السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

قطار ديارنا يجوب مختلف محافظات الجمهورية

«مصر بتتكلم حرفى»

يستمر معرض «ديارنا» لتسويق المنتجات اليدوية والتراثية، والذى يقام تحت شعار «مصر بتتكلم حرفى» بمارينا ٥  بالساحل الشمالى على مدار شهور الصيف حتى 20 سبتمبر المقبل، وتقسم  فترة العرض على 7 فترات متتالية، كل فترة 10 أيام يتم خلالها تغيير بعض العارضين والتنوع فى المنتجات.



وقالت وزيرة التضامن الاجتماعى نيفين القباج: إن المعرض يقام على مساحة 1200م، ويستمر يوميا حتى الثالثة صباحًا، ويشارك فيه ١٠٠٠ عارض بمنتجات متنوعة بمشاركة عدد من المحافظات منها محافظات أسوان والإسكندرية والقاهرة وسوهاج والفيوم وسيناء وقنا وعدد من المؤسسات والجمعيات الأهلية.

وأكدت الوزيرة أن الوزارة تحرص على أن يجوب قطار معرض «ديارنا» مختلف محافظات الجمهورية، وحالياً يجرى تنظيم المعرض بمنطقة مارينا ٥ بالساحل الشمالى ويستمر حتى ٢٠ سبتمبر المقبل لتلبية احتياجات المصطافين، مشيرة  إلى أن الوزارة تحرص كذلك على إقامة المعرض بشكل دورى بالتعاون مع  الوزارات المعنية والسادة المحافظين على مستوى محافظات الجمهورية.

وأضافت القباج أن المعرض يحمل عددًا من الرسائل  أهمها الترويج للمنتج المصرى ودعم صغار المنتجين، ودمج ذوى الإعاقة فى سوق العمل، ودعوة الشباب على التعرف على تراث بلدنا وتشجيع المنتجات صديقة البيئة والشمول المالى للعاملين بالاقتصاد غير الرسمى.

وأوضحت وزيرة التضامن الاجتماعى أن الوزارة تحرص على توفير منافذ تسويقية متعددة لمنتجات صغار المنتجينمشيرة الى  اعتزام الوزارة إقامة معرض ديارنا بعدد من الدول العربية، موضحة أن الهدف الأساسى لـ»ديارنا» التسويق والترويج للمنتجات المصرية الحرفية والتراثية الصديقة للبيئة، مشيرة إلى أن المعرض يقدم كل سبل الدعم لسيدات تكافل وكرامة وأسرهن العاملين فى المنتجات الحرفية والتراثية، موضحة أن هناك توجيهات من قبل السيد  رئيس الجمهورية بدعم المنتجات الحرفية واليدوية، وتحفيز المشروعات متناهية الصغر، وتعزيز فرص التسويق لصغار المنتجين.

 

سبرتاية وكنكة قهوة وفناجين من الزجاج الملون

 

خلال افتتاحها لمعرض ديارنا للحرف اليدوية التراثية، توقفت وزيرة التضامن الاجتماعي، نيفين القباج، عند جناح «كايرو آرت جلاس»، ودار بينها وبين فنان صناعة الزجاج الملون سيد إبراهيم حوارا طويلا عن دخل العامل فى هذه المهنة ومدى اقبال زوار ديارنا على اقتنائها.

منتجات كايرو آرت جلاس، من أطقم الشاى والقهوة والسبرتاية وكرات الكريسماس المعلقة والفواحات، كلها صناعة يدوية من الزجاج الملون، الذى يشتريه سيد إبراهيم من تشيكو سلوفاكيا على شكل مواسير زجاجية، ويعيد تصنيعها فى مصر بتقطيعها بأحجام تناسب التصميم الذى يريده، وينفخ فيها الفنان الصانع ليصنع منها أشكالا مميزة، مثل السبرتاية التى على شكل حصان، وتملأ السبرتو، ويستخدم فى تلوينها الألوان الألمانية وماء الذهب.

«أشترى الألوان اللآستر الألمانية بالجرام، وتحرق عند 800 درجة مئوية، حتى يظل اللون ثابتا ولا يتأثر بالغسيل أو بأى احتكاك، أما الذهب فعيار 12 ويأتى من ألمانيا أو تركيا، فى شكل مادة خام بنية اللون، ونقوم بتزويده بالتنر ويحرق عند درجة 800 مئوية، لازالة الشوائب من اللون، ليبقى الذهب صافيا».

