الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا
قيم بناء الإنسان

قيم بناء الإنسان

القوانين وحدها لا يمكن أن تبنى الإنسان .. هى تحدد مسارات.. وتحمى الحركة والحياة وتوضح الحقوق والواجبات. أمور مكتوبة معروفة وعند كل الدول الفقيرة قبل الكبرى.. فى مصر تنبهنا لضرورة أن تكون هناك خطة لبناء البشر تسير بالتوازى مع خطط بناء الحجر.



الدولة المصرية تنفذ نصيبها من بناء الحجر والأمثلة تؤكد النجاح الساحق كمية مشروعات متنوعة تشمل كل الحياة وعادلة تصل لكل المحافظات ومستمرة ولا تنتهى بل هناك المزيد 

الدولة المصرية بتغير شكل الدولة تمامًا . ولا أبالغ إذ قلت إن التطور الذى يحدث فى الطرق وحزمة التسهيلات المرورية الكثير منا لم يستوعبها أو يتعرف عليها .لكثرتها  الدولة المصرية صنعت ثقة مع المواطن. لم تعد تعلن عن أى مشروعات إلا بعد تنفيذ من ٣٠ إلى٤٠٪ منها.. يعنى المواطن شايفها أمامه لا يمكن أن نلغى ما نشاهده بأعيننا من إنشاءات.

فى المقابل ما زالت خطط بناء البشر تسير ببطء بل من الصعب رصدها 

وهنا الإشكالية ويظهر السؤال.. لماذا نجحت خطط بناء الحجر .بينما تتعثر خطط بناء البشر؟

الإجابة أن الحجر مسئولية حكومة بينما البشر مسئولية المجتمع مع عدد من الوزارات.

وأسأل كيف ننجح فى الملف الشائك بناء البشر وتغير المجتمع إلى منتج وناجح وقوى؟

أرى ضرورة تواجد قواعد ثابتة نبنى عليها الشخصية.. وهى مجموعة من القيم.. والمسئول عنها الاسرة.. وهى صاحبة النبتة الاولى فى شجرة الحياة .تراقب وتصحح وتدفع للأمام.. الأسرة فى المجتمع المصرى مجهدة ما بين ماراثون أكل العيش وانعدام الراحة وكثرة التحديات وقسوتها منعت الكثير منها من تأدية دورها المطلوب..

الحالة الاقتصادية الخانقة تهدد استقرار الاسرة بالتالى الطفل أو الشاب وهى دائرة مميتة.. أدرك أيضا قسوة الموقف.. لكن ما يسعدنى أننى أدقق فى خط سير البلد واتجاهاتها واطمأن أن مصر تحقق قفزات مهمة فى ماراثون تقدمها وازدهارها برغم كمية التحديات الداخلية والخارجية المعاكسة

ويجب أن تنتبه الأسرة على ضرورة أن تحقق مسئوليتها حيث إن بناء الإنسان يسبق الحجر. الجامع والكنيسة ودور مهم فى نشر القيم الدينية والاخلاقية وأسس التعاون والإخاء والمحبة والعدل.. وقيم الخير والرحمة والتراحم والتكافل والاحترام 

فى ملف بناء الإنسان.. معظم عناصر الخطط تدور حول غرس القيم والصدق والخير فى الحياة بشكل عام 

المدرسة والجامعة ومراكز الشباب والأندية.. منصات تستكمل خطط بناء الإنسان وهناك آليات للمساعد المباشرة أو للتهيئة والترويج. 

بالطبع هناك وزارات مهتمة واخرى تؤدى وظيفة دون الإدراك بضرورة مراقبة انعكاس تلك الخطط على البشر وأى من الأجزاء ناجح وأين النواقص وكيف نستكملها. 

الأمر الآن محتاج وزارة جديدة للتشبيك بين أجزاء خطط بناء الإنسان المبعثرة بين الوزارات والمؤسسات.. ولأن الأعمال فى تلك الملفات قد لا تأتى بالنتائج فورا بل تحتاج متابعة ووقت وإمكانيات شخصية والهام المجتمع وشرح عمله فى الملف ودفعه لمزيد من الجهد. 

حتى الآن لا أعلم ما هى الجهة التى تنمى القيم الاخلاقية لدى المواطن وتجعله ملتزما بالعمل الاجازة ومساندة غيره. 

الأسرة مشغولة.. فى الجامع انت وبختك رجل الدين ممكن وممكن وفى غيره أيضا.

حتى المجتمع المدنى ليس هناك مراقبة حقيقية يمكنها ان تحكم وتوجهه وتصحح وتعاقب.  المجتمع المدنى ينفذ أجندات وخطط من يدفع له.. مهما كانت خطط ومراقبة الحكومة هى اسطوانات فى تمرير رسالتهم تحت عناوين مختلفة وناعمة 

أنا أتحدث عن مجتمع مدنى يحصل على تمويل من الخارج وهو الشريحة التى تجيد عملها ولديها عناصر فاهمة إزاى تنفذ شغلها وكيف تخترق كل الحواجز .

المجتمع المصرى الآن يعيش فترة انتقالية يحتاج فيها رعاية ودعم ومساندة من الدولة والإعلام تحديدًا .

..

طالما فيه فوضى يبقى هناك طريقتان للعمل إما تركها تصحح نفسها بنفسها وهى هنا تستغرق وقتا وامكانيات.. أو نتدخل ونراقب ونصحح. 

ولأن الدولة المصرية تسابق الزمن لتحقق التنمية.. إذا علينا أن نستخلص رؤية ونتعاون ونناقش خطة لدفع عمل وتنفيذ بناء الإنسان. 

آخر سطرين 

١-الإنسان هو محور الحياة إما أن يبنيها أو يهدمها 

٢-الحكومة تتبنى المشروعات ونجحت 

وبناء الإنسان ولأن المجتمع له دور والمجتمع المدنى والجامع والكنيسة والنادى والمسرح.. من هنا أرى تباطؤًا فى الملف. 

ونبحث عن حل.