأحد أشهر الشوارع المصرية بشكل عام.

الشارع الذى يقع فى قلب حى الدقى جاءت تسميته بشارع مصدق نسبة إلى محمد مصدق رئيس وزراء إيران الأسبق، والذى تولى رئاسة الحكومة فى إيران مرتين الأولى منهما عام 1951م، والثانية عام 1953، وأحد أشهر السياسيين فى تاريخ إيران.

الشهر الكبيرة التى اكتسبها محمد مصدق رئيس الوزراء الإيرانى السابق، جاءت نتيجة تأميمه شركات النفط والتى كانت تعرف باسم الشركات الأنجلو- إيرانية، والتى زادت من شعبيته فى الشارع الإيرانى والوطن العربى وقتها حيث لم تكن إيران يحكمها فى هذا الوقت نظام الملالى الذى خلق العديد من الخلافات والصراعات فى الدول العربية.

الخطوة التى قام بها رئيس الوزراء الإيرانى السابق، زادت من إعجاب النحاس باشا رئيس الحكومة الوزراء المصرى بشخصية الزعيم الإيراني، وزاد من كره للإنجليز، خاصة بعد معارضة «مصدق» منح الاتحاد السوفيتى ترخيص العمل فى حقول النفط والتى كانت وقتها خطوة غير مسبوقة فيها من الجرأة لم تقدم عليها قبلها دولة من دول الشرق الاوسط.

وفى أعقاب تلك الخطوة قدم رئيس الوزراء الإيرانى فى زيارة إلى مصر، استقبله فيها الشعب المصرى استقبالا غير مسبوق، حيث كان فى استقباله النحاس باشا والعديد من الشخصيات السياسية فى الدولة، واحتشدت الشوارع بالمصريين وطلاب الجماعة المرحبين بزيارة رئيس الوزراء الإيراني، حتى أنه وصف هذا الاستقبال بأنه استقبال غير مسبوق فى أى دولة من دول العالم، وبكى من فرحته بهذا الاستقبال.. وفى أواخر السبعينات من القرن الماضى عمدت الحكومة المصرية على تخليد اسم رئيس الوزراء الإيرانى الأسبق محمد مصدق من خلال إطلاق اسمه على أحد أشهر شوارع حى الدقى، واستبدال اسم شارع الإمبراطور بهلوى باسم شارع مصدق تقديرا لهذا الرجل الذى يعرف قيمة الوطن والدفاع عنه.