يعطى سيد ضمانا على منتجاته ضد الكسر وتغير الألوان، تشجيعا للمشترين،»إذا كسرت أى قطعة فى الطقم نبدلها له، ونعطيه غيرها سليما، ويدفع ثمن تصليحه فقط، عدا الكوبايات العادية، وكل المنتجات توضع على النار والميكروويف، عدا المطلية بماء الذهب فتوضع على النار، لكن لا تدخل الميكرويف، لأن الذهب معدن نفيس لايدخل الميكرويف، أما الفواحات، فيوضع فى الجزء الأسفل منها شمعة، وفى العلوى العطر، وعندما تضاء الشمعة يسخن العطر وتفوح رائحته».

عم سيد الحاصل على دبلوم التجارة، يربط فى تسويقه لمنتجاته بين المنتج وطابع زبائن كل منطقة» زبائن شرم الشيخ أغلبهم من الشباب.

 

أوانى خشب ونحاس مزينة بأشعار الصوفية

 

وهناك منتجات أنيقة ومتلألئة من الخشب والنحاس، عرضتها الفنانة وفاء عجمى خريجة قسم اللغة الفرنسية بكلية الآداب، وزوجها حسام عبدالظاهر، خريج إدارة الأعمال،  تحمل كلها خطوطا عربية بأشعار المتصوفة المشهورين، كما تحمل توقيع «نون آرت».

بدأت فكرة الزوجين بتطوير شكل المنتجات التى يستخدمها الناس فى حياتهم اليومية، بلمسة من التراث العربى والإسلامى، وبتصميم معاصر أنيق، من خلال الحفر اليدوى البارز على الخشب، وتفريغ النحاس يدويا بكتابة من تصميم وفاء.. فى جناح نون آرت بمعرض ديارنا بمارينا 5 بالساحل الشمالي، طاولات أنتريه وطرابيزات أو ركن القهوة، والكونسول، والوحدة التى توضع عليها شاشة التليفزيون، مزخرفة بطريقة الحفر اليدوى على الخشب الطبيعي، بكتابات لأشعار ابن عربى وابن الفارض وابن الرومى والتلمسانى، وأبيات شعر من نهج البوردة لأمير الشعراء أحمد شوقى، مثل «ريم على القاع بين البان والعلم.. أحل سفك دمى فى الأشهر الحرم»، وللسهروردى، «أَحنّ لِذكراهُ إِذا ما ذَكَرتُهُ.. وَتَنهل عَبراتٌ تَفيض غُروبها».

بعض الطاولات التى صممها ونفذها حسام عبدالظاهر وضعت فى متحف للفن الإسلامى باحدى الدول العربية، ويستغرق تنفيذ الواحدة من شهر إلى شهرين، «منتجاتنا دفعت الكثيرين لإعادة قراءة شعر المتصوفة، التى نظموها فى الحب الالهى، ويمكن أن تستخدم للتعبير عن كل أنواع الحب، مثل بيت الشعر من بوردة أحمد شوقى: «يا لائِمى فى هَواهُ وَالهَوى قَدَرٌ.. لَو شَفَّكَ الوَجدُ لَم تَعذِل وَلَم تَلُمِ».

يحرص حسام على استخدام أجود أنواع الخشب الطبيعى، «كنا نستخدم الخشب الجوز ترك لسنوات طويلة لصناعة قطع الأثاث المنزلى المزخرفة بالخط الطومار، وكذلك الخشب الشيرى –خشب الكريز، لكن بعد ارتفاع السعر إلى 7300 جنيه، أى يصل سعر المتر إلى  60 ألف جنيه، اضطررنا لأن نستخدم الخشب الأرو بلونه الأصلى، أو بلون الخشب الجوز الترك، ويعطينا نتيجة قريبة من الأولى».

بطريقة التفريغ يكتب صنايعية نون آرت على النحاس المطلى بالنيكل أو الذهب، الذى يظهر على الأطباق والأكواب والمزهريات وقناديل الشمع والطفايات وغيرها، فيما يشبه فن الشفتشى، فهدف الزوجين حسام ووفاء هو إحياء الزخرفة بالخط العربى على الخشب والنحاس، واختارا خط الطومار، وهو نوع كبير من خط النسخ العربى.

 

هبة: المكرمية أعادتنى للحياة بعد أن فقدت يدى

 

لم تكن تتخيل هبة ياسر صاحبة الـ 24 عاما، أنها يمكن أن تعود للحياة مرة أخرى، بعد أن بقيت عامين محتجبة فى بيتها، لا تقوى على مواجهة الناس بحالتها النفسية السيئة، لكن خيوط المكرمية هى التى أعادتها للحياة.

