الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

واحة الإبداع

قيثارةُ الحبِ

الأعمال للفنان سيد سعد الدين



يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع.. يشق مجراه بالكلمات عبر السنين.. تنتقل فنونه عبر الأجيال والأنجال.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره فى الآخر.. ناشرا السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات  من هذا السحر.. من الشعر.. سيد فنون القول.. ومن القصص القصيرة.. بعوالمها وطلاسمها.. تجرى الكلمات على ألسنة شابة موهوبة.. تتلمس طريقها بين الحارات والأزقة.. تطرق أبواب العشاق والمريدين.  إن كنت تمتلك موهبة الكتابة والإبداع.. شارك مع فريق  «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة  بإرسال  مشاركتك  من قصائد أو قصص قصيرة أو خواطر «على ألا تتعدى 550 كلمة» مرفقا بها صورة شخصية على الإيميل التالى:

[email protected]

 

قيثارةُ الحبِ

 

قصيدة

 

شعر - مروة المرنح

 

وقفَ يتطلعُ إلى الشارعِ من شرفةِ منزلهم العتيق

مسافرٌ فى رحلةٍ قصيرةٍ لذكرياتِه البعيدة

ترى صفحةَ وجههِ وكأنَّها صارت بيضاءَ كالثلجِ

هامت عيناه فى ماضٍ ليس ببعيدٍ ولا بقريب

يدورُ فى داخلهِ حديثٌ طويل

بينه وبين من كانت برَ الأمانِ،

من كانت ذات يومٍ بسمةً صغيرةً ترتسِمُ على شفتيه

كانت تشعُ منها بهجةُ الحياةِ وسعادةُ الروحِ

كانت كالماءِ للظمآن

وكقطرةِ ندى سقطت فوق وريقةِ الزهرِ

ففاضت الروحُ بالحبِ والعطاء

يتساءلُ حائرًا

أين هى وأين أنا؟!

أين صار مطافَها وكيف أتبعُ مسارَ عنبرَ ريحها

يرى طيفًا بعيدًا على مرمى البصر

يعزفُ ألحانَ الحنين

يشكو إليه حزنَه وألمَ الفراق

تحملُ إليه صوتَ ألحان قيثارتها

وكأنها سمعته فلبت نداءَ القلب؛

 قد صار منسيًا ينعى فراق أحبابه

تقفُ على أعتابه

لعله يفتحُ لها أبوابَ قلبِه المكلومِ

لمس طيفُها صفحةَ وجههِ المهمومِ

فمالَ على كفها حنينًا لمرآها

تهربُ دمعةٌ من مجرى العيونِ

فحملتها برفقٍ بين حناياها

لعلها تُحيى روحًا أضناها شوق الحبيب

أيا روحٌ قد أضنانا الشوقُ إليها

ألا ترفقى بقلبٍ كسير 

وتَحنو على روحٍ قد صارت كورقةٍ بالية

تهفو حنينًا لهمساتٍ دافئة

ولقطرةِ ندى تُحيى بها من صار ميتًا فى عدادِ المنسيين

هربت أنفاسى شوقًا لعناقِ أنفاسك

وصار قلبى كبيتٍ عتيقٍ مهجورٌ سُكْناه فى انتظارِ سُكْناكِ

يُرسل إليكِ نداء الوحيدِ فى طريقِ الهوى

قد هوى من على شفا جرفٍ هارٍ لا نهاية له

يَقِينى طيفُ حنينك الزائرِ من بعيد

كقطعةِ مطاطٍ تتمددُ فأتفادى قسوةَ هاويتي

أين أنتِ وأين أنا؟

لا زلت أتبعُ صوتَ ألحانك الحانية،

 لعلى أجدُ السبيلَ إلى وصالِكِ على بساطِ الريحِ،

ولعل قيثارةَ الحبِ تلبى نداءَ الشوقِ والحنين