السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بريد روزا

صورة ليست طبق الأصل

تحية طيبة من القلب لبريد روزا وبعد.…



أنا فتاة فى بداية العقد الثالث من العمر، حاصلة على مؤهل عالٍ، أعمل بالقاهرة، التحقتُ منذ ٦ سنوات بشركة عالمية لها نشاط بمصر، والدايّ انتقلا من ريف الدلتا إلى إحدى مدنها ونحن صغار، لى ثلاث شقيقات تزوجنَ جميعًا، وبقيتُ أنا دون زواج حتى الآن، أسافر يوميًا من محل إقامتنا إلى القاهرة حيث عملى بإحدى المدن الجديدة،، والدى قاربَ على الستين من عمره، يعمل موظفًا ويمتلك مشروعًا ناجحًا، يحقق له أرباحًا لا بأس بها، أهلته لأن يشترى برجًا سكنيًا نقيم به، يؤجر وحداته كعيادات طبية وأفرع إدارية لمؤسسات مختلفة، أب يمتاز بالحنية وفرط الثقة فى أفراد أسرته، ونحن أهلًا لهذه الثقة والحمدلله، علاقته على خير ما يرام بوالدتي، يحتوى عصبيتها دائمًا بصدر رحب - وهى فى الحقيقة تبدو أقوى منه شخصية، أو أكثر خبرة فى أمور الحياة الاجتماعية بالبيت وخارجه، يعتمد عليها ويسعد بذلك، لا أخفى عليك بأننى من فرط إعجابى بشخصية والدتى وأيضًا والدى، رفضت الكثير من الخطاب الذين تقدموا لى، لأننى أميل لتكرار نفس النسخة من الحياة الزوجية التى يعيشاها، لكننى لم أجد بشكل جذرى من يدخل حياتى على طريقتى الخاصة وليست طريقته.. منذ عامين تقدم لى أحد الشباب، ترتيبه الرابع بعد فشل ٣ تجارب خطوبة سابقة، وهو شقيق زوج إحدى شقيقاتي، يعمل مهندسًا، كما أن حالته المادية ميسورة، رفضته أمى فى البداية بسبب تلك القرابة، ولشخصيته العنيدة، فهى تكره تلك الصفة فى الرجال، له أصدقاء يخرج معهم، ويعيش حياته كما يريد - لكنه يتعنت معى فى توقيتات خروجى واختيار أصدقائى، وحتى ارتداء ملابسى، له فيها ملاحظات وتحكمات لا تناسبنى كفتاة من حقها أن ترتدى ما تشاء، فى حدود المجتمع المحيط.. كل ما سبق ليس وحده هو سبب الخلاف الكبير بيننا سيدى الفاضل، والذى أدى إلى فسخ خطبتنا قبل زفافنا بأيام، لكن لسوء معاملتى لأهله وعدم تقديرى لهم على الوجه الأكمل حسب توهمه، حاولت كثيرًا أن أشرح له بأننى لا أجيد فن «تذويق الكلام» كما يقولون، ثم إن فارق السن بينى وبين خالاته وأقاربه لا يجعل بيننا أمورًا  مشتركة تدفعنى للاندماج معهم، وهم من الريف وأنا أعيش بالمدينة، ومن المؤكد أن الطباع مختلفة - إلا أنه اتهمنى بالتعالى وعدم احترامهم، فدفعنى لأن أحتد عليه بشدة، وأخبرته بأننى لا أطيق الحياة معه، أغلقتُ هاتفى وحرمته من إمكانية الاتصال بي، لأفاجأ بأن والده يتصل بوالدى وينهى ارتباطنا من جانبهم،، المشكلة الحقيقية التى تؤلمنى بشدة هى أننى أشعر بإهانة شديدة فى حقي، وأحد الأصدقاء المشتركين بين والدى ووالده يحاول إعادة علاقتنا وإتمام زفافنا، لكن خطيبى يرفض، وأنا أعلم بأنه يحبنى بشدة، لا أخفيك سرًا أستاذ أحمد بأننى أحاول استرضاءه حتى يعود لى، كى أرفع رأسى بين زملائى بالعمل وأمام أسرتى، كذلك حتى يعرف قيمتى الحقيقية بعد الزواج وأننى فتاة بمائة رجل، لكن بماذا تنصحنى حتى لا تكون عودتى له مخزية أمام أهله الذين يمثلون السبب الرئيسى فى معاناتى وإضعافى أمامه!؟ 

إمضاء  و. ق

 