هبة خريجة كلية التجارة كانت تعمل فى غزل الكروشيه، هوايتها وحبها الأول وتشارك بمنتجاتها فى ورشة»كروشيه عزة»، وحدث أن جاءتها فرصة عمل فى إحدى الشركات التى تصنع البرجر، ودون أن تشعر سحبت الماكينة يدها اليمنى وفرمتها، ولولا أن أحد العمال شد فيشة الماكينة، لكانت قد فقدت زراعها كله، لكن بعد عدة عمليات، بترت يدها اليمنى حتى ما قبل المفصل.

«الفضل يعود للأستاذة عزة صاحبة كروشيه عزة، التى أقنعتنى بالعودة للعمل، وعرضت على أن أعمل بخيوط المكرمية، لأن الكروشيه يحتاج اليدين، وبالفعل علمتنى كيف أمسك الخيوط وكيف أشد عقدة المكرمية والبرمة وعقدة المثلث، أستخدم أسنانى أحيانا، وفى أحيان أخرى أستخدم يدى اليمنى وألف حولها الخيط وأشد بيدى اليسرى بكل ما أوتيت من قوة».

 

شنط ومعلقات من حلفا الوادى الجديد

 

من الوادى الجديد جاء فتحى نعيم فتحى، مدير تسويق براند«بدار» لصاحبته الفنانة عبير الجداوى، بمنتجات مميزة من ألياف نبات الحلفا الذى تشتهر به محافظة الوادى الجديد، من الشنط والدواسات والسجاجيد واستاند أو عمود لرص فوط الحمام، بالإضافة إلى منتجات الخوص من الشنط المطرزة، والشنط القماش القطنية والخداديات من الكتان وقماش الدك والمطرزة برسوم الخرزة الزرقاء والمراكب والقواقع والأسماك وغيرها، مما يناسب أجواء الصيف والبحر والشاليهات.

لدى براند «بدار» ورشة فى القاهرة فى منطقة دهشور، ويعمل فى هذه المنتجات نحو 300 سيدة، نصفهن فى الوادى الجديد، والنصف الآخر فى القاهرة.

«شنط وصناديق ألياف الحلفا أكثر متانة وتتحمل جميع الأجواء والماء وغيره لأنها مضفرة من نبات طبيعى، الألياف تدخل الألياف فى مراحل معالجة كثيرة قبل أن تضفر لتصنع منها الشنط والقفف والعياشات، وغيرها، وتضاف للشنط أحزمة من الجلد الطبيعي، وكيس قماش من الداخل، وتتراوح أسعارها من 450، و650، 700 جنيه، أما الصناديق الكبيرة التى تستخدم للرحلات، فتسع للأطعمة وللماء.

 

كروشيه عزة أحدث موضة بالعين الزرقاء

 

جناح «عزة على حسن» أو كروشيه عزة، ملاصق لجناح هبة، وبه كل ما يخص ديكور المنزل من الكروشيه والمكرمية، من مفارش سفرة ومفارش سرير وبوفات وأغطية علب المناديل والخداديات والمراجيح، والكثير منها ظهر فى مسلسل أبو العروسة، وبعدها فى مسلسل «وسط البلد» الذى عرض فى رمضان الماضى، وقصد محلها فى الفسطاط العاملون بالمسلسل واشتروا منها كل ديكورات المسلسل من إكسسوارات المنزل، بعد أن تعرفوا عليها من معارض ديارنا، وزارتها الفنانة صفاء الطوخى لتشترى منها مفرش سفرة.

تتذكر عزة المرة الأولى التى شاركت فيها فى معارض ديارنا بوزارة التضامن الاجتماعى، كانت قبل 22 سنة، وكانت تعرض منتجات يدها هى فقط، والآن أصبح يعمل معها نحو 150 سيدة، منهن أسر كاملة، الأم وبناتها، ومنهن 5 من ذوى الهمم، هبة ياسر، و4 فتيات من الصم، «تتميز منتجاتهن بالدقة والاتقان وضميرهن مستيقظ».

ترى عزة أن ما يميز منتجات «كروشيه عزة» هو أنها لا نقلد أحدا، فرسمة العين المنتشرة هذا العام باعتبارها الموضة أو الترند، صنعت منها حقيبة نصف دائرية على شكل العين بالكروشيه، والفوط والمفارش ثبتنا على حروفها لعب أو عرائس صغيرة من الكروشيه أو الأميجرومى.