الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الحرب الروسية الأوكرانية تتصاعد

موسكو تنشر قاذفات صواريخ «الرعب» فى منطقة بيلغورود

ما زالت الحرب الروسية الأوكرانية على أشدها حتى الآن، وفى تصاعد مستمر لزيادة التوتر خاصة بعدما قررت السويد وفنلندا الانضمام إلى حلف «الناتو»،  حيث أفادت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، أمس، أن روسيا نشرت قاذفات صواريخ باليستية قصيرة المدى من طراز إسكندر- إم فى منطقة بيلغورود أوبلاست الروسية على بعد أقل من 20 ميلاً من الحدود الأوكرانية.



وذكرت هيئة الأركان أن روسيا تزيد أيضًا من القواعد اللوجستية والإصلاحية فى المنطقة، وهو ما جعل الخبراء يرون أن استخدام روسيا لتلك الصواريخ هدفها إيصال رسائل للغرب مفادها بأنها قادرة على حسم معركة أوكرانيا فى أى وقت.

وتحدثت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية عن أن هذه الصواريخ الباليستية تحوى مفاجأة لأنها مزودة بأجهزة قادرة على خداع رادارات الدفاع الجوى والصواريخ الحرارية.

قصف جوى وبالمدفعية..

بالتزامن مع ذلك، ذكرت وزارة الدفاع الروسية، أن روسيا قصفت القوات الأوكرانية جوا وبالمدفعية فى الشرق والجنوب مستهدفة مراكز القيادة والجنود ومستودعات الذخيرة.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الميجر جنرال إيغور كوناشينكوف: إن صواريخ أُطلقت من الجو أصابت 3 نقاط قيادة و13 منطقة تحتشد فيها قوات ومعدات عسكرية أوكرانية إضافة إلى 4 مستودعات للذخيرة فى دونباس.

وأضاف كوناشينكوف أن الصواريخ الروسية أصابت نظامًا متنقلًا مضادًا للطائرات المُسيرة قرب هانيفكا على بعد حوالى 100 كيلومتر شمال شرقى مدينة ميكولايف بجنوب أوكرانيا.

وتابع: «الصواريخ والمدفعية أصابت 583 منطقة تجمع للقوات والمعدات العسكرية الأوكرانية و41 نقطة مراقبة و76 وحدة مدفعية وهاون (مورتر) فى مواقع إطلاق النار بينها 3 بطاريات غراد إضافة إلى محطة بوكوفيل للحرب الإلكترونية الأوكرانية بالقرب من هانيفكا فى منطقة ميكولايف».

وقال كوناشينكوف: إنه منذ بداية ما تسميه موسكو «عملية عسكرية خاصة» فى 24 فبراير، دمرت روسيا 174 طائرة و125 طائرة هليكوبتر و977 طائرة مُسيرة و317 نظامًا صاروخيًا مضادًا للطائرات و3198 دبابة ومركبة قتالية مدرعة أخرى و408 قاذفات صواريخ متعددة.

بوتين يسعى بشكل مقصود لإحداث أزمات جوع

على جانب آخر، صرح سفير ألمانى سابق بروسيا بأنه يرى أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين يسعى بشكل مقصود لإحداث أزمات جوع فى الشرق الأوسط وإفريقيا.

وقال الدبلوماسى الألمانى روديغر فون فريتش لصحيفة «تاجس شبيجل» الألمانية فى عددها الصادر أمس الأحد، إن الهدف هو زعزعة استقرار أوروبا من خلال حركات لجوء هائلة.

وتابع فون فريتش قائلاً: «تقوم حسابات بوتين على أنه بعد انقطاع توريدات الحبوب سوف يهرب الأشخاص الجوعى من هذه المناطق ويحاولون الوصول إلى أوروبا، مثلما قام ملايين السوريين من قبل فرارًا من أهوال الحرب».

وأضاف أنه لهذا السبب تعيق روسيا حاليًا أن تصدر أوكرانيا الحبوب وتقصف صوامع الحبوب، وقال: «من خلال موجات لاجئين جديدة يرغب (بوتين) فى زعزعة استقرار أوروبا وحشد ضغط سياسى كى تتنازل دول غربية عن موقفها الصارم ضد روسيا. هذه هى إدارة حربه الهجينة الجديدة».

يشار إلى أنه يندرج ضمن مفهوم الحرب الهجينة أيضًا أن يتم استخدام وسائل غير عسكرية مثل الهجمات السيبرانية أو حملات التضليل الإعلامى.

فى السياق ذاته، كتبت مجلة «إيكونوميست» أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين دمر بقراره غزو أوكرانيا، حياة الناس فى مناطق أبعد من ساحة المعركة وعلى مساحة واسعة قد يندم عليها. فالحرب ضربت نظام الغذاء العالمى الذى عانى أصلاً بسبب كوفيد-19 والتغيرات المناخية وصدمة الطاقة. فقد توقف تصدير أوكرانيا من الحبوب والبذور الزيتية، وباتت روسيا مهددة. وزادت أسعار القمح بنسبة 53% منذ بداية العام الحالى وارتفعت بنسبة 6% أخرى فى 16 مايو بعد إعلان الهند عن تعليق صادرتها منه، محدثة موجات من القلق.

ارتفاع كلفة المعيشة

ويبدو أن أزمة كلفة المعيشة لم تنبه الحكام بعد لخطورة ما سيحدث فى المرحلة المقبلة، ففى 18 مايو حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش من الأشهر المقبلة، و«النقص فى الغذاء العالمى» الذى قد يظل قائمًا لمدة سنوات مقبلة. فزيادة أسعار المواد الغذائية زادت أعداد الناس الذين لا يحصلون على ما يكفيهم من 440 مليون نسمة إلى 1.4 مليار شخص، وهناك 250 مليون شخص يعيشون على حافة المجاعة. ولو استمرت الحرب لمدة طويلة وتأثرت الإمدادات من روسيا وأوكرانيا فسيعانى مئات الملايين من الفقر ويصاب الأطفال بالهزال ويجوع الناس.

حلول عاجلة

وحضت المجلة قادة العالم على التعامل مع الجوع العالمى كقضية ملحة تحتاج إلى حلول عاجلة.

وتبلغ نسبة امدادات روسيا وأوكرانيا من القمح 28% والشعير 29% و 15% من الذرة و 75% من زيت الذرة. ويستورد لبنان وتونس نصف الحبوب التى يحتاجان إليها، ومصر نسبة ثلثى ما تستهلكه. ويسهم الغذاء الذى تصدره أوكرانيا بتوفير السعرات الحرارية إلى 400 مليون شخص. وتوقفت هذه الصادرات لأن أوكرانيا زرعت الألغام فى مياهها لمنع الهجوم الروسى وبسبب حصار موسكو لميناء أوديسا. وكان برنامح الغذاء العالمي، حتى قبل الحرب قد حذر من أن عام 2022 سيكون رهيبًا.