الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«التجارة الرابحة».. موسم جمع «جلود الأضاحى»

مع حلول عيدالأضحى المبارك يظهر التجارة  لجمع الجلود من المضحين، للتربح من ورائها، وبيعها للمدابغ أو كبار التجار أو الاستفادة منها بشكل آخر، كما أنه فى بعض الحالات يتخلص أصحابها منها مما يؤثر بشكل سلبى على البيئة، فتفوح منها الروائح الكريهة وتنتشر الحشرات الضارة والحيوانات الضالة. 



ولذلك فقد وضعت مختلف المحافظات عدة ضوابط لتجميع جلود الأضاحى بمعرفة لجان مختصة للاستفادة منها بشكل صحيح وتوجيه عائدها المادى للمشروعات التى تخدم الفقراء والمحتاجين، كما تدعم المشروعات التنموية بالمحافظات.

 

المنوفية

جمع الجلود محظور.. و5 آلاف جنيه عقوبة المخالفين

 

المنوفية - منال حسين

 

مع قدوم عيد الأضحى يتسابق المضحون بالتجارة فى جلود الأضاحى والتنقل بها من مكان لآخر، كما يقوم المضحون بالذبح بالشوارع والميادين، ما قد يؤثر على التلوث البيئي، إلا أن محافظة المنوفية، أغلقت الباب أمام تلك التجارة بعدما أصدر اللواء إبراهيم أبو ليمون محافظ المنوفية قرار رقم (988) لسنة 2022 بتشكيل لجنة برئاسة السكرتير العام للمحافظة وعضوية كل من مديرى مديريات الصحة والطب البيطرى والتموين والأوقاف والشئون الاجتماعية والشباب والرياضة ورؤساء الوحدات المحلية للمراكز والمدن والأحياء ومديرى إدارات الشئون القانونية والتفتيش والمتابعة والبيئة والمجالس بالديوان العام، تكون مهمتها وضع الضوابط اللازمة بشأن عملية نقل وتداول جلود الهدى والأضاحى بمعرفة الوحدات المحلية المختصة ومديرية الأوقاف وإصدار التوجيهات اللازمة لتجميع جلود الأضاحى بالمساجد وبيعها على أن يعود عائدها لصندوق الخدمات والتنمية المحلية بالمحافظة.

كما تضمن القرار تشكيل لجان فرعية على مستوى المراكز والمدن والأحياء برئاسة نائب رئيس الوحدة المحلية للمركز والمدينة والحى وتضم فى عضويتها مديرى إدارات الأوقاف والطب البيطرى والتموين والإدارة الصحية والشباب والرياضة والشئون الاجتماعي، ورئيس قسم شئون البيئة بالمركز ومندوب مراكز وأقسام الشرطة بالمركز أو المدينة أو الحى، وذلك للمرور على جميع محلات الجزارة بنطاق المحافظة خلال أيام عيد الأضحى المبارك للتأكد من عدم الذبح بالشوارع والميادين العامة واتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة حيال المخالفين. 

وشدد محافظ المنوفية، أن يتم تحصيل غرامة فورية للمخالف  قدرها ( 5 ) آلاف جنيه حفاظًا على الصحة العامة للمواطنين والمظهر البيئى والحضاري، فضلًا عن متابعة تنفيذ التوجيهات والضوابط اللازمة لتجميع جلود الهدى والأضاحى بالمساجد بنطاق المحافظة. 

كما شمل القرار حظر قيام أى من الجمعيات الأهلية بأعمال تجميع ونقل جلود الأضاحي، وحظر ذبح وحفظ ونقل جلود الأضاحى دون تصريح من الجهات المختصة وفى حالة المخالفة لذلك تفرض غرامة على المخالف بواقع (5) آلاف جنيه مع التحفظ على وسيلة النقل بأقرب قسم شرطة لحين سداد الغرامة ومصادرة الجلود و مخلفات الذبيح. 

 

المنيا

الصكوك تقطع الطريق على المتربحين والختم لمراقبة حركة البيع

 

المنيا - علا الحينى

 

تنتعش تجارة الجلود مع دخول عيد الأضحى المبارك، حيث تنتشر فى شوارع المنيا سيارات جمع الجلود، فضلًا عن قيام السماسرة والجزارين بأخذها لصالحه كجزء من أجرة الذبح ليكون موسم عيد الأضحى هو الأهم لتحقيق مكاسبهم وانتعاش بيزنس تجارة الجلود. 

