الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الحوار الوطنى.. قُبلة حياة للأحزاب السياسية

الحوار الوطنى الذى دعا إليه الرئيس عبدالفتاح السيسى هو بمثابة قبلة الحياة إلى كل الأحزاب السياسية والقوى الوطنية بالبلاد، ويعد تفعيلا حقيقيا للمادة الخامسة من الدستور والتى تقضى بالآتى «يقوم النظام السياسى على أساس التعددية السياسية والحزبية والتداول السلمى للسلطة والفصل بين السلطات والتوازن بينها وتلازم المسئولية مع السلطة واحترام حقوق الإنسان وحرياته على الوجه المبين فى الدستور».. والحقيقة أن تكليف الرئيس السيسى للأكاديمية الوطنية بإجراء هذا الحوار الأساسى مع كل الأطياف السياسية بالبلاد يعد إجراء وطنيا مهما بعد كل هذه الإنجازات الضخمة أو لنقل الإعجازات العظيمة التى تحققت على الأرض فى بضع سنين قليلة وكان تنفيذها يحتاج إلى عقود من الزمن.



هذا الحوار يأتى بعد مراحل مهمة مرت بها مصر، الأولى هى تثبيت أركان الدولة فقد تسلم الرئيس السيسى سدة الحكم والبلاد تئن من مصائب شبه الدولة أو بمعنى آخر كانت البلاد أشبه بالخرابة بعد حكم سنة الإخوان والتى شهدت فيها البلاد أعمال تخريب وإسالة للدماء وخلافه من كل فنون الفوضى وأقصد هنا لفظ فنون الفوضى دلالة على الحال المايل الذى أصاب مصر خلال اثنى عشر شهرا كانت من أبشع الشهور التى مرت على الوطن الغالى والذى شهد عمليات فوضى واضطرابا بشكل تئن له القلوب وتحتار فيه العقول.

أما المرحلة الثانية التى سبقت هذا الحوار السياسى فهى الانجازات العظيمة والرائعة التى تحققت على الأرض بعد هذا الخراب البشع.. أما الأمر الثالث فهو نجاح مصر فى القضاء على الإرهاب وقيام البلاد بالحرب على كل جماعات الإرهاب ومن على شاكلتهم الذين روعوا البلاد وأسالوا الدماء ولا يزالون يرتكبون هذه الجرائم البشعة. وهنا أستغرب أصواتا من هذه الجماعة الإرهابية يزعمون أنهم سيشاركون فى هذا الحوار الوطنى.. هذا الحوار يقتصر فقط على كل الفئات السياسية والوطنية أما الجماعة الإرهابية التى تلطخت أياديها بدماء المصريين الذكية فلا مكان لهم أبدا فى هذا الحوار ولا فى حق الحياة داخل الوطن.

إن دعوة الرئيس السيسى للحوار السياسى الوطنى تعنى الحديث عن كل ملفات المستقبل، ونحن فى ظل الجمهورية الجديدة لابد من إجراء هذا الحوار.. وإن كنت أرى أن هذه مناسبة جيدة جدا للأحزاب السياسية والقوى الوطنية أن تنسق فيما بينها بهدف تشكيل مثلا ثلاثة أو أربعة أحزاب قوية بدلًا من كل هذه الأحزاب السياسية الكثيرة والتى أعتقد أنها تتعدى المائة وستة أحزاب، فلماذا لا يتم تجميع كل الكيانات السياسية الصغيرة فى ثلاثة أو أربعة أحزاب على أكثر تقدير، لأنه من غير المنطقى أو الواقعى أن نجد دكاكين صغيرة ونطلق عليها أحزابا. وأعرف أن الدستور والقانون يبيح تأسيس هذه الأحزاب، لكن بهذا الشكل الغريب مرفوض لأنه عيب كل العيب أن نجد حزبا فى شقة صغيرة لا تتعدى غرفتين وصالة ونقول هذا حزب!

هذه الكيانات الضعيفة لا نقول إغلاقها أو تسريحها وإنما نقول ضمها لأحزاب كبرى.

الحوار السياسى الذى يرعاه الرئيس السيسى هو دعوة لكل القوى الوطنية والسياسية للحديث عن ملفات المستقبل والمشاركة فى التحديات التى تواجه الدولة المصرية وهذا ما أكد عليه الرئيس عندما قال «تعالوا.. شاركوا.. كله يقول رأيه وفكره فى جميع الملفات المختلفة بدون شروط». ولذلك السيسى حدد مواصفات هذا الحوار عندما قال إنه حوار ليس عقيما يتحدث عن الماضى وانما نأخذ العبرة والعظة من أخطاء الماضى للتقدم إلى الأمام، فالدولة المصرية دعت إلى هذا الحوار بعد تحقيق الإنجازات والاعجازات الضخمة خلال السنوات القليلة الماضية.

ولذلك كلف الرئيس الأكاديمية الوطنية للتدريب والتى يرعاها بنفسه لإدارة هذا الحوار المهم بكل تجرد وحيادية تامة وأن يتمثل دورها فى التنسيق بين القوى المشاركة فى هذا الحوار. ويمكن القول أن هذا الحوار الوطنى يعد أمرا مهما جدا فى الجمهورية الجديدة وخطوة جاءت على طريق المشاركة الفعالة لكل القوى الوطنية للنهوض بالوطن والمواطن، وكذلك فإن مشاركة القوى السياسية فى هذا الحوار هو منهج جديد للتعامل مع المرحلة الجديدة من عمر البلاد.

إن هذه فرصة ذهبية لجميع الأحزاب السياسية كى تعبر عن برامجها، وهى بمثابة رد قوى على كل الأحزاب التى تنادى بدور سياسى خلال هذه المرحلة فالفرصة جاءت على طبق من فضة وهنا سيظهر قدر كل حزب سياسى.. أن هدف الدولة المصرية من هذا الحوار هو خلق جبهة داخلية قوية تشارك فى مواجهة كل التحديات التى تتعرض لها مصر فى كافة المجالات والأصعدة.. وبالتالى هى فرصة عظيمة لوضع الحلول لكثير من المشاكل المتراكمة عبر عدة عقود من الزمن... إضافة إلى أن هذا الحوار سيضع أولويات للعمل الوطنى خلال المرحلة القادمة. وللحديث بقية