الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

واحة الإبداع

عالمٌ خاص

الأعمال للفنان عمار شيحة



يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع.. يشق مجراه بالكلمات عبر السنين.. تنتقل فنونه عبر الأجيال والأنجال.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره فى الآخر.. ناشرا السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات  من هذا السحر.. من الشعر.. سيد فنون القول.. ومن القصص القصيرة.. بعوالمها وطلاسمها.. تجرى الكلمات على ألسنة شابة موهوبة.. تتلمس طريقها بين الحارات والأزقة.. تطرق أبواب العشاق والمريدين.  إن كنت تمتلك موهبة الكتابة والإبداع.. شارك مع فريق  «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة  بإرسال  مشاركتك  من قصائد أو قصص قصيرة أو خواطر «على ألا تتعدى 550 كلمة» مرفقا بها صورة شخصية على الإيميل التالى:

[email protected]

 

عالمٌ خاص

 

قصة قصيرة

 

كتبتها - مروة أبوفاتى

 

عندما ينتهى يومى، وينام الأبناء، تبدأ تخيلاتى، وأنفردُ بعالمى الخاص الذى لا يعرفه أحد غيرى، ولو لم أفعل ذلك لأصابنى الجنون، فأنا وحدى دائمًا، أقوم بكل شىء بمفردى، وأتحمل كل شىء، لذلك كان لا بد أن أجد لى متنفسًا!

نسيتُ أن أعُرِفَّكَ بنفسى، فأنا كَريمة، بالعقد الرابع من عمرى، أرملة وتَزَوَّجتُ منذ عشرين عامًا، أنجبتُ ثلاثة أبناء، أكبرهم ابنى الحبيب طارق الذى اعتبره (رَجُلي) بعد طلاقى من زوجى، أما عن مريم، فهى ابنتى الصديقة القريبة، ومؤمن هو آخر العنقود القريب لقلبى، بعد طلاقى من زوجى قررتُ ألا أتزوج، وأن أعكُف على تربية أبنائي، ولكنى تعبت، ونسيتُ نفسى كامرأة ، لذلك قررت أن أخْلُقَّ لنفسى عالمًا خاصًا يُهون على نفسى عناء اليوم، فبعالمى الخاص بنيتُ لنفسى بيتًا آخر، أجد به ما أتمنى، خلقتُ لنفسى حبيبًا كما أتمنى، خاصًة أننى لم أتزوج عن حب، وأصبح النوم يجافينى إلا إذا جلستُ فترة قبل النوم أتخيلُ عالمى الخاص، وبعدها أغوص فى نوم عميق.

كنت أتشاجر مع حبيبى، وأغضب منه ثم أتصالح معه، كنتُ أسافر حول العالم معه، وأعيش أجمل اللحظات، تعمقت بالإحساس لدرجة أننى أحيانًا كنتُ أحسَبه واقعًا،  وأصبح هذا الخيال يأخذ وقتًا أكثر من حياتى، حيث لم يعد هذا العالم يظهر بآخر الليل فقط، بل أصبح يأخذ منى أوقاتًا أكثر لدرجة أن أبنائى لاحظوا سَّرحانى فى كثير من الأحيان  فكلما اشتدت بى متاعب الدنيا لا أجدُ ملاذًا إلا حضن حبيبى الوهمي، بل أصبحتُ أُحَدِثْه بصوتٍ مسموع،  كأنه يجلس أمامى، حتى أننى أصبحتُ أشعرُ بالجنون.

(بمستشفى الأمراض النفسية والعصبية)

الممرضة: هيا يا كريمة، اتركى القلم وهذه الأوراق الآن لتأخذى الحقنة

كريمة: سأنتهى حالًا من آخر فصل بقصتي، وآتى لآخذها

الممرضة (تحدث نفسها): مسكينة يا كريمة،  فقد فقدت أبناءك جميعًا بحادثٍ، وأتعجب هل من الممكن أن تفقد الذاكرة  لدرجة أن تنسَّ أن أبناءها جميعًا ماتوا !

كريمة بابتسامة باهتة: لقد انتهيتُ من فصلى الأخير بقصتى، فقد مات حبيبى بالقصة، وهيا لأخذ الحقنة، ولكن لا تؤلمينى أرجوكِ

 الممرضة: لا تقلقي

كريمة بعد الحقنة: والآن أشعرُ بالنوم والإرهاق، سأنام، وعندما يأتى طارق ابنى أيقظينى أرجوكِ

الممرضة بشفقة: وهو كذلك

وغاصت فى نوم عميق