الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

كيف ستتحدث مصر بصوت إفريقيا فى قمة المناخ بشرم الشيخ

إفريقيا فى أجندة مؤتمر COP27

تكثف الدولة المصرية من جهودها الدبلوماسية، للحشد الدولى للمشاركة فى الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ، والتى ستعقد فى نوفمبر المقبل بمدينة شرم الشيخ، حيث تستضيف مصر مؤتمرCOP27 بالنيابة عن القارة الإفريقية، حيث تتحدث مصر بصوت القارة لإعلاء تطلعاتها فى مواجهة التأثيرات المناخية.



وفى هذا الإطار تحرص مؤسسات الدولة المصرية، فى سبيل التحضير لقمة المناخ الدولية بشرم الشيخ، على الترويج لهذا المؤتمر بكل فعالية أو حدث دولى تشارك فيه مصر، وخصوصا وزارة الخارجية، حيث تكثف البعثات الدبلوماسية المصرية فى الخارج للحشد الدولى للمشاركة فى قمة المناخ بالتنسيق مع مختلف الأطراف الدولية، وخصوصا الدول المتقدمة والغربية.

وتتنوع الاستعدادات المصرية لقمة المناخ، ما بين خارجية تستهدف الحشد الدولى للمشاركة، وما بين داخلية بتقديم نماذج مصرية للتعامل مع التغيرات المناخية مثل مدينة شرم الشيخ التى ستقدم كنموذج للمدن التى تعمل بالطاقة الخضراء، والتحضير لبرنامج عمل القمة، فضلا عن الحشد الإفريقى للمشاركة فى القمة والتحدث باسم تطلعات وتحديات القارة فى هذا الملف.

وفى هذا الإطار بدأت الدولة المصرية فى توجيه الدعوات لرؤساء وقادة العالم للمشاركة فى القمة، ومن بينهم قادة ورؤساء الدول الإفريقية، حيث تم توجيه دعوات المشاركة لعدد من الرؤساء الأفارقة مثل الرئيس الجزائرى عبد المجيد تبون، ورئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت.

 

التنسيق مع الاتحاد الإفريقى

 

منذ اسناد استضافة قمة المناخ السابعة والعشرين لمصر هذا العام، نيابة عن القارة الإفريقية، تعددت الفعاليات التى عقدت تحت مظلة الاتحاد الإفريقى للحديث عن شواغل القارة الأفريقية فيما يتعلق بالتغيرات المناخية، وكان أخر تلك الفعاليات، زيارة وفد من الرئاسة المصرية لمؤتمر COP27، برئاسة السفير محمد نصر مدير ادارة المناخ والبيئة بوزارة الخارجية، إلى الاتحاد الإفريقى مؤخرا.

التقى الوفد مع نائبة رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقى الدكتورة مونيك سانزابجانوا، لإحاطتها بالتحضيرات الجارية لـ COP27 وأولويات الرئاسة المصرية للمؤتمر، حيث أكد الوفد المصرى حرص مصر على التفاعل مع الاتحاد الإفريقى فى ظل الأهمية الكبرى التى تمثلها قضية المناخ للقارة ككل، وعَرَضَ لأولويات الرئاسة المصرية فى الدفع بمسارات المفاوضات المختلفة ولاسيما فى قضايا تمويل المناخ والتكيُف مع تغير المناخ ومعالجة الخسائر والأضرار.  كما تناول الوفد اهتمام الرئاسة المصرية للمؤتمر، بتطوير عدد من المبادرات لتحسين نفاذ القارة لتمويل المناخ، فضلًا عن دعم جهود التكيُف فى قطاعى الزراعة والمياه، والدفع بتحقيق التحول العادل نحو الطاقة المستدامة، حيث أكد الوفد المصرى أهمية تناغم الرسائل الصادرة عن المؤسسات الإفريقية بخصوص أولويات القارة فى هذا الشأن، ومحاولة تعظيم الاستفادة من استضافة القارة للمؤتمر.

