الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بريد روزا

روح يلفظها كل جسد

 تحية طيبة من القلب لبريد روزا وبعد…



أنا رجل فى العقد الرابع من العمر، أنتمى لأسرة رقيقة الحال، توفى والدى وأنا فى المرحلة الابتدائية، وكانت والدتى تعمل بإحدى العيادات الطبية القريبة من منطقتنا بوسط القاهرة، مما اضطرنى للعمل كصبى بإحدى الورش المهنية لمساعدتها، ورغم انشغالى فى العمل منذ طفولتى - إلا أن طموح العلم لم يفارقنى يومًا، كنت أعمل وأتعلم حتى حصلت على مؤهل عال، رحلة طويلة من الكفاح لاتزال مستمرة بحياة تعج بالمسئوليات، تزوجت من بنت الجيران بعد قصة حب كبيرة، وضغوط من أهلها كى تتركنى وتبحث عن مستقبلها مع إنسان آخر، تكون ظروفه المعيشية أكثر استقرارًا، لكنها هددتهم بالانتحار، فوافقوا فى النهاية على تقدمى بشبكة متواضعة، ثم انتظارى ثلاث سنوات كاملة،، بمرور الوقت وفى بيتنا المتواضع بعد زواجى من حبيبتي، أصبحت أخشى عليها أن تكون هددت أهلها بالانتحار إذا حرموها منى، فانتحرت قهرًا فى أحضانى، بعد أن نفثت شقيقتى الوحيدة سُمها الخبيث فى قلب حياتنا الهادئة، إنسانة معدومة الضمير والرحمة - تعشق الاستغلال، سافر زوجها للعمل بإحدى الدول العربية منذ ٣ سنوات، فقررت أن تقيم مع والدتى بشقتها فى الطابق الأرضى للتطفل على معاشها، تتحين أى فرصة لإيذاء زوجتى بتعاليها واستغلالها كخادمة وليست زوجة أخيها،، والدتى أصابها المرض بعد كفاح مرير وتقدم فى العمر، وشقيقتى تعرف من أين تؤكل الكتف، تتعمد الصعود إلى شقتى فى غيابى تطلب إعداد وجبات لأطفالها الصغار، فى حين أن زوجتى لا ترفض تلبية كل طلباتها عن طيب خاطر إرضاءً لي، حتى مع تنمرها المستمر بها.. علمًا بأن هناك فارقا واضحا فى مستوى الجمال لصالح زوجتى، أنا سيدى الفاضل لا أظلم شقيقتى فى شكوكى حول أسباب تهكمها وتنمرها المستمر بزوجتى - فهى تتفوق عليها بكل شىء، بداية من المؤهل الدراسى وحب الناس، وشهادتهم المستمرة بالخير فى حقها، ومع كل ما سبق قررنا غض الطرف كليًا عن تلك الأسباب من الكره والتربص غير المبرر، والتركيز على كسب ثقتها بحسن المعاملة - لكنها أصبحت تضغط باستغلال طيبتنا، تقيم إقامة شبه كاملة تقريبًا بشقتنا، تتعمد الخروج معنا إلى أى مكان للتضييق علينا، وعدم تركنا نشعر بالاستقلال ولو قليلًا، من جهه أخرى أنا رجل بسيط، أكره تعقد الحياة أو تعقيدها على نفسى وأهلى، كما أن دخلى بسيط يذهب لتربية طفليَّ ورعاية أمى المريضة، وهى لا تستحق أن ترى أبناءها يتناحرون أمامها هكذا، وزوجتى أيضًا تقتلنى بأدبها الجم وسعيها لإرضائى حتى لو على حساب صحتها وراحتها.. مؤخرًا عندما قررت أن أشكو لابنة عمى وهى الأقرب لشقيقتي، كى تساعدنى فى تقريب وجهات النظر - أخبرتنى بأنها لا تعرف لماذا تكره شقيقتى زوجتى المسكينة لهذه الدرجة، حتى أن ابنة عمى نفسها تقول بأنها كرهت زوجتى وتعاملها بغلظة، بعد الذى سمعته عنها ظلمًا وبهتانًا، بأنها تسيء لأمي، والله وحده أعلم بأن كل تلك الافتراءات لا تمت للواقع بصله تذكر، فماذا أفعل أستاذ أحمد!؟

إمضاء ى. ق

 

