الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

تعرف على بعض قيادات تنظيم الإخوات المسلمات فى الولايات المتحدة الأمريكية الذى يعمل ضد مصر

ترجمة: سعيــد شعيــب



 

عندما تم انتخاب أول مسلمتين فى مجلس النواب الأمريكى، تصدرت أسماؤهما عناوين الصحف الغربية والعربية، بعد فوزهما بأصوات المرشحين خلال انتخابات التجديد النصفى للمرة الأولى، وذلك فى عهد الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب، وهما «الهان عمر» مهاجرة من أصول صومالية و«رشيدة طليب» من جذور فلسطينية.

ولكن اتضح بعد قليل أن الهان عمر  للأسف لا تمثل المسلمين ولا  الأمريكيين الذين انتخبوها، ولكن تمثل بشكل مباشر وغير مباشر جماعة الإخوان المسلمين فى الولايات المتحدة الأمريكية، وخارجها. 

والنائبة الهان جزء من فريق للإخوان اسمه الإخوات المسلمات الذى يسعى بكل قوته لدعم الإخوان فى الشرق الأوسط، وخاصة إخوان مصر، ودعم إخوان حماس وتركيا. 

والمتابع لمسيرة عضوة الكونغرس الأمريكى، الصومالية الأصل، إلهان عمر، يقف حائرًا أمام التيسير الكبير الذى رافقها فى مسيرتها السياسية، منذ أن كانت طالبة فى ثانوية توماس إديسون، فى مدينة مينيابوليس، كبرى مدن ولاية مينيسوتا، فى الشمال الأمريكى، حتى انتخابها عضوة فى مجلس النواب، عام 2018، لتكون بذلك أول امرأة محجبة تدخل الكونغرس.

 

ولم يكن هذا التيسير ضربًا من الحظّ؛ إذ لا وجود له فى عالم السياسة الأمريكية؛ فمسيرة إلهان عمر السياسية تخدم طرفين، هما، الحزب الديمقراطى، والإخوان المسلمين.

فالأول يرى فيها وجهًا مطلوبًا، بسبب أصولها الإثنية ودينها وزيّها، لتسويق صورته كحزب تقدمى منفتح على الأقليات والأعراق، وممثل صحيح عن الهوية الأمريكية بكلّ تنوعاتها، وهو ما يخدم الحزب سياسيًا.

والإخوان المسلمون رأوا فيها فرصةً للتغلغل الناعم فى أروقة السلطة الأمريكية، والإعلام الأمريكى، لتسويق أجندة التنظيم الدولى للإخوان، وخدمة مصالح الجماعة، وهو ما يكشفه الهجوم الحادّ لإلهان عمر على الرئيس المصرى، عبد الفتاح السيسى، ومطالباتها الدائمة بالإفراج عن السجناء الإخوان فى مصر، إلى جانب علاقتها الوطيدة بالمراكز الإخوانية فى أمريكا، والرئيس التركى، أردوغان، ودفاعها الشديد عن سياساته، وغير ذلك.

يقول الباحث المصرى فى شؤون الجماعات الإسلامية، المقيم فى أمريكا، سامح أبو الفتوح: «هناك مسلمون فى أمريكا مخدوعون فيها، ويظنون أنّها تعمل لخدمتهم، لكنّ الأمريكيين يرونها حصان طروادة بيد الديمقراطيين، تخدم الأجندة التى يدعمونها تحت عنوان التعددية، وما تحظى به من تسويق إعلامى كبير يخدم الديمقراطيين، ومشروعهم السياسى».

ولا يرى كثير من مسلمى أمريكا فى إلهان عمر المعبّر الأمثل عن الشخص المسلم فى السياسة الأمريكية، وعن ذلك يقول الأمريكى المسلم، على رمضان: «إلهان عمر شخصية انتهازية، تستخدم الإسلام لتحقيق سعيها إلى السلطة، وهي، بما تحمله من قيم، أقرب إلى الجمهوريين من الديمقراطيين».

ولم يكن ترشيح إلهان عمر من اختيار الديمقراطيين وحدهم، وشاركهم فى دعمها التنظيم الدولى للإخوان المسلمين، عبر أذرعه فى المراكز والمنظمات الإسلامية، مثل مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (CAIR)، الذى يستضيفها بشكل دائم، وتقوم بجمع التبرعات لصالحه.

ويؤكد على العلاقة بينهما متابعة نشاط إلهان عمر فى دعم الإخوان المسلمين فى الدول العربية، والدفاع عن سياسات الرئيس التركي، أردوغان.

