الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

فى تحليل لمركز معلومات مجلس الوزراء

استثمارات رأس المال المُخاطر تشهد حالةً من التباطؤ عالميًا هذا العام

 أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، تحليلًا حول رأس المال المُخاطر على المستوى العالمى وتأثره بركود اقتصادى عالمى محتمل، حيث تمت الإشارة إلى أن استثمارات رأس المال المُخاطر تشهد عالمياً حالةً من التباطؤ هذا العام بعد الطفرة الكبيرة التى حققتها عام 2021؛ حيث ابتعد المستثمرون عن تمويل الشركات الناشئة بسبب ظروف الاقتصاد الكلى غير المؤكدة، واضطراب سوق الأوراق المالية، ويُعد رأس المال المُخاطر شكلًا من أشكال تمويل الشركات الناشئة ذات فرص النمو الكبيرة لبدء نشاطها التجارى، ويختلف اختلافًا جوهريًّا عن القروض البنكية، حيث تقوم فكرة رأس المال المخاطر على المشاركة فى الأرباح والخسائر، أى أن عوائد المستثمرين المخاطرين تعتمد كليةً على نمو الشركة، وقدرتها على تحقيق أرباح أو خسائر، وهو ما يلائم طبيعة الشركات الصغيرة والمتوسطة، بينما فى حالة القروض البنكية، فإن من حق الدائن المطالبة بماله بصرف النظر عن نمو الشركة أو مركزها المالى.



وأفاد تحليل المركز أن هناك طفرة فى استثمارات رأس المال المُخاطر عام 2021، حيث بلغ حجم الأموال التى تم ضخها فى الشركات التكنولوجية الناشئة على مستوى العالم نحو 620.8 مليار دولار أمريكى عام 2021، مقارنة بنحو 171.4 مليار دولار أمريكى عام 2015. وفى الولايات المتحدة الأمريكية بلغ حجم الأموال التى تم ضخها فى الشركات التكنولوجية الأمريكية الناشئة العام الماضى نحو 330 مليار دولار أمريكي، أى ضعف ما تم ضخه فى عام 2020، وهو فى حد ذاته ضعف المستوى الذى كان عليه قبل ثلاثة أعوام.

وأضاف أن صحيفة «فايننشال تايمز» تناولت تأثير تراجُع استثمارات رأس المال المُخاطر فى النصف الأول من عام 2022، مشيرة إلى أن سوق رأس المال المُخاطر يواجه حالة من الانهيار الصامت؛ الأمر الذى سيكون له تأثير عميق فى الشركات الناشئة فى مجال التكنولوجيا، كما أشارت وكالة «رويترز» إلى انخفاض استثمارات رأس المال المُخاطر فى الولايات المتحدة الأمريكية فى النصف الأول من عام 2022 إلى نحو 144.2 مليار دولار أمريكى، ويرجع ذلك إلى ارتفاع معدلات التضخم وأسعار الفائدة، مقارنة بنحو 158.2 مليار دولار أمريكى خلال الفترة نفسها من عام 2021.

وأشار المركز إلى تظاهر الكثير من المستثمرين ورواد الأعمال - الذين حققوا ازدهارًا تاريخيًّا فى استثمارات رأس المال المُخاطر- بعدم وجود انهيار على الإطلاق، إلا أن هناك دلائل على حدوث هذا الانهيار، منها ما حدث لشركة «كلارنا السويدية» التى تقدم خدمات الشراء الآن والدفع لاحقًا، والتى أرسلت موجات من الصدمة عبر السوق لشركات التكنولوجيا المالية الخاصة فى شهر يوليو الماضى، حيث جمعت نحو 5.9 مليارات دولار أمريكى، وهو أقل بنسبة 87% من رأس المال المُخاطر الذى اعتقد داعموها أنها تستحقه قبل عام.

وأكد التحليل أن حجم صناديق الاستثمار المُخاطر قد ارتفع، وذلك نظرًا لقيام المستثمرين المُخاطرين بنشر رهاناتهم على نطاق واسع عبر قطاعات بأكملها بدلًا من تحديد عدد من القطاعات التقليدية التى حظيت بالنصيب الأكبر من أرباح استثمارات رأس المال المخاطر، ومن بين هؤلاء المستثمرين الجدد صندوق «Softbank’s Vision fund» الذى استثمر 100 مليار دولار أمريكى فى هذه السوق، وصندوق «Tiger Global» الذى بلغت حصته أكبر من حصة أى مستثمر آخر فى شركات ناشئة بقيمة مليار دولار أمريكي؛ وقد سجَّل الصندوقان خسارة لعام واحد قدرها 27 مليار دولار أمريكي، و17 مليار دولار أمريكى على الترتيب فى شهر مايو 2022.

وأفاد المركز فى نهاية التحليل أن هناك وجهة نظر تفاؤلية للكثير من المستثمرين المخاطرين، مفادها أن إعادة ضبط توقعات نمو استثمار رأس المال المُخاطر قد تجلب فرصة لدعم الشركات الناشئة الأكثر انضباطًا من الناحية المالية، ومواجهة منافسة أقل من الشركات الناشئة المنافسة الممولة من قبل المستثمرين الأثرياء مثل SoftBank»»، ولكن ما زال من غير الواضح كم ستستغرق عملية إعادة ضبط التوقعات، أو عدد المستثمرين والشركات الناشئة حاليًّا الذين سيظلون صامدين.