الرئيس البولندى: علاقتنا بمصر تمتد لقرن من الزمان.. وزيارتى لبدء عصر جديد من التعاون الثنائى

وصف الرئيس البولندى، أندريه دودا، زيارته الرسمية إلى مصر بأنها تمثل «مرحلة جديدة من العلاقات بين البلدين»، قائلاً: «أنا سعيد بأول زيارة رسمية إلى مصر، فمصر وبولندا لديهما تاريخ طويل من العلاقات الدبلوماسية يمتد إلى مائة عام».

وأوضح الرئيس البولندى، خلال مؤتمر صحفى مشترك مع الرئيس عبدالفتاح السيسى، بقصر الاتحادية أمس، أنه بحث مع الرئيس السيسى عددًا من القضايا المهمة والعلاقات

الدبلوماسية بين البلدين، مؤكدًا سعى بلاده لتعميق العلاقات مع مصر وخاصة فى مجال الطيران، بالإضافة إلى المجالات الاقتصادية والسياحية.

وأشار «دودا»، إلى أنه دعا الرئيس السيسى إلى زيارة وارسو، منوها بأن مئات الآلاف من المواطنين البولنديين يأتون إلى مصر من أجل السياحة، ويتلقون ضيافة لائقة، متمنيًا زيادة عدد السياح البولنديين إلى مصر، ليزوروا كل الآثار العريقة التى تعبر عن الحضارة المصرية.

ولفت الرئيس البولندى، إلى أن العلاقات بين القاهرة ووارسو تمتد لقرن من الزمان، منوهًا بأنه أثناء زيارة الرئيس الأسبق حسنى مبارك فى شهر مارس عام 2008 إلى وارسو، كان حينها وزيرًا فى ديوان الرئيس البولندى ليخ كاتشينسكى، مؤكدًا أن زيارته إلى مصر ستسهم فى بدء عصر جديد للعلاقات الثنائية.

وأعرب «دودا»، عن سعادته لاستئناف شركة الطيران البولندية الوطنية الرحلات المباشرة بين القاهرة ووارسو اعتبارًا من 31 مايو الجارى، حيث سيتم تسيير خمس رحلات جوية فى الأسبوع، مما يسهم بدوره فى تطوير العلاقات الاقتصادية والسياحية بين البلدين، مشددًا على سعادته بدعم السلطات المصرية للبعثة الآثارية البولندية، قائلاً: «أطلب من الرئيس السيسى المساعدة لفتح محطة آثارية جديدة أخرى فى الأقصر لكى يتمكن الآثاريون البولنديون من الاستفادة بالعلم والحضارة المصرية، ومن أجل التعاون مع زملائهم المصريين فى الكشف عن آثار هذا البلد العظيم، وعن مخزون هذه الأرض والحضارة، من أجل الاستفادة منها بدرجة أكبر وكشفها بشكل أوسع».

وأضاف الرئيس البولندى: «كما ناقشنا الشأن الحالى والوضع الراهن فى المنطقة، وبحثنا سبل التعاون الاقتصادى والتعاون المثمر بين البلدين، حيث تعد مصر من أقرب الدول العربية لبولندا، لأنها تعد شريكًا دائمًا، فمصر دولة وشعبًا محبوبة فى بولندا»، متابعًا : «أن هناك قاعدة أساسية للتعاون الاقتصادى والرقمى بين البلدين، ومجالات تبادل المعلومات والتقنيات الحديثة، وأيضًا فى مجال التعاون العسكرى المشترك، والمجال الزراعى، حيث إن الزراعة متطورة فى بولندا، فهى بلد مستقل غذائيًا، وتقوم بتصدير الأغذية للدول بجميع أنحاء العالم، لذلك ناقشنا القدرات الكبيرة التى يمكن من خلالها توريد الأغذية إلى مصر».

وأشار «دودا»، إلى أن هناك إمكانية واسعة للتعاون فى مجال العلوم المائية، مؤكدًا أن عملية الاقتصاد المائى قضية مهمة لكلا الدولتين، ونحن هنا مستعدون لمشاطرة الجانب المصرى كل هذه التجارب، ونتفهم أهمية مياه النيل لمصر وما يتعلق بسد النهضة، مشددًا على موقف بلاده الداعم لمصر، وضرورة ألا يؤثر بناء سد النهضة على الاقتصاد والزراعة فى مصر، فالقضية لا تتعلق بمصر وحدها، وإنما بجزء كبير من شمال إفريقيا»، معربًا عن شكره للرئيس السيسى على تفهمه للأوضاع فى بولندا، حيث تستضيف بلاده أكثر من مليونى لاجئ من أوكرانيا منذ بدء العملية العسكرية الروسية.. وأوضح «دودا»، أن بلاده تولى أهمية كبيرة للأزمة الأوكرانية، وتأمل أن تنتهى بسلام، لافتًا إلى أن العملية العسكرية الروسية على أوكرانيا جاءت من دون أى مبرر، وانتقصت من الحقوق الدولية، مؤكدا ضرورة إنهاء هذه الأزمة بشكل سلمى، مؤكدًا أن العقوبات التى تعرضت لها روسيا بسبب عمليتها العسكرية فى أوكرانيا يمكن أن يتم إلغاؤها عن طريق المفاوضات، مشددًا على ضرورة مشاركة أوكرانيا فى هذه المفاوضات وضرورة قبولها للحلول المطروحة وأن تكون جزءًا لا يتجزأ من هذه الحلول، موضحًا وقوف بلاده إلى جانب أوكرانيا.. كما أعرب الرئيس البولندى عن شكره للرئيس السيسى على التعاون السياسى القائم بين البلدين فى الأمم المتحدة وفى مجلس الأمن، مؤكدًا أهمية هذا التعاون، فضلاً عن حرصه الشخصى على حضور قمة مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ «COP27» فى شهر نوفمبر المقبل بشرم الشيخ، مؤكدًا أن بلاده ستكون ممثلة خلال المؤتمر بأعلى المستويات، موضحًا أنه ناقش مع الرئيس السيسى إمكانية توريد الغاز المصرى المسال، لافتًا إلى أن مصر بالنسبة لبلاده هى شريك مستقبلى، وأن بلاده تدعم المفاوضات التى تتم بين مصر والاتحاد الأوروبى من أجل تصدير الغاز المصرى إلى دول الاتحاد.

واختتم كلمته، بالإعراب عن امتنانه لحفاوة الاستقبال، وأمله فى زيارة قريبة للرئيس السيسى وقرينته إلى العاصمة البولندية «وارسو»، لتوثيق العلاقات بين البلدين.