وتمتدّ علاقات إلهان مع الإخوان إلى ما قبل انتخابها فى الكونغرس بكثير؛ ففى عام 2013، هاجمت السعودية، ودعت المسلمين إلى مقاطعة الحج، على خلفية تحيزها فى قضية قتل طفلة، على يد خادمة من سريلانكا، ما يكشف عداء عمر للسعودية، بسبب موقفها الداعم للجيش المصرى آنذاك، إبّان حكم الرئيس الإخوانى السابق، محمد مرسى.

وعقب انتخابها كعضوة فى الكونغرس، نشطت إلهان عمر فى دعم الإخوان المسلمين، وأثناء زيارة الرئيس السيسى إلى واشنطن، فى شهر (إبريل) 2019، شاركت إلهان عمر مع عدد من النواب والناشطين فى جلسة استماع فى الكونغرس، هاجموا فيها الرئيس السيسى، وطالبوا بالإفراج عن السجناء من الإخوان، المحبوسين على ذمة قضايا تتعلق بالإرهاب.

وفى الشهر نفسه، شاركت فى الحملة التى نظّمها التنظيم الدولى للإخوان، للمطالبة بالإفراج عن عضوة الجماعة، المسجونة على ذمّة قضايا تتعلق بالإرهاب فى مصر، هدى عبد المنعم، ودعت أمام الكونغرس إلى التدخّل للإفراج عنها.

وفى (يونيو) 2019، عقب وفاة الرئيس الإخواني، محمد مرسى، طالبت إلهان عمر أمام الكونغرس بتحقيق مستقلّ حول أسباب وفاة مرسي، متهمة السلطات المصرية بالتسبّب فى موته بسبب المعاملة الوحشية.

وكتبت إلهان عمر، وسبعة من نواب الكونغرس، من بينهم رشيدة طليب، خطابًا إلى السفير المصرى فى واشنطن، باسم أعضاء الكونغرس، فى شهر (مارس) 2020، تطالبه فيه بالإفراج عن المعتقلين، وتهدّد باستخدام ورقة المعونات فى الضغط على مصر.

وتجمع إلهان علاقة قوية بمنظمة كير الإخوانية، وفى شهر تشرين الثانى (نوفمبر) 2019، شاركت فى الحملة السنوية لجمع التبرعات للمنظمة، وحلّت ضيفة على منزل القيادى الإخوانى الليبي، عصام عميش، المتورّط فى دعم الإرهاب فى ليبيا، وأخطر عناصر الإخوان الليبيين فى الخارج.

ورصدت دراسة أعدّها مركز «Open Secretes»؛ أنّ 87 % من التبرعات لحملة انتخاب إلهان عمر، جاءت من خارج دائرتها الانتخابية، فى ولاية مينيسوتا، والأمر الأكيد أنّها جاءت بدعم من الإخوان المسلمين.

وكشف تقرير منشور فى موقع «Islamist watch» تلقّى إلهان تبرعات كبيرة من أعضاء فى منظمات إخوانية، منها؛ مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (CAIR)، والجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية (ISNA)، والجمعية الإسلامية الأمريكية (MAS)، والتحالف الإسلامى فى أمريكا الشمالية (MANA)، واتحاد أئمة أمريكا الشمالية (NAIF)، والمجلس الوطنى للمسلمين الأمريكيين من أجل فلسطين (AMP)، ومجلس الشؤون العامة الإسلامية (MPAC)، وغيرهم.

وتجمع إلهان عمر صلات قوية بأردوغان، والتقته خلال زيارتها إلى تركيا، عام 2017، حين كانت عضوة فى مجلس مدينة مينا بوليس. ودعمت أردوغان فى الكونغرس، وصوّتت ثلاث مرات ضدّ مشاريع قوانين تدينه، مقترحة من نواب من الحزب الديمقراطى. 

وتساهم ازدواجية إلهان عمر السياسية فى زيادة المشاعر السلبية تجاه المسلمين فى أمريكا؛ حيث تتبنّى  خطابًا ظاهريًا يدعم حقوق الإنسان، بينما تدعم نظام أردوغان الفاشي، الذى تصف منظمات حقوق الإنسان الدولية تركيا تحت حكمه، بأنّها «أكبر سجن للصحفيين فى العالم».

وربما لا يدرك جميع الأمريكيين خفايا علاقة إلهان عمر بالتنظيم الدولى للإخوان، لكنّها لم تفوّت عليهم فرصة تكوين صورة سيئة عن المسلمين، حين أقدمت على الزواج من أخيها، مستغلّة غياب المستندات القانونية التى تثبت ذلك، كى تجلبه إلى الولايات المتحدة.