عزيزى ى. ق تحية طيبة وبعد…

هناك قناعات خاطئة تترسخ بقدر متفاوت ومتوارث فى مجتمعاتنا العربية - من بينها - اعتبار بعض أفراد العائلات التى تزوج أبناءها حديثًا، أن زوجة ابنهم هى الفائزة الوحيدة من تلك العلاقة بحملها اسمه، وعليها أن تقدم كل فروض الطاعة لصغيرهم قبل كبيرهم، مقابل هذا الشرف العظيم،، وقد لا يلحظ الزوج نفسه تلك الحسابات المستترة، أو حتى المعلنة بتعنت وتجبر ضد زوجته، فتظل الأخيرة تعانى لسنوات على أمل الوصول لأرض صلبة مع أهل زوجها إرضاءً له، وهو توجه رائع، يدل فى المقام الأول على إرادتها القوية لكسب ثقة الجميع بحب وتجرد وتحمل للمسئولية الاجتماعية، تجاه شريكها - لكن من جهه أخرى تبقى هناك ضرورة ملحة ومسئولية متزامنة تفرض نفسها على الزوج أيضًا، وهى بحثه عن حل وسط مع المنغصون للحياة من الأقارب، يجعلهم يفقدون الأمل فى الوصول لمطامعهم الشخصية، على حساب استقرار أسرة بأكملها بأنانية لا تقارن، تصل أحيانا إلى إلصاق بعض التهم المعتادة، مثل أن الزوجة بدأت رحلة السيطرة وإحكام قبضتها، أو أنها تستبد فى معاملتها لأهل زوجها، مثلما قامت شقيقتك بإقناع ابنة عمك، لتشويه صورة المسكينة أمامها، وعليه فإن حفظك لكرامة زوجتك بين أهلك وتعديل صورتها المشوهة وإنصافها، هو بيت القصيد الآن.. واسمح لى أولًا أن أثنى على فطنتك لما يحاك ضد زوجتك الأصيلة، مع حرصك ألا تخسر شقيقتك للأبد، أو تعرض والدتكما لتجربة قاسية برؤيتكما تتجافا أو تتصارعا أمامها، واعلم بأن هناك بالفعل ما يمكنك القيام به كحل وسط، كى لا تخسر كل شيء،، وهو أن تتعمد إظهار مواطن الجمال فى شخصية زوجتك أمام شقيقتك ووالدتك، عند قيام الأولى بعمل أى شىء يستوجب الثناء عليها وتشجيعها، حتى لو أمر اعتيادى مثل رعايتها لوالدتك، وأن تفعل ذلك فى حضورها وغيابها، ولا غضاضة أيضًا فى مطالبتها بتغيير استراتيجية الطاعة العمياء لشقيقتك على الدوام، كإعدادها لوجبات الطعام لها ولأبنائنا بشكل مفرط، أو تقديم خدمات منهكة لها - بل عليها أن ترفض وتتحجج أحيانًا، بأنها لا تملك فى شقتها ما يعينها على الوفاء بالمطلوب، وإذا لجأت شقيقتك إليك بالشكوى، قم بتأكيد كلام زوجتك، معللًا ذلك بأن ظروفك لا تسمح بتوفير كل شىء فى أى وقت، واشرح لوالدتك الأمر بهدوء حتى تتهيأ هى الأخرى لمساعدتك على توصيل الصورة الصحيحة عن زوجتك، وتتيقن هى شخصيًا من ذلك، وإذا كانت ابنة عمك قريبة من العائلة بشكل كبير كما أشرت، وتجد ضرورة إقحامها ببعض الأمور، فافعل، حتى تفقد شقيقتك الأمل فى تأجيج الصراع بينك وبين زوجتك، وتعرف بأن ما تقوم به لا يرضى الله ولن يقودها إلا لخسارة كل أقاربها، هنا ستضطر هى فى النهاية لتعديل أسلوبها ومسار معاملتها لزوجتك، حتى لا تخسرك للأبد، وإذا قامت شقيقتك بتوجيه الإهانات لزوجتك فواجهها بها، واخبرها بأنك ترفض ذلك جملةً وتفصيلا، لأنها تحمل اسمك وكرامتها من كرامتك، واخبرها بأن صمت أم أبنائك وصبرها وعدم رد إهاناتها لا يعد ضعفًا - بل احترامًا لك وخوفًا على مشاعرك، يستوجب تقديره من الجميع. 

دمت سعيدًا وموفقًا دائما ي. ق