 

الانتقال العادل للطاقة النظيفة

 

وفى نفس الإطار، نظمت سفارة جمهورية مصر العربية لدى إثيوبيا بعثتها الدائمة لدى الاتحاد الإفريقى جلسة نقاشية حول موضوع الانتقال العادل فى القارة الإفريقية نحو مصادر الطاقة النظيفة، وذلك بمشاركة وفد من فريق الرئاسة المصرية للدورة ٢٧ لمؤتمر تغير المناخ COP27، حيث أشار سفير مصر بإثيوبيا السفير محمد جاد، ومندوبها الدائم لدى الاتحاد الإفريقى إلى اهتمام مصر بقضية الانتقال العادل فى كافة القطاعات الاقتصادية والاجتماعية فى الدول النامية والإفريقية، والتى تسعى بالأساس إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة والقضاء على الفقر والنفاذ إلى الطاقة.

وتحدث السفير محمد نصر، عن التحديات الدولية المتزايدة والتى أدت عالميًا إلى أزمة فى الغذاء والطاقة، بسبب التغيرات المناخية، وتداعيات ذلك المضاعفة على القارة الإفريقية، وهو الأمر الذى يفرض ضرورة التعامل مع عملية الانتقال العادل من منظور تدريجى وشامل يراعى الظروف الاقتصادية والاجتماعية للدول.

كما أشار إلى حرص الرئاسة المصرية على تطوير مبادرات من شأنها تعزيز نفاذ القارة الإفريقية إلى التمويل المُيسر والمناسب لاحتياجاتها لتنفيذ أجندة الانتقال العادل، مؤكدًا أن العدالة تقتضى مُساعدة إفريقيا فى تحمل التكلفة الضخمة للتكيُف مع الآثار السلبية لتغير المُناخ، على الرغم من أن إجمالى انبعاثات دول القارة لا يتجاوز 4% من إجمالى الانبعاثات العالمية.

وأكد المشاركون فى مؤتمر الإتحاد الإفريقى على دعم الرئاسة المصرية لقمة المناخ، وخاصةً فيما يتعلق بتنفيذ التعهدات الدولية ودعم أجندة التكيُف مع تغير المناخ والنفاذ إلى التمويل المناسب للظروف الخاصة للقارة الإفريقية، فضلًا عن استحداث آليات مبتكرة لدعم جهود التكيُف فى المجتمعات المحلية.

 

الحشد الإفريقى

 

وفى إطار الحشد المصرى بإفريقيا لقمة المناخ، استضاف السفير محمد الشريف، سفير مصر فى مالاوى، هذا الأسبوع، اجتماع مجموعة السفراء الأفارقة فى مالاوى بحضور ممثلين عن كل من المكتب الإقليمى للجنوب الإفريقى بالاتحاد الإفريقى والكوميسا وبنك التنمية الإفريقى، لاستعراض جهود مصر لانعقاد قمة المناخ.

وقال السفير المصرى إن عقد المؤتمر فى مصر سيجعله مؤتمرًا إفريقيًا بامتياز يتمحور حول الشواغل الإفريقية، ويؤكد التزامات الدول المانحة نحو دول القارة، لا سيما فيما يتعلق بدعمها فى مكافحة الآثار المترتبة على التغير المناخى والكوارث البيئية وتعزيز العمل الجماعى من أجل تطبيق آليات فعالة وحلول مستدامة تضمن لدول القارة تنفيذ أجندتها التنموية وتجنب المزيد من الآثار السلبية على اقتصاداتها وشعوبها.

ومن جانبهم، أعرب السفراء الأفارقة عن امتنانهم وتقديرهم لجهود مصر فى الحفاظ على مصالح القارة والحرص المتبادل على تحقيق أقصى استفادة من المؤتمر، وضمان أن تأتى مخرجاته بالتماشى مع أهداف الاتحاد الإفريقى والأمم المتحدة التنموية.

 

التوعية بمخاطر التغيرات المناخية لطلاب موريشيوس

 

فى إطار التوعية بمخاطر التغيرات المناخية، أقامت السفيرة د.علياء سمير برهان، سفيرة مصر فى بورت لويس، ندوة للشباب الموريشى فى إطار التحضيرات لعقد مؤتمر تغير المناخ COP 27، بحضور وزير البيئة ولفيف من الأكاديميين الموريشيين العاملين فى قضايا تغير المناخ، وعدد من طلاب مرحلة التعليم الثانوى من مختلف المدارس. 

