الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

نائب رئيس المجلس المصرى للشئون الإفريقية السفير صلاح حليمة لـ«روزاليوسف»: الأمن المائى المصرى تحول لقضية ترتبط بأمن واستقرار المنطقة

فسر السفير صلاح حليمة، نائب رئيس المجلس المصرى للشئون الإفريقية، حالة الاهتمام الدولى الذى تشهده القارة الإفريقية فى الفترة الأخيرة، بسبب التطورات التى تشهدها الساحة الدولية، وحالة الاستقطاب الدولى التى سببتها الحرب الروسية الأوكرانية. 



وقال فى حوار لـ«روزاليوسف»، إن القارة الإفريقية أصبحت محط أنظار القوى الدولية، بسبب ما تملكه من ثروات طبيعية، ومحاولة استثمار كل هذه الثروات، فى ظل فترة الصراع بين القوى الدولية  القائم حاليًا، على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية.

وأوضح نائب رئيس المجلس المصرى للشئون الإفريقية، أن المعادلة السياسية الدولية تتكون من طرفين أساسيين، الأول يضم الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية، والثانى يضم الصين وروسيا ودول أخرى مثل إيران، وبين هذين الطرفين تجرى عملية استقطاب حادة وسريعة من جانب كل طرف، والقارة الإفريقية ليست بعيدة عن هذا الاستقطاب.. ووسط هذه المعادلة تتعامل الدولة المصرية بشكل حكيم ومتوازن حفاظًا على مصالحها.

 

مشكلات تواجهها إفريقيا حاليًا

 

وقال السفير صلاح حليمة، إن الفترة الحالية تتعدد التحديات والمشكلات التى تواجهها القارة الإفريقية، بداية من مشكلات قائمة مثل الإرهاب والصراعات الداخلية، والأوضاع الاقتصادية، وأزمة التكامل الاقتصادى على مستوى القارة وضعف البنية التحتية، ثم أضيفت لها تداعيات جائحة  كورونا وآثار الحرب الروسية الأوكرانية، والتغيرات المناخية.. وأشار إلى أن هذه التحديات أوجدت قضايا داخل القارة مثل أمن الطاقة والأمن الغذائى.

من هذا المنطلق هناك نوع من التنافس والزخم بين طرفى المعادلة الدولية سواء من جانب الولايات المتحدة وحلفائها أو من جانب روسيا والصين وإيران وبعض الدول الأخرى فى محاولة استثمار ما لدى القارة الإفريقية من إمكانيات، والتوجه نحو مساعدتها لحل ما تواجهه من تحديات سواء تتعلق بالأمن والاستقرار أو تتعلق بالجانب الاقتصادى والصناعى أو ما يتعلق بالجانب الاجتماعى والتعليم وأيضًا ما يتعلق بجانب الطاقة والغاز، باعتبار أن القارة لديها إمكانيات لحل مشكلة الطاقة والغاز بصفة خاصة.

 

خريطة القوى الدولية بإفريقيا

 

وحول خريطة التحركات الدولية فى إفريقيا، قال نائب رئيس المجلس المصرى للشؤن الإفريقية أن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى لتعزيز تواجدها فى القارة الإفريقية، وهو ما ظهر فى مؤتمر الأعمال الأمريكى الإفريقى الذى عقد مؤخرا فى المخرب، وأشارت خلاله نائبة الرئيس الأمريكى كامالا هاريس إلى أن بلادها استثمرت نحو 700 مليار دولار فى إفريقيا للنهوض بالنمو والتنمية المستدامة، ودعم ريادة الأعمال والتجديد والابتكار.

وأشار أيضا السفير صلاح حليمة أن روسيا باتت تتواجد بشكل قوى فى القارة الإفريقية، وهو ما اتضح فى جولة وزير الخارجية الروسى لافروف مؤخرًا، ولكن أيضا بتواجد «مجموعة فاغنر» التى أصبحت تتواجد فى 9 دول إفريقية مثل ليبيا ومالى وتشاد والسودان، وهى مجموعة تقوم بمهام أمنية فى هذه الدول، وهو تواجد جديد على القارة الإفريقية، لكن فى النهاية لها دور سياسى يتوافق مع رؤية النظام الروسى.

أيضا هناك اتجاه من جانب الصين، لزيادة تواجدها المعروف فى القارة الإفريقية، فهى أعلنت عن تمويل حوالى 60 مليار دولار لإفريقيا على مدى بضع سنوات، وفى الوقت الذى تقيم فيه قاعدة عسكرية فى جيبوتى، تفكر الآن فى قاعدة بإحدى دول الغرب الإفريقى.. كما أنها عينت مبعوثا خاصا للقرن الإفريقى وتحدث عن دور الصين ترغب فى القيام به فيما يتعلق بفض النزاعات.