عزيزتى و. ق تحية طيبة وبعد…

لكل فتاة طموح مستقل ومشروع فى فارس أحلامها، ترسم له صورة ذهنية تراها هى وحدها، وتؤمن داخليًا بوجودها فى الواقع المعاش، فتظل تبحث عنها دون كلل أو ملل، على أمل أن تتجسد أمامها يومًا ما،، ووجود توافق وانسجام بين الأب والأم يجعل الأبناء يميلون لاستنساخ تلك العلاقة الناجحة، خصوصًا الفتيات، لتأثرهن عاطفيًا بلحمة العائلة واستقرارها، حيث يصبح الأب فى نظر ابنته بمثابة رمز لفارسها المنتظر،،، ومع كل ما سبق أجد أنه من الخطأ، أن تتعلق أى فتاة بشخصية والدها لدرجة إصرارها على استنساخ شخصيته بحذافيرها، والتصاق كل صفاته وأفعاله بخطيبها، تلك القناعة الخاطئة هى التى وقعتى أنتِ فيها بثلاث تجارب سابقة، لم يكتب لها النجاح، بعد إعجابك المفرط بتجربة والديكِ، وبصفة خاصة - شخصية والدتك - التى وصفتيها بأنها تبدو أقوى من والدك، أو أكثر خبرة منه فى إدارة أمور الحياة الاجتماعية كما أشرتِ، ومما لا يدع مجالًا للشك، فإن أى زوجان يجب أن يكملا بعضهما البعض، ولا غضاضة فى ترك الزوج بعض الأمور التى تجيد زوجته التعامل فيها بالمحيط الاجتماعي، مع الحفاظ على كيانه كرجل مسئول ومشارك برأيه ومتابعته، لكن يبقى أن تعرفى بأن الرجل الشرقى فى الغالب الأعم، يكون له اليد العليا فى إدارة أسرته، فهو يعشق هذا الدور ويستمتع به ويجيده - ليس لقصور ما عند زوجته، أو بدافع سلطوى - بل لأنه الأكثر خبرة واحتكاكًا بالمجتمع عنها، وهو يبحث دائمًا عن إثبات ذاته وكيانه كرب أسرة فى بذل كل ما بوسعه لإسعادها وإسعاد أبنائه، وهذا أمر رائع بكل تأكيد، تقدره حواء عن طيب خاطر وباحتواء وجدانى ليس له مثيل، لذا فإن كره أو عدم قناعة والدتك منذ البداية بهذا الخطيب، على أساس أنها تكره الشخصية العنيدة فى الرجل، هو أمر غير مبرر بشكل أو بآخر، لأن ما ذكرتيه عنه ليس به ما يؤكد تعنته معكِ، أو عرقلته لحريتك المسئولة فى الحياة، لذا يبدو لى أن والدتك قد يكون لها تأثير ودور فى رفضك لأى رجل ممن تقدموا لخطبتك سابقًا، لأنها أوهمتكِ بأن أى رجل لابد أن يتميز بالطاعة والمسالمة ذاتها وبنفس الكيفية التى يتمتع بها والدك فى تعامله معها، فى حين أن ليست كل صور وطباع الرجال يجب أن تكون طبق الأصل،، أما بالنسبة لغيرته ومراجعته لكِ فى بعض عاداتك، مثل توقيت خروجك وعودتك للمنزل، وكذلك “موديلات” ملابسك، فهذا يرجع لنخوته وحبه وتقديره لكيانك كجوهرة، يثمنها ويحافظ عليها، وهذا الشعور يجب أن يدفعك لأن تكونى أهلًا لتلك الثقة، كما أنصحكِ بتقديم صورة أكثر إيجابية وديناميكية عند أهله، بحرصك على التواصل البناء معهم، لجعله يشعر بتقديرك له، وبغض النظر عن الفروق فى العادات الاجتماعية بينك وبينهم، أنتِ لستِ فى حاجة أكثر من نثر كلمات وروح الترحاب عند لقائهم، كما أن الابتسامة الدائمة من القلب فى وجوههم صدقة، ومفتاح سحرى للتربع فى قلوبهم والتأثير فيهم، افعلى ذلك بعفوية وتلقائية.. أخيرًا صغيرتى يجب أن تعرفى بأن الزواج هو تآلف وتكاتف بين الزوجين، وليس “صراع سلطة” كما وصف تحوله العالم والأديب الكبير الراحل د.مصطفى محمود، وبأن النِّديَّة  أصبحت تحكمه وتسيطر عليه، بدلًا من المودة والرحمة التى كانت سائدة بالزمن الجميل،،، وعليه فإن نصيحتى الغالية لكِ، بألا تؤسسى خطة عودتك لخطيبك على قواعد الهيمنة والاستحواذ وتأجيج الصراعات، بل افتحى صفحة جديدة مع نفسك أولًا، كونى بسيطة، أنيقة بطيب الكلم وحسن النوايا، وأقبلى على حياتك الجديدة بحب وعطاء يفيض على الجميع، تعيشى سعيدة وناجحة فى حياتك بإذن الله وحوله. 

دمتِ سعيدة وموفقة دائمًا و. ق