واستعرضت السفيرة المصرية أهم عناصر موقف مصر فيما يتعلق بتغير المناخ، مبرزة اللقاءات المختلفة التى قام بها الوفد المصرى برئاسة وزير الخارجية، مشددة، على أن أزمة تغير المناخ هى أزمة حقيقية تهدد السلم والأمن الدوليين فى ظل تسببها فى تنامى أعداد اللاجئين الفارين من الكوارث البيئية المنتشرة فى عدة دول فى العالم. 

كما أشار الأكاديميون المشاركون فى الندوة، إلى حتمية التغلب على الفجوة بين الدول المتقدمة والدول النامية فى التأثير على المناخ، حيث إن الدول المتقدمة هى المسئولة فى المقام الأول عن ارتفاع انبعاثات ثانى أكسيد الكربون ويتعين عليها تحمل التزاماتها بتمويل جهود الدول النامية فى التصدى لتغير المناخ وبناء قدراتها، معربين عن أهمية رفع صوت إفريقيا فى قمة COP 27 لأن إفريقيا تٌعد من أكثر القارات تضررًا جراء تبعات ظاهرة تغير المناخ.

 

رئيس مركز معلومات تغير المناخ: مصر نموذج للقارة الإفريقية فى التعامل مع ظاهرة تغير المناخ

 

وحول الدور المصرى فى التعبير عن شواغل القارة الإفريقية، قال د.محمد على فهيم، رئيس مركز معلومات تغير المناخ بوزارة الزراعة ومستشار وزير الزراعة للتغيرات المناخية، إن مصر على المستوى الإجرائى تمثل قارة إفريقيا فى قمة المناخ، ذلك أن الأمم المتحدة اختارت ملف مصر من بين ملفات دول إفريقية أخرى، لاستضافة القمة السابعة والعشرين نيابة عن القارة الإفريقية، وبالتالى تدافع مصر عن مصالح القارة فى هذا المؤتمر، وبحكم حضورها القوى مؤخرا على الساحة الإفريقية تحرص على الترويج لقمة المناخ فى كل حدث أو فعالية بالقارة.

وقال فى تصريحات خاصة لـ”روزاليوسف”، أن مؤتمر قمة التغيرات المناخية، هو أحد مخرجات اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية للتغيرات المناخية، والتى وقعت عليها حوالى 187 دولة، وهذه الاتفاقية معنية بالحد من ظاهرة التغير المناخى سواء بتقليل الاحتباس الحرارى أو من ناحية الأقلمة والتكيف للدول المتأثرة من التغيرات المناخية.

وحول القطاعات الأكثر تضررا فى إفريقيا من التغيرات المناخية، قال قطاع الزراعة والمحاصيل الزراعية، وزيادة نسب التصحر فى الأراضى الزراعية، وانتشار الجفاف والمجاعة كما حدث فى مدغشقر بسبب قلة المياه، فضلا عن ظهور موجات من الحشرات مثل الجراد، وظهور بعض الأمراض فى الثروة الحيوانية، وكلها تحديات تواجهها القارة الإفريقية وهى ليست لديها بنية تحتية قوية. وأوضح أنه يجب أن تكون هناك اجراءات على مستوى القارة للتكيف مع التغيرات المناخية والتقليل من آثارها، مشيرًا إلى أن الدولة المصرية غيّرت كثيرًا من البنية التحتية لديها وقامت بتطويرها للتعامل مع ظاهرة التغيرات المناخية، مثل تطوير الطرق وانشاء الكبارى وغيرها، وتعد نموذجًا على المستوى القارة فى هذا الأمر.

وأوضح الدكتور محمد على فهيم، أن قمة شرم الشيخ، ستكون قمة التكيف أو الأقلمة بامتياز، ورسالة مصر فى هذا الأمر هى الاهتمام باجراءات التكيف والاقلمة ليس فى مصر، ولكن فى إفريقيا باعتبار أن إفريقيا الاقل سببًا فى التغيرات المناخى واكثر المتضررين منها، خصوصا على توافر المياه وزيادة مساحات التصحر، وبالتالى تحتاج الدول الإفريقية لدعم قوى من الدول المتقدمة.

وقال: إن مصر تسعى لتحويل التزامات الدول المتقدمة تجاه الدول النامية ومنها إفريقيا، إلى التزامات على أرض الواقع، بدعم مالى أو فنى أو دعم تكنولوجى للتكيف مع التغيرات المناخية.