مع صباح ثانى أيام عيد الأضحى يتوافد جامعو جلود الأضاحى على منازل المضحين رغبة منهم فى جمع الجلود عقب انتهاء ذبح الأضاحى بأسعار يحددونها سلفًا. 

 ويتسابق تجار الجلود والجزارون على أخذ نصيبهم من التجارة من خلال عمليات جمع جلود الأضاحى، لتأتى وزارة الأوقاف ممثلة فى المديريات وإدارات الأوقاف بمشروع صكوك الأضاحى وجمع الجلود وتحويل أثمانها لصكوك أضاحى لتوفير أكبر قدر من اللحوم للفقراء والأولى بالرعاية لتقطع الطريق أمام المتربحين. 

ويؤكد أهالى المنيا أن كثيرًا من الأسر المنياوية يكون جلد الأضحية اتفاقًا ما بينهم وبين الجزار الذى يقوم بالذبح يقوم هو بأخذه كجزء من تكاليف عملية الذبح بينما يقوم آخرون بإعطاء الجلود للجمعيات الأهلية التى تقوم بعمليات جمع الجلود لبيعها لتغطية أنشطة الجمعية. 

بينما شكلت مديرية أوقاف المنيا لجانًا لجمع جلود الأضاحى بإيصالات رسمية للتبرع، وتشكيل غرفة عمليات وفريق عمل بكل إدارة وتخصيص مسجد بكل قرية لتجميع جلود الأضاحى وتشكيل لجنة أخرى لبيعها وتحويل أثمانها إلى صكوك أضاحى لتعظيم النفع وتبصير الناس بالحكمة من الأضحية والتصرف فى جلدها من خلال رؤية شرعية تهدف إلى تحقيق أكبر قدر من النفع العام.

ويؤكد محمود راشد، جامع للجلود، أن عيد الأضحى موسم وهناك بعض الشباب ينتظرون العيد للعمل فى جمع الجلود من المتبرعين أو الجزارين بأنواعها المختلفة ثم بيعها إلى المدابغ أو كبار التجار، وتختلف أسعار الجلود باختلاف نوعها فالجملى والجاموسى هما الأغلى يليهما البقرى ثم جلود الضأن.

ويوضح أحمد عبدالهادى جامع جلود كيف يستعد لموسم عيد الأضحى موضحًا أنه يجهز الملح وينظف سطح منزله، ثم تبدأ جولته بالشوارع للبحث عن الجزارين والاتفاق معهم على أخذ جلود الأضاحى سواء الضأن أو البقرى أو الجاموسي، وفى بعض الأحيان الجملى، ويقوم بنشرها على سقف سطح منزله حتى تجف ووضع الملح عليها.

 

سوهاج

260 جنيهًا للقطعة الجاموسى و 180 للبقرى

 

سوهاج - هشام الضباعى 

 

تعد مهنة تجارة الجلود من المهن القديمة التى تتوارثها الأجيال عامًا بعد عام، وبالرغم من أن هذه المهنة أصبحت على غير عهدها، إلا أن هناك من يصر على التمسك بها  لأنها مهنتهم الوحيدة التى لا يمكن  الاستغناء عنها، فهى صناعة توارثوها عن أجدادهم. 

يقول مصطفى البطش أحد متعهدى الجلود بمجزر سوهاج:  إن الجلود تدخل فى صناعات متعددة مثل « الأحذية، الشنط، جواكت الجلد» ورغم ذلك أصبحت تجارتها على غير السابق بالنسبة لهم ،لافتا إلى أنهم توارثوا هذه التجارة عن أجدادهم منذ ما يتخطى الـ 100 عام وهم يعملون بها.

وأكد البطش، أن  سعر قطعة  الجلد البقرى كان يتجاوز ٦٠٠ جنيه، والجاموس ٥٠٠ جنيه، أما الآن لا يتخطى سعر الجلد البقرى 180 حنيهًا، والجاموس يصل الى 260 جنيهًا، أما بالنسبة لسعر الضانى يتراوح من 15 لـ 20 جنيهًا وسعر قطعة جلد الماعز يبلغ نحو  50 جنيهًا. 

