صلاح منتصر.. بانوراما القرن العشرين

ندرة هم من أطلوا على التاريخ الإنسانى خلال القرن الماضى وتعرضوا بأقلامهم لأهم أحداثه وشخصياته واختراعاته فى نظرة بانورامية مثلما فعل صلاح منتصر فى كتبه حيث ودون بقلمه أهم التغييرات والمحطات فى القرن العشرين التى تعد قمة تطور الجنس البشرى وبعض الأحداث التى أدت لهذا التطور المذهل سواء بطريق مباشر أو غير مباشر مثل الحربين العالميتين الأولى والثانية واحتلال الكيان الصهيونى لفلسطين والتى بدورها أثرت على ما نعيشه اليوم من أحداث.. واليوم وقد رحل صلاح منتصرعن عمر قارب 87 عامًا فقد خلف وراءه كتبًا أثرت المكتبة العربية.

ولد وترعرع منتصر فى دمياط عام 1935، والتحق بكلية الحقوق وأصبح صديقًا للكاتب المصرى الراحل عبد الوهاب مطاوع، ثم عمل منتصر مع الأستاذ الكبير حسنين هيكل كصحفى فى مؤسسة الأهرام حتى وصل إلى أعلى مستويات الصحافة، ثم بدأ فى كتابة عموده البارز «مجرد رأى» الذى اشتهر به خلال السنوات الماضية.

 بالإضافة إلى ذلك، كان منتصر عضوًا فى نادى الروتارى، ورئيس تحرير مجلة أكتوبر، ورئيس مجلس إدارة دار المعارف للطباعة والنشر.. نستعرض فى السطور التالية أهم مؤلفات الصحفى الكبير صلاح منتصر والتى يأتى على رأسها «اللذين غيروا القرن العشرين».

فى بداية الكتاب يسرد أهم أحداث القرن العشرين وبعدها يتحدث الكاتب عن أهم الشخصيات الذين ساهموا بوجودهم فى إحداث الفرق الكبير على المستوى العلمى والاقتصادى وبدأ بصاحب التأثير الأكير المتسبب بقتل ما يزيد على 55 مليون إنسان فى القارة الأوروبية وباقى دول العالم كاره اليهود والشيوعين هتلر.

ثم ينتقل للشخصية التى حولت نظريات كارل ماركس لواقع ومؤسس الدلوة السوفيتية العظمى تانى أكبر القوى العالمية فى وقتها لينين.

بعدها يتحدث فى سطور عن قاهر الأمبراطورية التى لا تغيب عنها الشمس وصاحب نظرية العصيان المدنى والاحتجاج السلمى غاندى.. بعد ذلك يأتى الكاتب على ذكر شخصيات مهمة لها تأثير كبير فى مسار القرت العشرين من الشرق والغرب ومنهم من العرب أمثال جمال عبدالناصر رجل القومية العربية الأول وواضع العرب على الهريطة العالمية والمساعد فى تحرير العديد من البلدان العربية من الاحتلال الذى دام لسنوات وسنوات وأنور السادات رجل الحرب والسلام صاحب المبادرة الشهيرة بالذهاب للقدس والاعتراف بالدولة الإسرائيلية كأمر واقع وكجسم سرطانى وسط الوطن العربى وقائد المقاومة الفلسطينية ابو عمار بعد ذلك ينتقل الكاتب للحديث عن بعض الشخصيات التى اثرت فى العالم فى القرن الماضى من علماء وفنانين و رياضيين.

وكانت «القضية الفلسطينية» من بين أبرز ما كتب عنه، وذلك من خلال كتاب « الطريق إلى السلام..مدريد91» والذى نشرته « دار المعارف» بالتزامن مع مشاورات للسلام جمعت الوفود العربية وإسرائيل والولايات المتحدة لمناقشة تسوية القضية الفلسطينية والصراع العربى الإسرائيلي.يبدأ منتصر، إن القرن العشرين لم يعرف قضية أخرى احتلت تقريبًا كل سنواته مثل «القضية الفلسطينية» التى شهدت خمس حروب فى ٤٨ و٥٦ و ٦٧ و73 و 82 التى اجتاحت فيها إسرائيل لبنان ووصلت إلى بيروت مسجلة احتلال أول عاصمة لدولة عربية ويكمل منتصر،عندما سئل أحد الإسرائيليين عن سبب انتصارهم على العرب فى أول حرب خاضوها ضدهم فى عام ١٩٤٨ كان رد الإسرائيلى: لقد كنا جيشا واحدا موحدا، وكان العرب سبعة جيوش مفككة.

وفى كتابه توفيق الحكيم فى شهادته الأخيرة يقدم منتصر يتحدث خلاله عن الأيام الأخيرة لتوفيق الحكيم الذى يتحدث بنفسه عن شعوره بعد موت أصدقائه والأعزاء لديه: «لم يعد لى سوى الله.. وفى كل دعواتى السابقة اليه لم يجدث أن دعوت بشدة طالباً منه أن يأخذنى إلى جواره مثل هذه المرة لأن مهمتى فى الحياة انتهت، تصور أى مسرح فى آخر الليل بعد أن يغادره الجمهور وينصرف ممثلوه وعماله.. مسرح خال دون جمهور ولا ممثلين ولا عمال ولا موظفين ما الذى يبقى له سوى أن يمد عامل يده ويطفئ ما تبقى فيه من أنوار.. أنا هذا المسرح وهذا الوقت بالذات هو الوقت المناسب الذى يجب أن ينطفئ فيه نوره.