الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فلاش أول مسلسل رسوم متحركة من إنتاج الشركة العربية الحديثة

خالد الصفتى: تجربتى الأولى كانت مع «ماما لبنى» وكاريكاتير رمضان كريم فى مجلة «سمير»

التمرد على قوانين المنطق حدوده وقيوده هو مذهب الإبداع.. فكلما اجتهد الفنان فى التنقيب عن أحلامه خارج الصندوق كلما كان مبدعاً صاحب بصمة لا تتكرر.. كوميض الكاميرات يخطف الأبصار ويترك لنا على الورق ذكرى لاتنسى و لعل فلاش خالد الصفتى..



أول فلاش يخطف أبصار قرائه ويظل عالقاً فى أذهانهم 32 عامًا ينتظرونه بشغف وترقب فى عصر خلا من الهواتف المحمولة والعوالم الافتراضية والتواصل الاجتماعى من خلف الشاشات فقط متعة القراءة ورائحة الورق والأحبار المطبوعة بها المغامرات والألغاز والألعاب ..فلاش كانت ومازالت عنوان لمطبوعة تقدم لقارئها وجبة دسمة من الثقافة والتسلية لجميع أفراد الأسرة على اختلاف أعمارهم دون الخجل من أن تحوى صفحاتها على لفظ كلمة أو تعبير خادش للحياء أو يتنافى والذوق العام لمجتمع المصرى..

تاريخ طويل فى عالم الكوميكس خطة الكاتب الساخر وفنان الكاريكاتير خالد الصفتى وخص روزاليوسف بومضات من صفحاته فى حوار خاص..

 

■ الاسم من واقع البطاقة الشخصية؟

خالد السيد محمود الصفتى مواليد 10 مايو بمحافظة كفر الشيخ الأب مهندس زراعى والأم إخصائية اجتماعية من ذوى المؤهلات العليا فى وقت كان الحصول على الثانوية العامة إنجاز، ولدت بمحافظة كفر الشيخ بسبب ظروف عمل أبى وعدنا إلى القاهرة بعد سنة ونصف، لايمكن القول بأن هناك من ترك أثر فى تحديد اتجاهاتى فى الحياة فمنذ نعومة أظفارى وأنا لى شخصية مستقلة تختلف عن أحلام ونبؤات الأهل بمستقبلى المنشود بدخول كلية الطب وأن ترافقنى معها عبارة ابنى الدكتور راح .. ابنى الدكتور جيه.. فقد ظل اتجاهى غير محدد حتى الثانوية العامة ولم يكن الرسم أكبر من هواية موهبة لم أقصدها يوما كمهنة إلى أن صار لا مفر من المواجهة والاختيار بين الفنون الجميلة ومعهد السينما قسم رسوم المتحركة حتى مالت رغبتى للدراسة بكلية الفنون الجميلة ولم ألتحق وقتها بما يتناسب وموهبتى فى الرسم قسم الجرافيك وإنما هندسة الديكور وبعد تخرجى لم أعمل فى هذا المجال ولم يستفد أحد غيرى بدراستى للديكور ومعظم تصميماتى كانت لعقار أملكه.

■ ماذا عن تجربتك الأولى فى مجال الرسم والكتابة؟

تجربتى الأولى كانت مع مجلة سمير كنت طالباً فى الجامعة وكنت أعشق رسامى مجلة سمير الكبار نسيم جرجس حازم فتح الله علاء سعد فهم فطاحل المبدعين بالمجلة، وأول رسوماتى عرضتها على ماما لبنى رحمها الله كان كاريكاتير لطفل يدعى رمضان أصدقاءه يهنئونه بحلول الشهر «رمضان كريم» وهو ينحنى فى احترام  وأعجبت به حد أنها لم تنشره فى باب الهواة وإنما نشرته ضمن أعمال المجلة مما دفعنى أن أعرض عليها حلمى برسم غلاف لمجلة سمير وقد كان ونشر لى غلاف لكابتن سمير فى ثانى وأنا لا أزال طالبًا بالجامعة ..تلك الخطوة زادتنى حماسة لمراسلة مجلات أخرى مثل صندوق الدنيا فى الأهرام.

