الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حمدى هاشم حسانين: العالم خلف الشاشات مبهر والأطفال بحاجة لمن يشبع خيالهم الخصب

الكتاب هو بوابة الطفل السحرية إلى غدٍ أفضل أرقى أسمى.. لينمو واسع الأفق متنوع الثقافة مبتكر فى أى مجال يطرق بابه يضع بصمة خاصة لذا فالكتابة للأطفال وشحذ عقولهم هو نوع من الفن يحتاج إلى مهارات دقيقة لغة رشيقة واضحة المفردات وخيال رحب يرضى شغف ونهم الطفل فى المعرفة ويجارى الأحداث والتغييرات الطارئة فى المجتمع.. الكتابة للطفل تحتاج إلى قلم كاتب بعقل ناضج حكيم وقلب طفل.. وهو ما استطاع الشاعر والكاتب حمدى هاشم حسانين الحفاظ عليه طوال سنوات من عمله فى مجال الكتابة للطفل فى أشهر مجلات الأطفال العربية..وكان لنا معه هذا الحوار..



¶ كيف كانت بدايتك فى الكتابة للطفل؟

- بداية الكتابة قراءة أنا من مواليد عام 1977 مدينة مراغة محافظة سوهاج ووسائل الترفيه وقتها كانت قليلة جدًا محصورة بين التلفاز ولعبة كرة القدم والأتارى ومكتبة المدرسة رغم ساعاتها المحدودة، إلا أن القراءة كانت نافذة من هم فى مرحلتى العمرية ما بين 8 و12 سنة فى ذلك الوقت على العالم مابين المكتبة الخضراء.. والمغامرون الخمسة لمحمود سالم والشياطين الـ13 ثم الإصدارات المترجمة ميكى وسوبر ميكى وميكى جيب قصص لشخصيات ليسوا من البشر ولكن يفعلون أفعالهم بطوط وعم دهب محظوظ وزيزى وبندق ولولو وقصص تان تان الشخصيات مختلفة ومغامراتها شيقة قادرة على شحذ خيال طفل نهم محب للمعرفة والمغامرة.. بعدها جاءت مرحلة روايات مصرية للجيب رجل المستحيل وملف المستقبل للدكتور نبيل فاروق ماوراء الطبيعة لـ«د.أحمد خالد توفيق» وزهور وكوكيتل 2000 مغامرات وأطباق طائرة وحقائق علمية مدونة فى هوامش الصفحات او من تحدث عن تقنية الهولجرام كان نبيل فاروق فى إحدى رواياته منتهى الإبهار لطفل لم يبلغ 12 سنة، وجاءت قصص أرسين لوبين للكاتب الفرنسى موريس لوبلان وروايات أجاثا كريستى.. تلك كانت مكتبتى البدائية حتى وصلت إلى مرحلة الشباب ودخلت إلى عالم نجيب محفوظ إحسان عبد القدوس وفلسفة مصطفى محمود كانت أمامى خريطة كاملة للمعرفة واتبعت مبدأ مالم يدرك كله لا يترك كله.

بعد عملى فى مجلة ماجد التقيت د.نبيل فاروق فقال لى تصدق يا حمدى أنا كتبت فى مجلة باسم وكان نفسى أكتب فى ماجد «..فقلت له «أنت ربيت جيل كامل من الكتاب والشباب يادكتور» وأخبرته أننى أتابعه منذ أن أرسل رسمة بقصة إلى مجلة تان تان ونشرت وأنا احتفظ بها.