ويرجح الباحث، سامح أبو الفتوح، صحّة هذه القصة، ويقول: «للأسف، مثل هذه الأعمال مشهورة بين الجاليات الصومالية، ويستغلون عدم وجود وثائق تفنّد ادّعاءاتهم، وفى فنلندا تسبّبت هذه الأفعال فى كراهية الشعب للصوماليين؛ لذلك لا أستبعد زواج إلهان من أخيها، كى تمكّنه من القدوم إلى أمريكا بسهولة، بصفته زوجها».

وهناك شبهات فساد مالىّ عديدة تحيط بإلهان عمر، ومن جانبها، تنفى عمر تهمة زواجها من أخيها، والشبهات المالية حولها، وتصف كلّ ذلك بأنّه حملة عنصرية ضدّها، بسبب أصولها ودينها.

ومن شبهات الفساد المالى، ما نشرته صحف أمريكية عن منحها مبلغ 2.7 مليون دولار، على دفعتَين، لشركة «E Street Group» التى يملكها زوجها، تيم مينيت.

وقُدّمت شكويان ضدّها فى لجنة الأخلاقيات بمجلس النواب؛ الأولى بسبب خرق عقد لكتابة مذكّراتها، بعد أن حصلت على المال مقدّمًا، والثانية قدّمها مجلس تمويل حملة مينيسوتا الانتخابية للمطالبة بإعادة التمويل الذى حصلت عليه لحملتها، بسبب سوء استخدامها لأموال الحملة، لتحقيق مكاسب شخصية.

وتواجه أيضًا اتهامات بشراء الأصوات لصالحها، فى حملتها الانتخابية، عام 2018، ولم تُوجَّه لها اتّهامات رسمية بعد، نتيجة الحماية التى يسبغها عليها الحزب الديمقراطى. وسواء تمّت إدانتها أم لا، فإنّ مسيرتها السياسية القصيرة، حفلت بالعديد من الاتهامات الأخلاقية والمالية، والازدواجية السياسية، ومخالفة القيم التى ترفعها، ما تسبّب فى ترسيخ الصور السلبية عن المسلمين، ولذلك تأثير سلبى على مسيرة مسلمى أمريكا السياسية.

 

من هى صرصور؟

 

برز اسم الفلسطينية ليندا صرصور (38 عاما)، منذ أن تولى «باراك أوباما »، رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية 2008، إذ سرعان ما أصبحت وجهًا معتادًا رؤيته فى البيت الأبيض فبحسب ما ذكرت: «لقد دعيت ما لا يقل عن 7 اجتماعات بالبيت الأبيض منذ إبريل 2010»، لتتوج هذه العلاقة بمنحها جائزة «بطلة التغيير» من قبل الرئيس أوباما فى 2012، ولا يزال موقع التواصل الاجتماعى يحتفظ بتغريدة ترويجية سابقة لحساب وزارة الخارجية الأمريكية، نشرت فى يوليو 2014 جاء فيها: «شاركوا مع السيدة ليندا صرصور حول الإسلام فى أمريكا».

والمفارقة «اللطيفة» أن وصف جائزة «أوباما» تأتى مشابهة لعنوان أول كتاب قام بتدريسه «أحمد ياسين» مؤسس حركة حماس الذراع العسكرى لحركة الإخوان المسلمين بفلسطين، للنساء فى قسم الأخوات المسلمات، وهو كتاب «الشباب والتغيير»، وذلك بحسب مسؤولة الحركة النسائية فى حماس «رجاء حلبي»، وهى إحدى من تلقين الدرس مباشرة على يد زعيم حركة حماس «أحمد ياسين».

وللتعريف بإيجاز بالناشطة الفلسطينية، فهى من مواليد 1980، فى مدينة بروكلين بنيويورك، من أبوين فلسطينيين ينحدران من مدينة البيرة، شاركت كثيرًا فى الاحتجاجات والمظاهرات المناهضة لترمب، وذلك بتوظيف ورقة المرأة والأميركيين السود وقضية اللاجئين المكسيك. 

واختيرت ليندا لتكون رئيسة الجمعية العربية الأمريكية فى نيويورك، التى انشأها الفلسطينى أحمد جابر، وهى عضو فى مؤسسة قطر الدولية والمسؤولة عن تمويل الجمعية، وكانت ليندا صرصور وزوجها ماهر جودة، قد خضعا للتحقيق والملاحظة الفدرالية فى العام 2004 لعلاقات مشبوهة مع عناصر متطرفة، حيث فتحت شرطة نيويورك تحقيقا مع المجموعة العربية الأمريكية لعلاقتهم بالإرهاب والتطرف، وخاصة علاقتهم بالإخوان وحماس.

