الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

حسين فهمى فى حواره لـ«روزاليوسف»: أنـا ضد تسييس مهرجـان القـاهـرة والجمهور سيشاهد أفلامًًا من كل دول العالم

تحديات كثيرة واجهها الفنان الكبير حسين فهمى عندما عاد لرئاسة مهرجان القاهرة بعد مرور أكثر من عشرين عامًا من آخر دورة تولى رئاستها بداية من إعادة ترتيب البيت من الداخل وتكوين فريق عمل على قدرٍ عالِ من الكفاءة واستقطاب رعاة جدد وأفلام جيدة وعمل بروتوكولات مع تعاون مع مهرجانات عالمية حيث يسعى دائمًا أن يكون النجاح هو هدفه الذى يسعى إليه مهما يثار حوله.



وفى حواره مع «روزاليوسف» تحدث حسين فهمى عن كواليس ما حدث خلال 6 شهور منذ أن تولى رئاسة مهرجان القاهرة والصعوبات التى واجهته ورأيه فى المنافسة مع مهرجانات جديدة مثل البحر الأحمر كذلك وجهة نظره فى سر غياب الفيلم المصرى عن المنافسة فى المهرجانات العالمية وتفاصيل أخرى فى السطور القادمة: 

 

■ من عام 2001 آخر دورة توليت فيها مهرجان القاهرة حتى 2022 والتى عدت فيها لرئاسة المهرجان ما الذى تغير من وجهة نظرك؟

ـ قد يكون دخول التكنولوجيا وفرت علينا أشياء كثيرة خاصة فى حفظ الأفلام التى تشارك فى المهرجان والتى أصبحت موجودة على هارد ديسك وفلاشات وقد تعرض مباشرة عبر القمر الصناعى  فالآن أصبح الأمر أسهل عن زمان.

وفى المقابل أفتقد كثيرين كانوا معى فى إدارة المهرجان منهم الناقد والسيناريست الراحل أحمد صالح والدكتور رفيق الصبان ويوسف شريف رزق الله وميرى الغضبان.

■ خلال هذه الدورة تم إلغاء عدد من الشراكات مثل مركز السينما العربية كذلك الجهات التى كانت تقدم جوائز الملتقى، هل جاء ذلك بعد الانتقادات التى تم  توجيهها للمهرجان بسببها؟

ـ بالتأكيد الانتقادات كانت عاملًا رئيسيًا فى هذا القرار خاصة أنها كانت فى مكانها وكإدارة مهرجان أردنا أن نكون مستقلين وبشكل عام  ليس لدينا بيزنس فى المهرجان وهدفى عندما توليت أن أقيم مهرجانًا يحمل اسم الدولة وهو تابع لوزارة الثقافة والسيدة الوزيرة نيفين الكيلانى أعطتنى كل الصلاحيات ومتبنية كل أفكارى، وبالتالى هناك اتجاه وهدف واحد وهو إقامة مهرجان قوى وعندما عرضت على الدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة السابقة رئاسة المهرجان شعرت أننى أريد أن أعود ووجدت أن هناك أمورا تستحق إننا نعيد تقييمها.

■ كان هناك فكرة لإقامة معرض لملابس النجم العالمى الراحل عمر الشريف لكن سمعنا أن الفكرة توقفت .فما السبب؟

ـ بالفعل كان هناك فكرة لإقامة معرض لملابس عمر الشريف وبالفعل حصلت على بدلتين من ملابسه وطلبت من ابنه طارق يساعدنا فى هذا الأمر لكنه رفض إقامة معرض لمقتنيات والده  دون إبداء أسباب واضحة.

■ هذا يجعلنا نفتح ملف مقتنيات كبار النجوم التى يتم بيعها على الأرصفة الآن وكان آخرها نور الشريف، من وجهة نظرك هل مهرجان كبير مثل مهرجان القاهرة من الممكن أن يكون له دور فى حفظ هذه المقتنيات والتى تعتبر ثروة قومية؟

ـ أنا حزين جدًا عندما أرى ملابس نجومنا الكبار ومقتنياتهم الخاصة تباع بهذا الشكل مثل سعاد حسنى ورشدى أباظة وغيرهما  وكنت أعتبر معرض مقتنيات عمر الشريف الذى أردت أن أقيمه هو بداية ،لكن لم يكتب له الخروج للنور ،وعلى جانب آخر هناك  متحف  لملابس أشهر الأفلام لنجمات مثل: ليلى مراد وراقية إبراهيم، وموجود فى استديو مصر، مسئول عنه الأستاذ محمود عبدالسميع مدير التصوير، ويضم أيضًا معدات التصوير.