¶ وماذا عن تجربتك الأولى فى الكتابة للطفل كيف كانت؟

- راسلت ماما لبنى بمجلة سمير وبعثت لها «مغامرات سمير»، وهى مغامرات سردية وردت على خطابى «أستاذ حمدى أود مقابلتك» فرحت بالرسالة وجهت لى نصيحة وقتها بالابتعاد عن المفردات الكبيرة لهذه المرحلة العمرية وطلبت منى أن أبعث لها الجديد ونشرت لى سلسلة من المغامرات.. ثم بدأت رحلتى مع مجلة ماجد ومراسلتها والتقيت أستاذ عمرو حسنى الذى أعجبه كتاباتى كثيرا وزوجته السيدة جيهان بدراوى التى رسمت لى مئات القصص فى مجلة ماجد.. ونشر لى كذلك فى مجلة قطر الندى والعربى الصغير ومجلة «مكًّى» وهى تصدر عن مشروع تعظيم البلد الحرام وتصدر بالعربية والإنجليزية والفرنسية والأردية، ومجلة براعم الإيمان واتسعت دائرة كتابتى والنشر فى المجلات الخاصة بالأطفال كل حسب توجهه.

¶ اكتسبت خبرة بالعمل فى مجلات الأطفال العربية؟

- أتيح لى أن أطرق مجالات عدة دخلت معهم بأفكار ومشاريع جديدة للأطفال مثل مشروع تعلم الـ»جيكسو» فى عام 2012 حيث اتصل بى القائمون على مجلة «ماجد» للتعاون معهم فى مشروع تعلم الـ«جيكسو» وخططنا لمسلسل استمر لمدة 4 سنوات ووضعنا خطة العمل والبيئة والشخصيات وأرسلتها لهم بالتعاون مع الرسام العبقرى عمرو الشريف كتبنا 84 عدد، وكتبت أول مسلسل خيال علمى فى المجلة أسمه «مغامرة كهوف تاسيلى».. فى محاولة لإلقاء الضوء على إرثنا الثقافى زرقاء اليمامة.. النعمان ابن المنذر..

ثم ظهر فكرة موسم الابتكار فى الإمارات ابتكرت شخصية فطين طفل يحب المختبر والتجارب العلمية البسيطة التى تنمى شغف الطفل فى مسلسل فطين.

¶ غالبًا ما يواجه كاتب الأطفال تحديًا صعبًا فى محاولة جذب انتباه الطفل والاستحواذ على تفكيره بعيدًا عن تكنولوجيا العصر؟ 

- تقصدين المخدرات الحديثة لقد قدمت بالفعل روايات لليافعين تناقش فى طياتها هذه المشكلة ألعاب الموت للأطفال على الإنترنت، مثل لعبة مريم والحوت الأزرق وصدرت عن مؤسسة السيف للنشر والتوزيع تحت عنوان «قلعة النزلاء»، وقد ناقشت خلالها انجذاب مجموعة من الفتيان للعبة بابجى والتى يديرها قاتل محترف يصدر لهم الأوامر وينفذونها فى استسلام شديد حتى يقودهم للهلاك.. الأطفال والشباب بحاجة إلى أعمال تحترم عقولهم وتمس احتياجاتهم وتشبع خيالهم الخصب وليس بالضرورة أن تقدم النصح والإرشاد بطريقة صريحة فجة.. فالعالم خلف الشاشات مبهر وأكبر تحدٍ للكاتب أن يجذب الطفل أو المراهق لمتابعته مخلفًا وراء ظهره كل هذا الإبهار.

¶ دائمًا ما يواجه شباب الكتاب صعوبة فى النشر الأول كيف تجاوزتها فى بداية الطريق؟

- النشر الأول لم يكن سهلًا، لذا سلكت طريقًا للنشر وهو النشر المدعوم بالفوز بجائزة أدبية وهو ما وقع لى ثلاث مرات فالكتب الحاصلة على جوائز تكفل نشر العمل ورقيًا ويوزع على نطاق واسع وهذا مايسر لى النشر فى البداية، وقد حصلت على عدة جوائز منها على سبيل المثال لا الحصر جائزة هيئة قصور الثقافة، 2000، عن ديوان «سبعة إيقاعات»، وجائزة جريدة الأسبوع شعر الانتفاضة عام 2001، جائزة مؤسسة سعاد الصباح للإبداع الأدبى، 2002، جائزة مؤسسة البابطين للإبداع الشعرى من الكويت بالتعاون مع الإذاعة المصرية، شعر الفصحى، جائزة مجلة الشباب مجال شعر الفصحى عام 2003 وعام 2004، جائزة مجلة النصر، مجال شعر الفصحى، 2005، جائزة مؤسسة ناجى نعمان للثقافة والإبداع عام 2006 عن ديوان «رجل وحيد وفنجان قهوة بارد»، جائزة طنجة الشاعرة بالمغرب لشعر الفصحى الدورة السابعة عام 2006 جائزة مؤسسة الأهرام الصحفية 2007