أيضا فيما يتعلق بإيران التى لها تواجد فى منطقة البحر الأحمر من خلال الحوثيين، أيضا إيران لها تواجد فى منطقة الساحل بدعم غير مباشر لبعض الجماعات هناك.

 

أسباب التنافس الدولى على إفريقيا

 

وحول أسباب التنافس الدولى على القارة، أوضح السفير صلاح حليمة أن حالة الزخم تجاه القارة الإفريقية من طرفى المعادلة الدولية، مرتبط بما يشهده العالم من تطورات، بداية من جائحة كورونا، ثم التغيرات المناخية، ثم الحرب الروسية والأوكرانية، وما تبعها من تداعيات تغير من النظام العالمى، بحيث يصبح العالم متعدد الأقطاب، وليس قائما على قطب واحد.

وقال إن وقت التصويت فى الجمعية العامة للأمم المتحدة، على قرار يدين الحرب الروسية الأوكرانية، هناك 35 دولة امتنعت عن التصويت، معظم هذه الدول من القارة الإفريقية، وبالتالى اتجاه القوى الدولية نحو القارة مؤخرا ربما هو محاولة لاستقطاب أصوات هذه الدول لصالح كل طرف من طرفى المعادلة الدولية.

 

التنافس الدولى والمصالح المصرية بالقارة

 

وحول تأثير أو تقاطع أهداف القوى الدولية بالقارة مع المصالح المصرية، أوضح السفير صلاح حليمة، أن مصر تتبع سياسة حكيمة متوازنة، وترعى مصالحها القومية سواء على المستوى الثنائى، أو على المستوى المتعدد سواء من خلال التواجد فى الجماعة الإفريقية، أو فى الجامعة العربية أو فى الاطار الشرق متوسطي، وهذا واضح فى زيارات الرئيس عبد الفتاح السيسي، ومشاركته الأخيرة فى قمة جدة  للامن والتنمية.

وقال إن مصر وسط هذه التحركات، لا شك ترعى مصالحها القومية، والأمن المائى جزء لا يتجزأ من الأمن القومى المصرى، وبالتالى هو جزء من الأمن القومى العربى والإفريقى.

وأكد حليمة، أن الأمن المائى المصرى لم يعد مسألة مصرية، ولكنه أصبح أمن إقليمى وقضية تتعلق بالأمن على المستوى الدولى حيث تم طرحها للنقاش فى مجلس الأمن، وهناك قرار رئاسى صادر  من مجلس الأمن يؤكد على ضرورة الاتفاق على اتفاق قانونى ملزم فيما يتعلق بعملية الملء والتشغيل لسد النهضة، ويراعى مصالح الدول الثلاثة وهذه هى الرؤية المصرية، التى تطالب بها مصر وتؤكد عليها باستمرار.

ومن هذا المنطلق تتعامل الدولة المصرية فى إطار متوازن مع طرفى المعادلة السياسية الدولية، حفاظًا على مصالحها وأمن المنطقة.

 

دراسة: الحرب الروسية الأوكرانية سبب ارتفاع أسعار الوقود والغذاء بإفريقيا

 

أظهرت دراسة حديثة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائى حول تأثير الحرب فى أوكرانيا على التنمية المستدامة فى إفريقيا أن تأثير الأزمة على الاقتصادات الإفريقية متعدد، وقالت إن التأثير الفعلى على كل اقتصاد يرتبط بمستوى الاعتماد على صادرات أو واردات النفط والغاز، والسياحة، والحبوب والأسمدة المستوردة، من بين أمور أخرى. 

وأوضحت الدراسة أن التأثير الأكثر وضوحًا للحرب على إفريقيا  يرتبط فى ارتفاع أسعار الوقود والغذاء والتضخم وعدم الاستقرار المالى. 

والأكثر فقرًا هم الأكثر تضررًا لأن معظم إنفاقهم الاستهلاكى ينصب على الغذاء والنقل، من المرجح أن يستمر انعدام الأمن الغذائى وأن يكون له تأثير سلبى على جميع جوانب التنمية البشرية، من الدخل إلى الصحة والتعليم.

وأشارت الدراسة لآثار طويلة الأجل تتضمن عدم الاستقرار الاجتماعى والاقتصادى، والديون التى لا يمكن تحملها، ومن المرجح أن يؤدى ذلك إلى زيادة عدم المساواة وتعميق الفقر. تتنبأ مجموعة الاستجابة للأزمات العالمية التابعة للأمم المتحدة والمعنية بالغذاء والطاقة والتمويل بحدوث أزمة عالمية فى تكلفة المعيشة نتيجة لارتفاع أسعار المواد الغذائية وارتفاع أسعار الطاقة وتشديد الأوضاع المالية. 

وقالت الدراسة: عانى جزء كبير من القرن الإفريقى من عدم كفاية هطول الأمطار فى عام 2022، فى حين شهدت أجزاء من غرب إفريقيا والجنوب الإفريقى هطول أمطار غزيرة وفيضانات، يعنى ضعف البنية التحتية أن الفائض الغذائى فى جزء واحد من بلد أو قارة لا يمكن أن يصل إلى المناطق التى تشتد الحاجة إليها.

