الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

الرئيس لـ«العمال» فى عيدهم: اعملوا وأحسنوا العمل وستجدوننى دائمًا إلى جانبكم منحازًا لقضاياكم وداعمًا لحقوقكم

وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، التهنئة لعاملات وعمال مصر الكرام فى كل ربوع الوطن، بمناسبة الاحتفال بـ»عيد العمال»، وأضاف فى كلمته بتلك المناسبة: «بداية يسعدنى أن أتوجه إليكم جميعاً، وإلى الأمة العربية والإسلامية، بأسمى آيات التهانى بمناسبة الاحتفال بعيد الفطر المبارك ، وعيد العمال، أعادهما الله تعالى علينا وعلى مصرنا الحبيبة بالخير، والسرور، والرخاء.



وأضاف الرئيس، إن احتفالنا بعيد العمال لم يكن يوماً احتفالاً نمطياً متكرراً، وإنما هو فرصة حقيقية للوقوف على ما أحرزه عمال مصر الأوفياء من تقدم فى بناء الجمهورية الجديدة، ومناسبة لأن نستشرف معاً مستقبل أبنائنا بروح جديدة، مليئة بالأمل والعمل معاً ، فبالعمل تبنى الأمم، وتقام الحضارات، متابعًأ:»عاملات وعمال مصر الكرام .. لقد مر العالم خلال السنوات الأخيرة بأزمات متعددة لعل أبرزها أزمة جائحة فيروس كورونا، ولا شك أن العمل تأثر كثيراً بتداعيات تلك الجائحة، حيث فقدَ ملايين العمال فى العالم وظائفهم، وظهرت أنماطً جديدة من العمل تعتمد اعتماداً كلياً على التكنولوجيا الحديثة، وكان الرابح خلال تلك الفترة من أحسن الاستفادة من التطورات الرقمية الحديثة وواكب سرعة وتيرتها، ولذلك فقد أولينا اهتماما بالغاً بالتحول الرقمى فى جميع مجالات الدولة وكافة خدماتها».

واستطرد:» على التوازى فقد قمنا بتقديم الدعم والحماية الاجتماعية اللازمة للفئات الأكثر احتياجاً، فقامت الدولة بتقديم المنح الاجتماعية النقدية للعمالة غير المنتظمة، فضلاً عن تمكينهم اقتصادياً وتوفير فرص العمل المناسبة لهم، والعمل على دمجهم بالقطاع الرسمى ، كما تم الوفاء بأجور العمالة المنتظمة بالشركات المتعثرة من خلال صندوق إعانات الطوارئ للعمال، كما لم نتوان فى دعم أصحاب الأعمال، فأصدرنا حزمة من الإعفاءات والمزايا النقدية لتخفيف الأعباء عن كاهلهم، حتى تجاوزنا جميعاً تلك الأزمة على نحو أكثر صلابة وأشد بأساً، وقد أشادت بتلك الإجراءات المنظمات والجهات الدولية، والتى اعتبرت مصر من التجارب الدولية الرائدة فى هذا الشأن».

وتابع الرئيس :» بالإضافة إلى جائحة كورونا فإن التطورات الأخيرة التى تشهدها الساحة الدولية كان لها بالغ الأثر على الاقتصاد العالمي، حيث تؤثر بشكل مباشر على حركة النمو الاقتصادى الدولي، ولا شك أن مصر جزء من هذا العالم تتأثر بما يتأثر به إيجاباً وسلباً، فكان لزاماً علينا أن نتخذ بعض القرارات الاحترازية التى تهدف إلى حماية النظام الاقتصادى المصرى من الاختلال، كما أن الإنجازات المتلاحقة والمشروعات العملاقة التى تحققت فى مصر خلال السنوات السبع الماضية، باتت سبباً رئيساً فى الصمود أمام التحديات والأزمات، وكلها وبلا استثناء استهدفت أولاً وقبل أى شىء تحسين جودة الحياة وتحقيق حياة كريمة لكل مواطن وللشعب المصرى بأكمله».