ليندا صرصور، التى تقدم نفسها بوصفها ناشطة نسوية متعاطفة مع حقوق الأقليات والمهاجرين، ليست سوى سيدة من نساء الإخوان تربت على أدبيات الجماعة وإيديولوجيته بمراكز الشبكة الدولية للجماعة فى أميركا الشمالية وكندا، فهى عندما تقف أمام الجاليات العربية والمسلمة تصبح «ناشطة إسلامية»، كما وصفت نفسها فى إحدى لقاءات جمعية «كير» قائلة: «أنا لست عالمة دين أو متخصصة بالإسلاميات وإنما ناشطة إسلامية».

 

نشاطات صرصور وحراكها مع الإخوان

 

أحد الأنشطة التى شاركت فيها ليندا صرصور، كان اجتماعًا سنويا للشبكة الدولية لجماعة الإخوان المسلمين فى شمال أميركا وكندا فى 2016، والذى استمر لـ 3 أيام 26-28 ديسمبر، 

هذا الاجتماع ظمته الحلقة الإسلامية لأمريكا الشمالية ICNA وبمشاركة من قبل رابطة الطلاب المسلمين MSA، والتى أسست أيضا فى عام 1979 مجموعة نسائية أطلق عليها «أخوات النجاح»، وجميعها تابعة لمنظمة «كير» وهو مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية، ورئيسها الفلسطينى نهاد عوض.

إلى جانبها كان هناك اسم لافت وهى «سماح صافى أبوزيد»، المخرجة السينمائية الأردنية، وإلى جانبها شقيقها المصور «محمد أبوزيد»، المسؤولان عن إخراج وتصوير برنامج سلمان العودة «نور» الموقوف حاليًا فى السعودية، بحسب ما أعلنته سماح عبر حسابها فى موقع التواصل الاجتماعى «تويتر»، والتى تظهر فيه كذلك بصورة أخرى مع شقيقها إلى جانب الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، إضافة إلى صور متعددة خلال مشاركاتها فى منتدى «الشرق» الذى يديره «وضاح خنفر» من تركيا.

ومن بين المشاركين فى إلقاء الدروس، كان «سراج وهاج» والذى يصفه مناصروه برائد العمل الدعوى فى نيويورك، وبطل الخدمة الاجتماعية، و»جاسر عودة» هو عضو مؤسس فى الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، رئيس مؤسسة مقاصد فى لندن، ورئيس كرسى الشاطبى لدراسات المقاصد فى كلية السلام العالمى لشمال إفريقيا، وأستاذ زائر فى الدراسات الإسلامية جامعة «كارلتون» بكندا، و»جمال بدوي» عضو الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، وعضو مؤسس فى منظمة «كير»، و«أسامة أبو ارشاد» وزير الخارجية التركى. وهاج الذى عبرت ليندا صرصور عن إعجابها وتأثرها به فى أكثر من مناسبة، كان قد اعتقل فى العام 2017، بتهمة احتجاز أطفال فى ظروف سيئة فى منطقة نائية بولاية نيو مكسيكو، لتدريبهم على تنفيذ إطلاق نار داخل المدارس، واتهم «وهاج» بتدريب الأطفال على استخدام بنادق داخل مبنى بمنطقة أماليا حيث عثرت الشرطة الأميركية على 11 طفلًا يتضورون جوعًا، وعثرت على سراج وبحوزته أسلحة وبنادق إلى جانب عثورهم على رفات طفل.

أما جاسر عودة العضو التأسيسى فى الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين الذى اسسه يوسف القرضاوى، فهو صاحب كتاب «تفكيك منظومات الاستبداد.. الجهاد وأكذوبة سيادة الدول» المنشور عام 2017، والذى نادى فيه الكيانات الإسلامية إلى أن تفكر بشكل استراتيجى لإعادة مفهوم الجهاد الحقيقى ومؤسساته إلى حياة الأمة، ولا يصدها عن ذلك الظرف السياسى والإعلامى الحالى مهما كان حرجا.. لابد للكيانات الإسلامية بل والإنسانية الشريفة بشكل عام أن تبدأ فى التفكير فى الوسائل الخشنة لكى تقضى المجتمعات الإسلامية والإنسانية نفسها على تلك العصابات وتفكك الكيانات المستبدة».

ومما جاء فيه أيضا: «مفهوم سيادة الدول من أكبر الأكاذيب والخرافات، بل الكوارث الفكرة والسياسة التى حلت بالبشرية فى عصرنا، والتى تستثمرها نظم الاستبداد جيدا وتتكسب منها مكاسب هائلة على الأرض، خاصة فى وأد الجهاد فى الإسلام أو تشويهه لصالحهم». مضيفًا: «ونظم الاستبداد بكل أنواعها وسياسيوها الخبثاء بمختلف ألوانهم، ينمون هذا المفهوم الأكذوبة، ويدعمونه بالقول والفعل فى كل مناسبة متاحة».