مشيرًا، إلى أن ذلك يرجع لأسباب غلق التصدير وتعقبه بعد ذلك انتشار مرض فيروس كورونا، وبالرغم من ذلك لا نستطيع التخلى عن هذه التجارة والعمل بغيرها.

وعن عملية جمع الجلود وتخزينها، أوضح أنها تكون عقب عملية ذبح المواشى داخل السلخانات يتم  شراؤه من أصحاب الماشية يوميا، ثم يتم جمعه داخل السلخانة وفردها، وبعد ذلك يتم التوجه إلى المخزن  للبدء فى عملية «التمليح» بطريقة معينة، موضحا إلى أن بهذه الطريقة يتم الاحتفاظ بالجلد لمدة ٣ شهور، إلى أن يتم جمع كمية معينة من الجلود ما يرقب من ٦٠٠ جلد كل ١٥ يومًا  ثم بعد ذلك يتم حملهم على السيارات والتوجه بهم إلى المدابغ بالقاهرة.

 

القليوبية

 جلود الخراف من صناعة الأحذية لمفروشات أرضية وديكور

 

القليوبية - حنان عليوه

 

شهدت محافظة القليوبية خلال العامين الماضيين اختفاء بيع وتجارة جلود الأضاحى على مستوى المحافظة، وذلك بسبب انخفاض أسعاره والتى لا تغطى تكلفة نقله من المضحى للمصانع.

رصدت «روزاليوسف» تجارة وبيع جلود الاضاحى وأسعار الذبح على مستوى القليوبية، حيث كشف محمود دعبس أحد الجزارين بطوخ، أنه لم يعد يقوم بأخذ جلود الأضاحى منذ عامين، وذلك بسبب عدم الاستفادة منها ماديا، حيث يبلع سعره حوالى 50 جنيهًا للأضحية والتى لا تغطى تكلفة نقله من المنزل إلى مكان تجميع الجلود.

وقال مفرح السيد، جزار، إن المضحين أصبحوا يقومون بعملية تمليح جلود الأضاحى خاصة الخراف ويقومون بوضعها فى الشمس حتى تتعرض لدرجة حرارة عالية للتأكد من  تماسك الجلد ويستخدم كديكور فى الشقق أو مفروشات أرضية خاصة فى الأرياف. 

وأكد عبدالله محمد أنه كان من قبل يحصل الجزار على الجلود مقابل عمله فى الذبح، ولكن بعد أن أصبح لا قيمة له خاصة الأبقار والمواشى فأصبح الجزار يحصل على أجرته مقابل الذبح.

 

قنا

فراء الخراف ديكور منزلى ولمسة فنية

 

قنا - بسنت عادل

 

مظاهر عصرية تزين المنازل فى الصعيد وتحديدًا فى محافظة قنا، بعد انتهاء ذبح الأضاحى فى عيد الأضحى المبارك، مستفيدين من جميع مستخرجات الأضحية.

قالت آيات فرغل، فنانة تشكيلية، من محافظة قنا: إن استخدام الفراء والجلود المستخرجة من الأضحية لم يكن وليد العصر، ولكنه لمسة فنية منذ قديم الأزل ليعبر عن فرحة العيد، فعندما تدخل منزل صاحب الأضحية تجد الفراء عبارة عن سجادة صغيرة يتم وضعها أمام باب المنزل.

وأشارت، إلى أنه استحدثت فقط الأشكال التى تزين بها وتستخدم فيها الفراء، مثل تقطيعها بأدوات حديثة ليخرج منها أشكالًا مختلفة تناسب العصر الحالي.

وتابعت، أنها تستخدم الجلود بعد أن تقوم هى بصبغتها حسب اللون المطلوب لعمل شنطة أو مشغولات يدوية، ولوحات فنية، وغيرها من الأشكال حسب الطلب، مؤكدة أن شكل وريحة الجلود الطبيعة مختلفة وبتجذب الجميع بالأشكال الفنية التى تخرج منها، مشيرة إلى أن أسعارها أغلى بكثير، حيث إن المشغولات تصنع من الجلد ولكن على الطراز الفرعونى فتخرج أشكالًا يقبل عليها الجميع.