الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

كيف نقرأ زيارة الرئيس الفرنسى ووزير الخارجية الروسى والمبعوث الأمريكى للقارة الإفريقية

سباق الشرق والغرب على إفريقيا

هذا الأسبوع، كانت القارة الإفريقية محور اهتمام القوى الدولية شرقا وغربا، حيث شهدت عدة دول إفريقية زيارات لرؤساء ومسئولين القوى الدولية الكبرى، بهدف تعزيز الشراكة مع إفريقيا وزيادة مساحة تواجد تلك القوى على الساحة الإفريقية، باعتبارها سوقا واعدة فى مجالات عديدة.



وفى الوقت الذى تعانى فيه غالبية دول العالم من تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، وقبلها تأثير جائحة كورونا، ورغم أن القارة الإفريقية تعد من أكثر المناطق تأثرا بتلك التحديات، لكن غالبية القوى الدولية فى الشرق والغرب تنظر للقارة بأنها سوق واعد فى مجالات عديدة، نظرا لما تمتلكه من قدرات وموارد فى الطاقة والزراعة والمياه والمعادن، تجعلها مناخا جاذبا للاستثمار.

من هذا المنطلق، كانت الساحة الإفريقية محل سباق بين القوى الدولية فى الشرق والغرب، بداية من الولايات المتحدة الأمريكية التى شاركت فى قمة الأعمال الأمريكية الإفريقية بالمغرب، فضلا عن إعلان البيت الأبيض عن قمة مرتقبة فى منتصف ديسمبر المقبل بواشنطن، مع قادة إفريقيا، لتسليط الضوء على العلاقات بين الولايات المتحدة وإفريقيا.

وفى نفس الوقت كانت زيارة وجولة وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف بإفريقيا، حيث بدأ السبت جولة تشمل مصر وإثيوبيا وأوغندا وجمهورية الكونغو، لبحث التعاون الثنائى مع تلك الدول وتعزيز التواجد الروسى فى إفريقيا، وأعلن عن عقد قمة إفريقية روسية، يتم التخطيط لها لتكون فى منتصف العام القادم.

وفى نفس التوقيت، أيضا كانت جولة الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، بالقارة الإفريقية، فى أول زيارة خارجية له فى ولايته الرئاسية الثانية، حيث تشمل جولته الكاميرون وبنين وغينيا بيساو.. ولاشك أن تلك الزيارات، بما تشهده من حالة زخم سياسى واقتصادي، تحمل كثيرًا من الدلالات والرسائل وتتقاطع مع مصالح مصرية فى عدة دوائر إفريقية، وهو ما توضحه السطور التالية.

 

 

 

قمة إفريقية - أمريكية منتصف ديسمبر

 

مبعوث واشنطن للقرن الإفريقى يبحث فى القاهرة وأديس أبابا دفع مفاوضات سد النهضة

 

بعد زيارة أيام من زيارة الرئيس الأمريكى جو بايدن للشرق الأوسط، ومشاركته فى قمة جدة للأمن والتنمية، كانت الولايات المتحدة الأمريكية حاضرة فى عدة فعاليات على الساحة الإفريقية، كان فى مقدمتها مشاركة الإدارة الأمريكية بفعالية فى قمة الأعمال الأمريكية الإفريقية، التى عقدت فى مراكش بالمغرب، وأعلنت خلالها رئيسة الوفد الأمريكى آليس أولبرايت، عن ضخ واشنطن مليارات الدولارات لدعم التنمية الإقتصادية بإفريقيا.

وأضافت أن الولايات المتحدة تسعى لضخ مليارات الدولارات فى التجارة والاستثمارات، لخلق فرص عمل وتحقيق نمو اقتصادى شامل ومستدام وازدهار فى سائر أنحاء القارة.

وترأس آليس أولبرايت، هيئة تحدى الألفية، وهى وكالة تنمية حكومية أمريكية، استثمرت حوالى 9 مليارات دولار فى 25 دولة إفريقية منذ عام 2004.. وجاء انعقاد قمة الأعمال الأمريكية الإفريقية، فى المغرب، للمرة الأولى فى شمال إفريقيا، حيث ينظمها سنويا «مجلس الشركات فى إفريقيا».