■ سافرت إلى الخليج وشاركت فى إصدارعدد من مجلات الأطفال مثل «سعد» و«العربى الصغير» الكويتية و«باسم» السعودية و«أطفال اليوم» الإماراتية كيف كانت هذه التجربة؟

كان هذا قبل إصدار فلاش،سافرت إلى الخليج  وعملت فى عدد من الدول العربية فى مجلات أطفال لسنوات كنت مديرتحرير لمجلة راشد وأسست مجلة للسيارات  ثم مالبثت أن عدت دون الاحتفاظ بالإقامة حتى سعيت لإنهائها  وسداد ما على من قروض مقابل السكن وتنظيم الحياة هناك حد أننى بعت عقاراً فى مصر لسدادها والعودة حتى أنه قيل لشقيقى أول مرة نشوف حد بيحول فلوس من مصر للخليج مش العكس، الحقيقة كان سفرى نوعًا من التغيير بالنسبة لى لكننى لم أطق الاستمرار أكثر وأثرت العودة، ولكن بعد أن قابلت الأستاذ حمدى مصطفى صاحب ومدير المؤسسة العربية الحديثة للطبع والنشر رحمه الله واتفقنا على إصدار فلاش حمدت الله وقتها على العودة التقدير فى مصر والنجاح فيها له مذاق خاص فعلى الرغم من اهتمامهم فى دول الخليج بمجلات الأطفال، الأطفال لاتقرأ المجلات تصنع فى الخليج ويقرأها الطفل المصرى  فضلًا عن عدم التقدير للعمالة ومعظمها من المصريين.

■ حدثنا عن تجربة نشر المطبوعة الأولى مع العملاق حمدى مصطفى رحمه الله؟

هذا الرجل شخصية لن تتكرر فى مثاليتها وعبقريتها مستحيل أن تجتمع فى شخص آخر كانت علاقته بى علاقة الأب بابنه رجل طيب جداً وذكى جداً وعملى جداً وهو من طلب منى عمل سلسلة كوميكس تسالى وترفيه فزعت وقتها وقلت» ماقدرش  قالى لى «تقدر» وخلال شهر واحد صدر العدد الأول من فلاش وكان مبهوراً به لم أكن أتصور وقتها أننى أستطيع فعل ذلك وحدى لكنه وضع ثقته فى ولم أخب ظنه.

■ نجح حمدى مصطفى أن يصنع مشروع القرن الثقافى «روايات مصرية للجيب» وأخرج مجموعة من الكتاب استطاعوا بدورهم تأسيس جيل من القراء نهم شغوف وانتقائى فى نوعية مايقرأه.. مارأيك فى جيل الناشرين الجدد وإنتاجهم الثقافى؟

الحقيقة لم أعاصر عهدا للناشر يأخذ فلوس من الكاتب لنشر كتابه حول النشر لعملية تجارية أكثر منها ثقافية وإبداعية بالتالى لايشترط نوعية المنتج المقدم فقد يصلح لنشر أولا.. أما عن لغة الكتابة وحرية الإبداع فأنا معها فاللغة والأسلوب يعبر عن قطاع كبير من القراء أو مانسميه بالذوق العام، بمعنى أن الكاتب لو لم يجد من يقرأ له لن يعاود تجربة النشر ولكن هناك صدى لما يكتب حتى صار من الذوق العام.

■ لكن هذا لا يعفى الناشرين من المسئولية فأم كلثوم كانت صنيعة والدها وعندما تواجدت فى عصر إضمحلال للحن وكلمات الأغانى فرضت ماتربت عليه على الذوق العام آنذاك؟

أم كلثوم كانت نتاج بيئة محافظة تم تأسيسها بشكل صحيح وأخذت على عاتقها مهمة التغيير لأنها أم كلثوم فحولت الذوق العام من أرخى الستارة اللى فى ريحنا إلى القصائد أما الآن أين أم كلثوم؟ الذوق العام السوشيال ميديا وأغانى المهرجانات وعدد من المغنين صعب ذكر أسمائهم.. على سبيل المثال مشروع تحويل «فلاش» لمسلسل رسوم متحركة لم  يكن ليتحقق أو يخرج إلى النور لولا أن قامت المؤسسة العربية الحديثة بإنتاجه وتسويقه نحن بحاجة إلى من يؤمن إلى الفكرة ليضعها محل التنفيذ كما فعل حمدى مصطفى رحمه الله ومن بعده ابنه مصطفى حمدى مصطفى.