وفى مجال أدب الطفل حصلت على جائزة مجلة النصر أفضل عمل للأطفال عن قصة «الأشجار الطيبة»، جائزة هيئة قصور الثقافة فرع أدب الأطفال عام 2011 فضلا عن العضوية الفخرية لمؤسسة ناجى نعمان للثقافة والإبداع بلبنان.

¶ هل نجحت الشارقة بما تقدمه من جوائز ومسابقات ثقافية فى سحب البساط من القاهرة كعاصمة للثقافة العربية؟

- فى الوطن العربى لا يوجد من ينكر دور مصر فى دعم الثقافة العربية، فالقاهرة كانت ولا تزال مصدر جذب لكتاب العرب الباحثين عن حلم النجاح والانتشار معظم القراء فى الوطن العربى يتابعون بنهم كل مايصدر من مؤلفات كتابها مصريون، فالإبداع لم يتوقف على إنتاج أديب نوبل «نجيب محفوظ» وإنما استمر لأجيال من الكتاب خلفته نجحت فى استقطاب قطاع عريض من شباب الوطن العربى أمثال د.نبيل فاروق رحمه الله وسلسلة روايات مصرية للجيب «رجل المستحيل وملف المستقبل، والعراب د.أحمد خالد توفيق وعوالم ماوراء الطبيعة التى مازالت تشغل الشباب حتى الآن رغم رحيله، وروايات يوسف زيدان وأحمد مراد أجيال تسلم أجيال من الكتاب وإذا كان شعاع الثقافة إنتقل من مصر إلى الوطن العربى فهوما يحسب لها ولا يخفت ضوءها أبدًا فهى كانت ومازالت شمس الثقافة التى أضاءت أشعتها لوطن العربى بأكمله.

¶ فى رأيك وجود مهرجان القراءة للجميع كان محفزًا للكتاب الشباب فى الوطن العربى؟

- بالطبع فالجوائز والمسابقات تصنع مجالا تنافسيا يقدم من خلاله الكتاب أفضل مالديهم وتتيح لهم فرصة للانتشار وتوزيع أعمالهم فى نطاق أوسع لكن الكاتب ليس بالضرورة أن يكون صائدًا للجوائز فهى تقييم معنوى على جودة العمل.. وهناك مسابقات فعلية على الساحة مثل جائزة ساويرس جائزة لأدب الطفل لأول مرة وجائزة حرم الرئيس. ¶ ما رأيك فيما أثير من جدل مؤخرًا حول تغلغل أفكار الغرب فى مجتمعنا عن طريق أفلام الرسوم المتحركة؟

- نجح الغرب فى نشر أفكاره مدبلجة ومترجمة بشتى وسائل الجذب والمجتمعات العربية ليس لديها بدائل لأننا منغلقين على أنفسنا هم يسعون لتصدير أفكارهم لنا بشتى الطرق ونحن أعمالنا موسمية تقتصر على مسلسلات شهر رمضان لكن لم يسع أحد لتصدير إبداعنا إلى الخارج وترجمته ودبلجته كما يفعلون فنقف موقف المتلقى السلبى لا أحد يولى أعمال الأطفال الرعاية الكاملة لا يوجد أفلام أبطالها أطفال رغم أنهم القطاع الأكبر ونواة المجتمع ومستقبله.