السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أوروبا على أعتاب «شتاء الغضب»

أفادت مجلة «فورين بوليسى» الأمريكية فى تقرير لها أعدته الكاتبة الصحفية كريستينا لو، أن المصانع والشركات والعائلات فى شتى أنحاء أوروبا تجاهد للصمود فى مواجهة حظر روسيا تصدير إمدادات الغاز الطبيعى إلى أوروبا الذى أدى إلى ارتفاع أسعار الطاقة إلى أرقام فلكية، وأفضى إلى عاصفة اقتصادية قاسية هى بمنزلة الاختبار لِوحْدَة أوروبا وموقفها من الحرب فى أوكرانيا.. الأشهر القليلة المقبلة يصعب التنبؤ بها عندما يتعلق الأمر بأسواق الطاقة، ويرجع ذلك نوعاً ما إلى أن هذا الموقف غير مسبوق وسيسوقنا إلى منطقة مجهولة تماماً حيث أشارت المجلة إلى أن أسعار الطاقة ارتفعت بالفعل عشرةِ أضعاف عما كانت عليه طيلة العقد الماضى، ما أدى إلى ارتفاعات مفاجئة ضيَّقت الخناق على الصناعات وجعلت الناس يذوقون الويل لسداد فواتيرهم.



واقتضت هذه الأوضاع اجتماعاً طارئاً لقادة أوروبا إذ سارعوا إلى وضع إجراءات موسّعة فى محاولةٍ لخفض الأسعار بأى شكلٍ ممكن.

وفى بروكسل يتحدثون عن تقنين الغاز، وتتسابق الحكومات القومية للعثور على إمدادات بديلة بعد أن قطعت روسيا تقريباً ثُلث امدادات القارة الأوروبية من الغاز كجزء من حملتها الساعية إلى إخضاع أوروبا قبل أن تنسحب قوات موسكو بالكامل من أوكرانيا.

واقترحت المفوضية الأوروبية تدخلات طارئة ومُوسَّعَّة من المُقرر أن تُعيد توزيع نحو 140 مليار دولار من الضرائب المفاجئة على الشركات والأُسر المُتعثرة. 

وكشفت المملكة المتحدة أيضاً عن عزمها على ضخ 46 مليار دولار دعماً للطاقة، فى حين أعلنت السويد عن ضمانات للسيولة بقيمة 20 مليار دولار لشركات الطاقة المُتعثرة لديها.

وفى الوقت الذى تكاد تُعلن فيه شركات الطاقة الألمانية إفلاسها، يُزْعَم أنّ ألمانيا ستبادر إلى تأميم ثلاثة من كبرى شركات الغاز العملاقة لديها، بما فى ذلك شركة أونيبر، فى تدخُّلٍ تاريخى سيساعد على إنقاذها من السقوط فى هوة أزمة الغاز الروسية.

وفى براغ، نزلَ نحو 70 ألف مواطن إلى الشارع فى أوائل سبتمبر فى مظاهرة تحت عنوان «جمهورية التشيك أولاً» احتجاجاً على رفع أسعار الطاقة، وطلباً لتدخلٍ حكومى أكبر.

ووفق التقرير، سيعول جزء كبير من توقعات الطاقة خلال الشتاء فى أوروبا على الطلب، وقدرات الدول على تأمين إمدادات الغاز الطبيعى المُسال من بلدان كالولايات المتحدة، خاصةً وأن مشترين آخرين يلجؤون إلى تأمين كميات مثيلة فى الأشهر الأكثر برودة.