■ وقع اختيار إدارة المهرجان على فيلم «19 ب» للمخرج أحمد عبدالله ليمثل مصر فى المسابقة الرسمية، هل اختيار الفيلم تم بمعزل عن كون منتجه رئيس المهرجان السابق محمد حفظى؟

ـ بالتأكيد ففيلم «19 ب» فيلم قيم ويستحق أن يكون فى المسابقة الرسمية وتم اختياره بعيدًا عن أى مجاملة لمنتجه محمد حفظى.

■ وهل كنت حريصًا على تحية محمد حفظى خلال المؤتمر الصحفى، والتأكيد على فكرة أنك تبنى على ما سبق وقدمه ،ولا تهدم؟

ـ أنا ليس لدى  عقد الهدم، ودائمًا متصالح مع نفسى، ولا أحمل بداخلى كرهًا،أو غيرة من أحد بالعكس أنا أفرح لنجاح الآخرين ،وأحزن  لفشلهم ؛فمثلًا أنا حزين أن مهرجان الجونة توقف ،زمان عندما دخلت السينما وعملت مخرجًا ،ثم ممثلًا تمنيت أن أكون ناجحًا فيما أقدمه ،والنجاح دائما هو هدفى الذى أسعى له.

■ كيف تفسر عدم وجود فيلم مصرى يمثل مصر فى الأوسكار؟

ـ دائمًا لدينا مشكلة فى الفيلم المصرى، ومشاركته فى المهرجانات العالمية ، فالسينما مبنية طول عمرها  على فن وصناعة وتجارة ،لكن فى مصر أصبحت تهتم فقط بالتجارة، والفيلم المصرى معظمه تجارى ؛لذلك لا بد أن نحقق معادلة الفن مع التجارة ،فمثلا عندما قدمنا فيلماً مثل «العار» جمع بين العنصر الفنى والتجارى ،وهذه المعادلة جعلته ينجح تجاريًا ،وفنيًا وبالنسبة للمشاركة فى المهرجانات يتم البحث أولا عن القيمة الفنية وفى مهرجان القاهرة عندما اخترنا فيلم الافتتاح «The Fabelmans»  للمخرج ستيفن سبيلبرج ،جمع هذا الفيلم بين القيمة الفنية ومواصفات الفيلم التجارى.

■ وهل تم توجيه الدعوة للمخرج ستيفن سبيلبرج  لحضور المهرجان ويشهد العرض مع جمهور القاهرة؟

ـ بالتأكيد وجهنا الدعوة لسبيلبرج الذى تجمعنى به صداقة طويلة منذ سنوات وأقنعته أن يكون العرض الأول للفيلم فى مهرجان القاهرة وأتمنى يكون من نجوم المهرجان هذا العام.

■ وكيف ترى المنافسة مع مهرجان البحر الأحمر الذى ستنطلق دورته الثانية بعد أيام من انتهاء الدورة الـ44 لمهرجان القاهرة؟.

ـ المنافسة دائمًا شىء صحى وأنا سعيد أننا نتنافس معهم على استقطاب أهم الأفلام على مستوى العالم.

■ وهل فكرة أن مهرجان القاهرة يتبنى كل عام ترميم عدد من الأفلام المصرية المهمة جاءت من قيام مهرجانات مثل البحر الأحمر بترميم تراث السينما المصرية؟

ـ الأمر ليس كذلك فنحن أحق بتراثنا ولا بد أن يكون هناك دور لمهرجان القاهرة  لترميم  تراثنا السينمائى وحمايته من التلف والذى يعتبر ثروة قومية يجب الحفاظ عليها لذلك سيكون هناك فكرة لترميم عدد من أفلامنا كل عام والذى أعتبره بمثابة تكريم لصناعة فمثلا المهرجان اختار ترميم فيلم «أغنية على الممر» تكريمًا لاسم المخرج الكبير على عبدالخالق الذى رحل عن عالمنا مؤخرًا.

■ إلى أى مدى ألقت  الأزمة الاقتصادية التى يمر بها العالم كله بظلالها على مهرجان القاهرة سواء من ناحية استقطاب أفلام مهمة أو على حضور نجوم عالميين؟

مثل أى دولة نحن تأثرنا لكن أنا أحاول عدم تسييس المهرجان سواء مشاركة أفلام روسية أو أوكرانيا وعدم التأثر بالحرب بينهم فنحن لدينا أفلام من كل دول العالم. 

■ وماذا عن الرعاة خلال هذه الدورة؟

ـ هناك رعاة اعتذروا عن الاستمرار وفى المقابل هناك رعاة جدد فالظروف الاقتصادية غيرت من الحسابات وهناك من يستمر وآخر لا يسطيع.

■ وهل تأثرت ميزانية المهرجان بالأزمة الاقتصادية؟ 

ـ مازالت ميزانية مهرجان القاهرة كما هى ولم تقل لأن وزارات مثل الثقافة والسياحة وهيئة الاستعلامات وغيرها  مازال دعمهم كما هو بجانب أننا تعاقدنا مع رعاة جدد بدل الذين خرجوا.