الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

كتاب موسيمانى مع الأهلى

صدق الجنوب إفريقى بيتسو موسيمانى مدرب الأهلى السابق عندما قال إن رحلته فى تدريب الفريق تحتاج كتابا يدونها ويحكى عنها ليراها الجميع لاسيما فى بلاده.. نعم صدق موسيمانى مرة أخرى عندما أكد أن تدريب الأهلى مختلف عن أى فريق آخر فالرجل قال إنه حظى بشهرة طاغية فى جميع أنحاء إفريقيا والوطن العربى ليس لشىء الا كونه مدرب نادى القرن.



موسيمانى رحل بهدوء وبشكل طغى عليه الاحترام المتبادل، ولكن ماذا قدم اول مدرب أفريقى فى تاريخ الاهلى طوال رحلته مع المارد الأحمر؟ 

20 شهرًا أو اكثر قليلا قضاها موسيمانى بالاهلى منذ التعاقد معه فى أكتوبر من عام 2020 خلفًا للسويسرى رينييه فايلر وخاض خلالها 102 مباراة فى كل البطولات وهى دورى أبطال إفريقيا والسوبر الإفريقى وكأس العالم للأندية والكأس والدورى المحليين والسوبر المصري.

واجمالا حقق موسيمانى الفوز فى 62 مباراة بنسبة تقارب الـ60%  وتعادل فى 30 مباراة بنسبة تقارب 30 %  وخسر 10 مباريات فقط بنسبة تقارب 10%.

وعلى صعيد البطولات حقق موسيمانى 5 ألقاب هى نسختان لدورى أبطال إفريقيا ومثلهما للسوبر الأفريقى لقب كأس مصر.. كما حقق ميداليتين برونزيتين فى بطولة كأس العالم للأندية.

واحقاقا للحق فأرقام موسيمانى مع الاهلى تبدو طيبة من حيث البطولات وحتى نسبة تعرضه للهزائم فهى الآخر ليست بالسيئة، ولكن تبرز عدة عيوب فنية يرجع لها الفضل الأول فى تحطيم علاقة الرجل بجمهور الأهلى والمطالبة برحيله.

فقبل الإعلان الرسمى عن رحيل الرجل الذى قاد الأهلى لنهائى دورى الابطال قبل الخسارة أمام الوداد كان المستوى الفنى للفريق فى تراجع واضح والأداء يعانى من تذبذب حاد، لكن نجاحات الرجل الإفريقية ووصله للنهائى كان السبب فى غض الطرف من قبل إدارة الأهلى عن تراجع الأداء لتأتى الهزيمة فتكون بمثابة القشة التى قسمن ظهر البعير، وتنفجر الانتقادات فى وجه موسيمانى ومعه الإدارة فيكون الرحيل لا مفر منه.

عيب آخر ظهر خلال فترة تواجد موسيمانى وهو غياب الرؤية الفنية فى صناعة جيل مستقبلى للأهلى أو أضعف الايمان اكتشاف عناصر شابة يكون لها دور كبير فى قادم الأيام.. فمثلا البرتغالى كارلوس كيروش مع المنتخب الوطنى ورغم قصر فترته إلا أنه قدم لاعبين للفراعنة يعود له الفضل الأول فى تطويرهم وباتوا الآن من أهم نجوم الكرة المصرية أمثال محمد عبد المنعم ومهند لاشين وأحمد فتوح وغيرهم.. أما موسيمانى فلم تظهر كراماته فى هذا الجانب.

وأخيرًا موسيمانى ساهم فى تدهور مستوى بعض نجوم الأهلى والتفريط فى آخرين.. فالرجل عندما استلم الفريق كان محمد مجدى افشة ومحمد شريف فى فورمة ممتازة فالأول أفضل صانع ألعاب بالايجبشن لييج والثانى من أخطر المهاجمين ولكن مع الوقت تراجع مستواهما بل أن المدرب لم يعد يعتمد عليهما بشكل أساسى.. بينما يأتى السنغالى أليو بادجى بمثابة أكبر أخطاء موسيمانى وسوء تقديره لامكانات اللاعب الذى طلب رحيله فانفجر فى الدورى الفرنسى مع أميان وضاع على الاهلى موهبة شابة بإمكانات بدنية وفنية هائلة.