 

ماذا عن إعلان «صرصور» للجهاد

 

من هنا، نستطيع الوصول إلى جذور دعوة الإخوانية ليندا صرصور بإعلان «الجهاد» على ترمب وإدارته، وماهية «الشريعة» التى نادت إلى تطبيقها فى الولايات المتحدة، فى كلمة لها خلال المأدبة السنوية التى أقامها فرع سان فرانسيسكو لمجلس العلاقات الأميركية الإسلامية «كير»، والتى ليست سوى المصطلحات الواردة ضمن قاموس الإخوانى الشهير والمنظر «سيد قطب» وأبو الأعلى المودودى فى «الحاكمية» و«الجاهلية»، وهو ذاته ما تنادى به التنظيمات المتطرفة كالقاعدة وداعش.

وكما جاء فى نص خطاب ليندا: «إن الله ينتظر منا الوقوف فى وجه هؤلاء الذين يقمعون مجتمعاتنا، ليس فقط هناك فى الشرق الأوسط وفى الخارج، وإنما أيضًا هنا فى الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا هو نوع من أنواع الجهاد، حيث لديكم فاشيون وعنصريون بيض وإسلاموفوبيون، يجب أن نبقى غاضبين، هؤلاء الأشخاص الذين يجلسون حاليًا فى البيت الأبيض، ليسوا طبيعيين، فلا تكونوا ضمن المواطنين المطبعين مع هذه الإدارة، إذا حدث شىء فظيع ستكونون أنتم المسؤولون عن ذلك».

وأضافت: «لا خيار أمامكم إلا أن تكونوا مسيسين، انخرطوا وكونوا جزءًا من المقاومة للدفاع عن حقنا فى أن نكون مسلمين فى الولايات المتحدة، الممانعة هى أعلى شكل للتعبير عن الوطنية فى دولة كالولايات المتحدة».

ورغم مزاعم الناشطة الإسلامية ليندا صرصور بإخراج كلمتها عن سياقاتها الذى جاء فى إطار الدفاع عن حقوق الإنسان، إلا أنه وبحسب بعض المراقبين، ماهى إلا إحدى تكتيكات الإخوان ومراوغاتهم فى استخدام مصطلحات الجهاد، فإن خافوا من الكلمة لما لها من ذاكرة متوترة فى الذهنية الغربية، فيلجؤون إلى حيلة التأويل وإعادة توظيف المصطلح فى الجانب السياسى بعيدًا عن شقه العسكرى.

وما تروج له الناشطة ليندا صرصور، ليس ببعيد عما دعت إليه «زينب الغزالي» أشهر نساء الإخوان فى العصر الحديث فى كتابها «ابنتى: حب الجهاد» تقول فيه: «إن الأمة تتعرض لمحن كثيرة ولكن أشد هذه المحن هو التخلى عن تربية الجهاد وحب الموت فى سبيل الله.. ودورك ابنتى يكون فى إيقاظ روح الجهاد وحب الشهادة فى زوجك وابنتك وهذا هو دورك الذى أرجوه منك وتنتظره الأمة جمعاء».

أما الحكم الجاهلي، والعودة به إلى مجاهدة «الطغاة «، الذى انصرفت به ليندا صرصور ولأول مرة إلى حكومة غربية وهى على وجه التحديد «إدارة ترمب» (فقط)، فهو لا يقبل التأويل فى معناه الحركى الإسلاموى الحقيقي، والذى يعنى الجهاد بمعنى «القتال المادي» ضد الحكام من خلال الانقلاب والثورة على الحكام، كما تضمن فى أدبيات الإسلام السياسي، المنظر والمدبر لثورات ما يسمى بـ«الربيع العربى».

وكما قالت فى إحدى محادثاتها مع الجالية العربية فى نيويورك عبر برنامج «سكايب» أمام عدد من أفراد الجالية العربية المسلمة: «إن ما حدث فى منطقة الشرق الأوسط من ثورات منحت إلهاما للعرب فى الولايات المتحدة قائلة: «بعد الربيع العربى اشتغلنا شغل ما اشتغلناه من 40 سنة سابقة، لأنه فى هذا البلد حقوق وحريات ليست موجودة فى البلاد العربية، فبدأنا نمارس حقوقنا هنا، شجعنا الربيع العربى للعمل السياسى أعطيتمونا الشجاعة».