 

أحداث x أسبوع

 

القارة الأكثر تضررًا.. الدول الإفريقية تؤكد أولوية قضية التغيرات المناخية 

 

أكدت الدول الإفريقية على أولوية قضية التغيرات المناخية، باعتبار أن القارة الإفريقية هى الأكثر تأثرا من التغيرات المناخية، وعليه يجب إعطاء القضية أولوية قصوى داخل القارة.

جاء ذلك فى البيان الختامى للاجتماع الوزارى الإقليمى رفيع المستوى حول تغير المُناخ والهجرة الذى استضافته الحكومة الأوغندية نهاية شهر يوليو، فى مدينة عنتيبى بالتعاون مع منظمة الهجرة الدولية، والذى شارك فيه الرئيس الأوغندى «يويرى موسيفينى» والرئيس الجنوب السودانى «سالفا كير ميارديت».

وأكد السفير أشرف سويلم، سفير مصر لدى أوغندا، خلال المؤتمر، أن مصر باعتبارها الرئيس المقبل للدورة ٢٧ لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ المقرر عقدها فى شرم الشيخ نوفمبر المقبل، تعمل على حشد الجهود الدولية لتنفيذ مخرجات مؤتمر جلاسجو الأخير.

 

منحة رئاسية لتدريب 180 إفريقيًا بهيئات مكافحة الفساد 

 

استقبلت السفيرة أمل عفيفى، سفيرة مصر فى كوتونو، وفد هيئة الرقابة الإدارية برئاسة اللواء د.محمد سلامة، وكيل هيئة الرقابة الإدارية مدير الأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد، الذى شارك فى اجتماعات شبكة البرلمانيين الأفارقة لمناهضة الفساد التى عُقدت فى بنين خلال الفترة من ٢٦ إلى ٢٨ يوليو ٢٠٢٢.. كما أشارت السفيرة إلى إعلان اللواء د.محمد سلامة أثناء المؤتمر عن تجديد المنحة الرئاسية المصرية لعدد 180 من الكوادر الإفريقية بهيئات مكافحة الفساد، وذلك فى إطار الدعم المصرى لعملية مكافحة الفساد فى أفريقيا، مؤكدًا أن الفساد يعوق دول القارة الإفريقية عن تحقيق أهداف التنمية المستدامة ومكافحة الفقر.

 

مصر من أوائل الدول الإفريقية  فى إنتاج لقاحات كورونا

بالتنسيق مع مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية، نظمت مصر جلسة افتراضية حول «اتفاقية التجارة الحرة الإفريقية كوقود محرك للنمو الاقتصادى والازدهار».

وخلال المؤتمر قالت السفيرة سها الجندي، مساعد وزير الخارجية ومدير ادارة المنظمات والتجمعات الإفريقية، أن اتفاقية التجارة الحرة الإفريقية ستلعب دورا هاما فى ضمان التوزيع العادل للقاحات، وذلك عبر إنشاء سلاسل القيمة المضافة اللازمة التى تساعد فى التوطين الكامل لإنتاج اللقاحات، بحيث لا تضطر البلدان المنتجة مثل مصر إلى استيراد المواد الوسيطة من دول خارج القارة.. وأشارت إلى أن مصر كانت من أوائل الدول فى القارة التى طورت القدرة على إنتاج لقاحات فيروس كورونا، فضلاً عن حصول هيئة الدواء المصرية على اعتماد منظمة الصحة العالمية، ونوهت إلى أن مصر تقوم بدورها فى دعم شقيقاتها من الدول الإفريقية، حيث أعلن الرئيس السيسى عن مبادرة تقديم 30 مليون جرعة من لقاحات كورونا.

 

منحة دراسية للطلبة الغينيين فى الأزهر الشريف

 

استقبل تامر كمال المليجى، سفير جمهورية مصر العربية فى كوناكرى، الطلبة الغينيين الذين حصلوا على المنح الدراسية المقدمة من الأزهر الشريف للدراسة فى عدد من الكليات والمعاهد الأزهرية بدءً من العام الدراسى المقبل 2022/2023.

وقدم السفير المصرى التهنئة للطلبة الغينيين لنجاحهم فى الحصول على المنح الدراسية المقدمة من الأزهر الشريف، مؤكداً على التطلع لأن يكونوا فى المستقبل سفراء للأزهر الشريف وأن يكون لهم دور فعال بعد إنهائهم لدراستهم فى مجتمعاتهم، خاصة فى مواجهة الأفكار والأيديولوجيات المتطرفة.

ومن جانبهم، أعرب الطلبة الغينيون عن سعادتهم باستكمال دراستهم فى مصر بالأزهر الشريف وحمل رسالته السامية ونشر مفاهيم صحيح الدين الإسلامى.