من هذا المنطلق ناقشت القمة، سبل تعزيز الاستثمارات الأمريكية فى القارة الإفريقية، إلى جانب قضايا أخرى، منها مكافحة التغير المناخى، والتحول فى مجال الطاقة، والأمن الغذائي، والصحة، والزراعة، والبنية التحتية، والتقنيات الجديدة والفجوة الرقمية.

وبالتزامن مع انعقاد قمة مراكش للأعمال فى إفريقيا، أعلن البيت الأبيض، الأسبوع الماضي، أن الرئيس جو بايدن سيستضيف بين 13 و15 ديسمبر المقبل قادة أفارقة فى قمة «ستسلط الضوء على أهمية العلاقات بين الولايات المتحدة وإفريقيا».

وفى نفس التوقيت، بدأ المبعوث الخاص للقرن الإفريقى مايك هامر، جولة تشمل مصر والإمارات وإثيوبيا، لبحث عدد من الموضوعات المهمة فى المنطقة على رأسها ملف سد النهضة، ووفقا لبيان الخارجية الأمريكية، يجرى هامر مشاورات مع الاتحاد الإفريقى فى أديس أبابا الذى يرعى مفاوضات سد النهضة لدفع عملية التفاوض بما يحقق مصالح جميع الأطراف، هذا بجانب بحث تطورات الأوضاع فى الداخل الإثيوبى. 

 

 

 

ماكرون فى غرب إفريقيا.. جولة تؤكد التزام فرنسا تجاه إفريقيا

 

بعد ثلاث أشهر على إعادة انتخابه، بدأ الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، السبت الماضي، جولة إلى إفريقيا، يزور خلالها ثلاثة دول هى الكاميرون وبنين وغينيا بيساو، وأعلنت الرئاسة الفرنسية، أن هذه الجولة تأتى لتؤكد «التزام ماكرون بعلاقة فرنسا بالقارة الإفريقية».

وسبق أن زار ماكرون خلال ولايته الأولى دول فى إفريقيا مثل نيجيريا وإثيوبيا وجنوب إفريقيا، لكن جولته الحالية ركزت على الدول الناطقة بالفرنسية فى إفريقيا والتى كانت خاضعة للنفوذ الفرنسى من قبل.

وتأتى الزيارة بعد أن أعلن ماكرون الأسبوع الماضى، رغبته فى إعادة النظر فى الترتيبات العسكرية الفرنسية بالقارة الإفريقية، وتطلع فرنسا لإعادة بناء علاقات قوية مع الجيوش الإفريقية، وهو الوقت الذى يتزامن مع استكمال قوة «برخان»، العسكرية الفرنسية المخصصة لمحاربة الإرهاب، خروجها من مالى.

من هذا المنطلق، جاءت قضية التعاون العسكرى من بين القضايا التى ناقشها ماكرون فى دولة بنين، التى واجهت هجمات إرهابية على الحدود مع بوركينا فاسو، وأبدت باريس استعدادها لتقديم «دعم ملموس» لها، لا سيما فى مجال الاستخبارات أو الدعم الجوى.

وفى غينيا بيساو، يأتى ملف التعاون الاقتصادى فى مقدمة القضايا التى ناقشها ماكرون، خصوصا فى ظل تولى رئيس غينيا بيساوى رئاسة المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس)، وفى الكاميرون، لم تكن تهديدات جماعة بوكو حرام الإرهابية ببعيدة عن مباحثات الرئيس الفرنسى أيضا، والدعم الفرنسى للكاميرون فى هذا الملف.

 

 

 

لافروف يزور 4 دول بإفريقيا

 

وزير الخارجية الروسى يعلن تنظيم قمة روسية – إفريقية العام المقبل

 

ووسط ترقب ومتابعة دولية، بدأ أيضا هذا الأسبوع وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف، جولة إفريقية، شملت أربع دول هى مصر وإثيوبيا وأوغندا وجمهورية الكونغو، لبحث التعاون الثنائى والتطورات الدولية والإقليمية.