■ حدثنا عن تجربتك فى تحرير مطبوعة كاملة بشكل منفرد؟

كانت تجربة مخيفة أصاب بالدوار كلما فكرت فى تنفيذها على أرض الواقع خاصة أن حمدى مصطفى وضع ثقته فى وكنت أعمل باستماتة حتى لا أخيب رجاءه الذى كان لى أقوى من المكاسب المادية والفنية وأشد ماكان يقلقنى وقتها أن يخرج العمل دون المستوى لذا كان على أن أفكر خارج الصندوق فأنا لا أريده الفكرة الثابتة للكوميكس فى مصر أنه عمل مقدم للأطفال فقررت أن أقوم بتنفيذ ما كنت أود أن أراه وأقرأه مجلة شاملة قصص مصورة بوليسية اجتماعية كوميدية ليست مملة لاتحوى حكم وتلقين أبطالها شخصيات فى حياتنا اليومية فاستعنت بشخصية المواطن مطحون وعلام وحاتم وقطعت شوطاً فيه حتى اكتمل فعلياً ووجدتنى أذيل كعب الصفحات بمعلومات مفصلة عن بعض المصطلحات والأشياء ليعود القارئ إليها من جديد.

كنت أنفذ فلاش بشكل كامل وحدى إلا إنها كانت محققة نجاحًا وانتشارًا كبيرين لدرجة أنه فى مرة قال لى صديق كان يعمل مديرًا لتحرير مجلة باسم قال لى مرة «أنت يا أخى بتعمل إيه دا أنا ولادى سايبين باسم وبيقروا فلاش».

■ الكوميكس والكتابة للأطفال عمل شاق كيف حافظت على شعبية وشغف وحب القراء لمجلة فلاش طوال ثلاثين عاماً دون ملل؟

الكتابة للأطفال شرف لا أدعيه «فلاش» لم تكن مجلة موجهة للأطفال فقط حسب تصنيف الكوميكس فى مصر إنما هى مجلة لكل أفراد الأسرة بمختلف أعمارهم تتناول تفاصيل الحياة اليومية فى العمل فى المنزل علاقة الزوج بزوجته ، موضوعاتها متنوعة مابين كوميكس وألغاز وتسالى هو أمر يجعنى جميع أفراد الأسرة ويخاطب الجميع وليس بها مايعيق دخولها للمنزل أو حساسية من قراءتها وهو ماضمن استمرارها خلال تلك الفترة الأجمل أن هناك رسالة جاءتنى من إحدى القراء تشكو لى أمها وهى تقول»ماما بتاخد المجلة منى ومابتدهاليش غير لما بتخلصها مع إنى ببقى مستنية صدورالعدد بفارغ الصبر.

■ علام وأبوالعزم وشلاطة والمواطن مطحون.. من هى أول شخصية وضعت ملامحها على الورق؟

أول الشخصيات كانت المواطن مطحونا فقد ظهرت قبل فلاش بسنوات وأعدت اكتشافها مجدداً حيث قدمتها للمرة الأولى فى مجلة «النصر التابعة للقوات المسلحة حيث كان الموظف الحكومى وقتها مطحوناً حرفياً فقير «ومش لاقى يأكل» استلهمت هذه الشخصية من الحالة السائدة آنذاك عن الموظفين الملامح الشكلية جلد على عضم عدلت عليه بالحذف والإضافة إلى أن تصدرت الجمجمة والهيكل العظمى المشهد للمواطن المطحون وودع المواطن المطحون مجلة النصر ليستقر فى بيته الجديد «فلاش» لكننى لم أظهره فى الأعداد الأولى أول شخصيات فلاش كانتا ميدو وسوزى وهما الشخصيتان السويتان الوحيدتان بين شخصيات المجلة، ثم أضفت لهما الكلب والقطة «هرقل» و«هادية» وهنا بدأت أدخل شخصيات غير سوية وغير طبيعية فالقطة شرسة أكثر من العادة وهى متسلطة حتى على الكلب، والكلب الذى يفترض أن يكون شجاعًا شديد الجبن والخوف. 

وهناك شخصيات لها نظير فى  الواقع  مثل فطومة وشيرين وكيسة معظمها شخصيات قابلتها فى الواقع لها نفس الصفات أو صفات مشابهة وتفاصيل مع بعض الرتوش صاروا أبطالا لـ«فلاش» حتى انتقلوا إلى التليفزيون  كأول مسلسل رسوم متحركة، هى أول عمل يتم تحويله من سلسلة روايات مصرية للجيب، وتنتجه الشركة العربية الحديثة، لأنها الأحق بحصد نجاح الشخصيات التى نشأت بين جدرانها.

حلقات مسلسل «فلاش» تضم عددا كبيرا من شخصيات مغامرات «فلاش»، تم توظيفهم حسب ملائمتهم لسيناريو كل حلقة، والشخصيات التى لن تظهر فى الموسم الأول، سوف تظهر فى المواسم التالية. بطلات «فلاش» سيكون لهن تواجد فى حلقات المسلسل، وسيشاهد الجمهور مغامرات لسوزى وفطومة وصديقاتها وكيسة وشيرين إلى جانب عدلات زوجة خليل البخيل.