الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

المعجزة اليـابـانية فى التقدم.. بعيـون مصـرية

ما زالت اليابان تبهرنا بكل ما هو جديد رغم أن هذه الدولة خرجت حطاما جراء مشاركتها فى الحرب العالمية الثانية بعد أن تعرضت للضرب بالقنابل الذرية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وتدمير مدينتى هيروشيما ونجازاكى عام 1945.



وفى هذا الكتاب الذى جاء تحت عنوان «اليابان جذور ومقاربات» يطوف بنا الدكتور رضا عبد الرحيم المتخصص فى علم الآثار-الذى زار اليابان مرتين- بالعديد من المشاهد والمواقف التى ترصد المعجزة اليابانية فى التقدم ومحاولة الاستفادة منها. حيث يرى الكاتب أن اليابان شعب يتمتع بأعلى درجات التقارب الفكرى الذى ينبع من جوهر حضارى مشترك، يضيفون إليه كل ما يجدونه مناسبا من حضارات غيرهم ويلقنونه لأجيالهم عن طريق التعليم الوطنى ووسائل الإعلام القومية المؤثرة، ويؤدى هذا الانسجام الفكرى إلى تعميق شعورهم بذاتيتهم وكيانهم القومي.

ويعد كتاب «الكوجيكى» الدرع الروحى فى وجه الافكار الغربية التى حسب حساب إمكانية دخولها مع التكنولوجيات المستوردة فى وجود ترابط بين التاريخى والسياسى والدينى والوطنى والعام والخاص فى إطار السلطة الإمبراطورية . وهو يتجاوز مرحلة التقديس إلى كونه دما وروحا يسرى فى العروق اليابانية ولا يخلو منه أى بيت.

واذا كان المصريون القدماء قد احتفوا بزهرة اللوتس فى الرسومات الجدارية واللوحات الجنائزية حيث تمثل دورة الميلاد ثم الموت والبعث وهى نفس المعانى المتضمنة فى زهرة الكرز «الساكورا» والتى يغلب عليها الألوان البيضاء والوردية والمهجنة وهى رمز يستلهم منه اليابانبون العبرة من قصر الحياة لأن هذه الزهرة تتفتح أيام قليلة ثم تتساقط. فالساكورا تمثل الجمال المتألق والموت السريع.

وفى جولة الكاتب بمصانع السيارات فى اليابان فوجد هناك شركات متخصصة فى صناعة المواتير ،وأخرى متخصصة فى صناعة جسم السيارة من هياكل وكراس وعجلات، وأخرى متخصصة فى صناعة الشاسيهات.. الخ. ويسجل الكاتب تفاصيل البعثة التى أرسلتها اليابان إلى مصر عام 1862 للوقوف على أسباب النهضة المصرية حيث فوجيء أعضاء البعثة بالدهشة عندما وجدوا فى مصر قطار سكة حديد فى الوقت التى لم تعرف اليابان القطارات وقد عبر المفكر اليابانى « يوكيتشي» عن إعجابه الشديد بالسرعة التى يسير بها قطار السويس/ القاهرة.

كما عبر عن إعجابه بالحمامات العامة فى القاهرة مشيرا إلى أنها أنظف وأغلى من الحمامات العامة فى اليابان.وهذا مؤشر على الرخاء الاقتصادى الذى كانت تعيشه مصر فى تلك الفترة.

وقد حصل أسطورة الجودو المصرى محمد رشوان على وسام الشمس المشرقة وهو أعلى الأوسمة الوطنية اليابانية نظرا لأخلاقه الرائعة التى تجلت فى مشاركته فى دورة الألعاب الأولمبية فى لوس أنجلوس عام 1984 .

ومن المفكرين الذى كان لهم اهتمام بالثقافة العربية المفكر والناقد اليابانى نوبواكى نوتوهارا الذى أمضى أربعين عاما فى البحث فى الثقافة العربية كما ترجم لأبرز أعلامها: يوسف إدريس وغسان كنفانى وعبد الرحمن الشرقاوى وصنع الله إبراهيم ونجيب محفوظ والمغربى محمد شكري ويرى نوتوهارا أن الدكتور جمال حمدان قدم له فهما نظريا عميقا للمجتمع المصري.كما أن الكاتب الكبير يوسف إدريس قدم الواقع الملموس طازجا فى قصص دافئة ممتعة.

كما تطرق المؤلف إللى الصراع على جزر الكوريل بين اليابان وروسيا.