وأردف:» لقد أدرك المصريون على مر العصور والأزمان قيمة العمل، فَعمِلوا بجدٍ واجتهاد، جيلاً بعد جيل، فعلى شأنهم، وازدهرت حضارتهم، وسبقوا بذلك كل الأمم، ولا يخفى عليكم أننا مقبلون على مرحلة مهمة من العمل والإنتاج للوصول إلى آفاق جديدة لمستقبل وطننا الغالي، وما يتطلبه ذلك من إسهامات عمال مصر لاستكمال الطريق الصحيح الذى بدأناه، فلقد كان الإنسان دائماً هو محور التنمية وركيزتها، فعزمنا على الاستثمار فيه من خلال تنمية مهاراته، وقدراته المهنية، والارتقاء بمستوى وعيه ومعرفته، وقد حققت مصر إصلاحاً ملحوظاً فى منظومة التدريب المهنى والتعليم الفنى وفقاً لمعايير الجودة العالمية، وارتفعت فى ذلك مؤشراتنا الدولية، كما وجهنا بالعمل على وصول الخدمات التدريبية إلى قرى مصر من خلال وحدات التدريب المتنقلة على مستوى الجمهورية تحت مظلة مبادرة حياة كريمة، وذلك لتحسين مستوى الخدمات اليومية المقدمة للمواطنين وتوفير فرص العمل بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة».

وقال الرئيس :» لقد حظى الحق فى العمل باهتمام بالغ من الدولة من خلال تكثيف الجهود المبذولة للحد من ظاهرة البطالة، ومن بينها التوسع فى المشروعات القومية الكبرى، وإنشاء جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر لتحفيز الشباب على البدء فى مشروعاتهم، وتصميم برامج تأهيلية وتدريبية للباحثين عن عمل، ولضمان تحقيق ذلك، فقد وجهتُ الحكومة بسرعة الانتهاء من الاستراتيجية الوطنية للتشغيل والتى تهدف إلى توفير فرص عمل جديدة للشباب، وتحقيق نمو فى الوظائف يتماشى مع النمو الاقتصادي، وهى الاستراتيجية التى ستتواءم مع الواقع الجديد لسوق العمل، وتتواكب مع المتغيرات الاقتصادية المفاجئة، والتحولات التكنولوجية الحديثة، والتعامل بفاعلية مع وظائف المستقبل».

واكد السيسي، أن مصر أولت اهتماماً خاصاً بزيادة الحد الأدنى للأجور للعاملين بأجهزة الدولة وهيئاتها العامة الاقتصادية والخدمية، وعلى التوازى فقد انتهى المجلس القومى للأجور إلى التوافق على تحديد الحد الأدنى للأجور للعاملين بالقطاع الخاص لأول مرة فى مصر منذ العديد من السنوات، متابعًا:» وعلى جانب آخر؛ فلقد أضحى جلياً أن تمكين المرأة اقتصادياً وتعزيز مشاركتها فى سوق العمل يساعد على سرعة النمو الاقتصادى للبلاد، ويعمل على زيادة الدخل القومي، ويضاعف معدلات التنمية، لذلك فقد قامت الدولة بالعديد من الإصلاحات الخاصة بالمرأة العاملة، كما وجهتُ بضرورة وضع إطار داعم لتمكين المرأة فى سوق العمل، ومساندتها للالتحاق بوظائف المستقبل، وحمايتها فى أماكن العمل».

وفى ختام كلمته قال الرئيس:» عاملات وعمال مصر الكرام بناة الأوطان، باعثو الأمل، صانعو مستقبل الأجيال القادمة، أنتم الركيزة المتينة لهذا المجتمع، وسبيله الرئيسى للبقاء والاستمرار، وقوته الدافعة نحو النمو والازدهار.. اعملوا وأحسنوا العمل،  وستجدوننى دائما إلى جانبكم، منحازاً لقضاياكم، وداعماً لحقوقكم .. وأجدد لكم عميق اعتزازى بكم وبعطائكم وعزيمتكم الصادقة، وأهنئكم جميعاً بعيدكم وكل عام وأنتم بخير».