وخلال مباحثاته فى القاهرة، تم استعراض مسيرة التعاون المصرى الروسى فى الفترة الاخيرة، المتمثلة فى المشروعات الروسية فى مصر، مثل إنشاء محطة الضبعة للطاقة النووية والمنطقة الصناعية الروسية فى محور قناة السويس، فضلا عن استعراض تطورات الأزمة الأوكرانية، حيث شدد الرئيس عبدالفتاح السيسى على أهمية تغليب لغة الحوار والحلول الدبلوماسية للأزمة، من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار الدوليين.

وخلال زيارته للقاهرة، التقى لافروف، الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، وألقى كلمة أمام المندوبين الدائمين للجامعة لشرح موقف بلاده من الأزمة الأوكرانية، وتعزيز العلاقات العربية الروسية.

وحول التعاون الروسى الإفريقى، كشف وزير الخارجية الروسى، عن عقد قمة إفريقية روسية، يتم التخطيط لتنظيمها فى منتصف العام المقبل، لتعزيز التعاون مع القارة الإفريقية.

ومن بين القضايا المهمة التى بحثها وزير الخارجية الروسى، خلال جولته الإفريقية، كان ملف توريد الحبوب والغذاء، وكذلك قطاع البترول والغاز، فى ظل الأزمة الراهنة التى تعانى منها غالبية دول العالم وخصوصا فى إفريقيا.

وكان الاتحاد الإفريقى، قد رحب بتوقيع اتفاق روسيا وأوكرانيا، لاستئناف تصدير الحبوب، خصوصا وأن القارة تواجه خطر المجاعة المتزايد بسبب أزمة الغذاء، حيث أشار رئيس السنغال ماكى سال، ورئيس الاتحاد الافريقى هذا العام، أن العقوبات المفروضة على روسيا أدت لحرمان الدول الإفريقية من الحصول على الحبوب والأسمدة، مما فاقم الوضع فى مجال الغذاء.

 

أحداث x أسبوع

 

 

 

نقل الخبرة المصرية فى الفندقة وتنشيط السياحة لجنوب السودان

 

فى إطار الدور المصرى لدعم دولة جنوب السودان، بحث السفير المصرى بجوبا، مع وزير السياحة والحياة البرية بجنوب السودان رزق زكريا، لبحث التعاون بين البلدين فى مجال السياحة بأنواعها المختلفة.

وأكد السفير المصرى استعداد مصر لنقل خبراتها فى الفندقة وتنشيط وجذب السياحة لجنوب السودان، واستعرض وزير السياحة بجنوب السودان آفاق السياحة ببلاده وأشكالها المختلفة، وبالأخص ما يتعلق بالحياة البرية والمحميات الطبيعية.

كما بحث الاجتماع إمكانية نقل الخبرات المصرية فى مجال الفندقة وتقديم الدورات التدريبية لكوادر وزارة السياحة بجنوب السودان. 

وكانت مصر قد بدأت فى نهاية العام الماضى، فى إنشاء أول مشروع استثمارى سياحى بعاصمة جنوب السودان «جوبا»، ومن المقرر أن يحتوى المشروع الاستثمارى السياحى على فندق فئة «خمس نجوم»، بالإضافة إلى قاعة مؤتمرات دولية.

 

 

 

عبر نهر النيل.. خطة للترويج السياحى بين مصر وأوغندا

 

وفى إطار التعاون المصرى مع أوغندا، التقى السفير أشرف سويلم، السفير المصرى بكمبالا، ليلى أجاروفا الرئيس التنفيذى لمجلس السياحة الأوغندي، لبحث سبل تنشيط السياحة بين البلدين وتعزيز الروابط التاريخية والثقافية التى تجمع شعبى مصر وأوغندا. أكد السفير المصرى أهمية إسهام السياحة فى توطيد العلاقات بين البلدين الشقيقين، مع استغلال المقومات السياحية الأوغندية الضخمة والترويج لها، واستغلال البنية الأساسية المتاحة بالفعل، مع إيلاء نهر النيل الأهمية الجدير بها كرابط أبدى بين البلدين فى جهود الترويج السياحى الأوغندي، خصوصا فى إطار المقترح المصرى الطموح لربط بحيرة فيكتوريا بالبحر المتوسط، والذى يمكنه أن يكون نقطة انطلاق إضافية لتعزيز العلاقات وتوطيدها، ولجذب الاستثمارات المصرية لقطاع السياحة فى أوغندا، لاسيما فى مدينة جينجا منبع نهر النيل.