الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بريد روزا

قلوب تنبض سرابًا

أنا سيدى الفاضل فتاة حاصلة على مؤهل عالِ، أبلغ من العمر ٢٣ عامًا، وأعيش بإحدى المدن الساحلية،، توفى والدى وأنا بالصف الثانى الجامعى، مما عرضنى لصدمة فقدان قيمة الأب، علاقته بى كانت علاقة خاصة بين أخ وشقيقته - وليست أبا بابنته، لذا بحثت عن تفريغ كل طاقتى المكبوتة من الألم والحزن، على صفحات الفيس بوك المليئة بالأصدقاء، ما دفع قريب إحدى صديقاتى للتعاطف معى، وإرسال طلب صداقة لى، قبلته بعد سؤالها عن أخلاقه، وتأكيدها بأنه شاب طموح وخلوق، تعارفنا واكتشف كل منا طبيعة الآخر وتطلعاته، وجدته إنسانًا بسيطًا لا يعرف الغش، صارحنى بميله نحوى لأننى أشبهه فى كل شىء تقريبًا،، يومًا بعد يوم يثبت بأن الله أرسله رحمة وعوضًا عن وفاة أعز الناس، مرت سنوات دراستى ومعها لقاءاتنا النزيهة، بأماكن عامة بعيدة عن نطاق جامعتى،، من فرط ثقتنا فى بعضنا البعض، وافقت على اقتراحه وتبادلنا كلمات سر حساب الفيس بوك، لنكون أكثر انصهارًا ومعرفة بكل ما يدور خلال يومنا، بموقع التواصل الوحيد الذى نشترك به، نحذر مشاعرنا من الخداع تجاه أصدقائنا المختلفين، نحلل اتجاهاتهم، واحتمالات نواياهم ضدنا أو معنا.. فى أحد الأيام اكتشفت أن فتى أحلامى له صديقات قدامى، بدأن إعادة السؤال عنه من جديد، وكان من الواضح أن تلك العلاقات قد قطعت فى وقت ما، لكنها عادت من جانبهن، سألته عن ذلك، فصارحنى بأنهن كن صديقاته بالمرحلة الجامعية، وتأكد من عدم صلاحيتهن للصداقة، فتركهن على الفور، انتابنى شعور بالقلق تجاهه، وقررت حينها إنهاء علاقتنا، بعد ارتيابى فى أمر استقامته، واحتمال تضرر سمعتى بسببه، وهو احترم هذا الأمر، ولم يحاول استرضائى، أو التأكيد على سلامة موقفه، بعد عدة أشهر وجدته يطمئن عليَّ من صديقتى قريبته، وهى أخبرتنى بأنه لا يريد إلا سعادتى معه أو بعيدًا عنه، حقيقة الأمر أستاذ أحمد، تأجج حبه فى قلبى وعاد ينبض أسرع وأقوى مما كان - لكننى صممت على تحديد مصير علاقتنا، طلبت منه التقدم لخطبتى بأسرع وقت، وأخبرته بأننى رفضت ٣ خُطاب من أجله، وهذه حقيقة تضررت بسببها قوة علاقتى بأشقائى ووالدتى، لكنه صدمنى بأنه فاتح أهله بالفعل فى أمر زواجه منذ عرفني، وهم يرفضون ارتباطه بأى فتاة، قبل التحاقه بوظيفة ثابتة، تدر عليه دخلًا مقنعًا، يستطيع من خلاله الوفاء بواجباته تجاه زوجته وأسرته المستقبلية، والآن يعمل بمهنة «السباكة» التى تعلمها وهو صغير، وأصبح له زبائنه، لكنه لا يريد أن يعادى أهله، بل خطته أن يجعلهم يوافقون على زواجنا باتباع إسلوب الإلحاح، وأنا لا أعرف ماذا أفعل، هل أثق فيه، ويظل مسلسل إهدار الفرص التى تسنح أمامى بالارتباط من خُطاب مناسبين وجاهزين، أم تظل لقاءاتنا فى الخفاء، نتبادل خلالها كلمات الحب، ويكتفى كل منا بتثبيت الصبر عند الآخر، والتصميم على موقفنا حتى يحدث المراد،، فبماذا تنصحنى!؟ 



إمضاء م. ي

 

عزيزتى م. ى تحية طيبة وبعد…

يُشْبِه الكاتب والروائى الفرنسى الشهير «أونوريه دى بلزاك»، قلب المرأة بأوتار القيثارة، أى «الجيتار»، لا تبوح بأسرار ألحانها، إلا لمن يحسن العزف عليها،، وهذا ما ينطبق تمامًا على فتاكِ، الذى نجح فى استغلال افتقادك لعاطفة الأبوة، بعد وفاة والدك رحمه الله، وأجاد لعب دور الحبيب المخلص والمحتضن لأحاسيس حبيبته المعذبة، تلك المشكلة الأزلية المرتبطة بعواطف حواء الجياشة، بغشم وبلا وعى أحيانًا - تقع فيها - إذا تركتها تهيم طاغية وجائرة على ثوابت مجتمعية، قيمة وراقية، مثل حماية هيبتها وعلو شأنها، كشابة وقورة بمقتبل العمر، أو زوجة وأم مسئولة،، وأنتِ وافقتِ  بمحض إرادتك على إقحام هذا الغريب فى حياتك «الفيسبوكية»، لمجرد أنه قريب صديقتك، وشهادتها فى حقه بالصدق وحسن الخلق، مع العلم بأنها لا تملك هى شخصيًا، دليلًا قاطعًا على أسباب تقييمها الإيجابى له - بل إن تلك المساعدات المجانية دفعته لمزيد من التمادى والتوغل أكثر فأكثر، بدءً من التظاهر بالانصهار والتلاحم الوجدانى والفكرى معك، وتبادل كلمات سر حساباتكما الاجتماعية للتواصل الهلامي، من أجل إثبات مدى أمانته، ومرورًا بعدم تكلفه الخبيث وتعمد إطلاعك على حقيقة تعدد علاقاته بالجنس الآخر، وصداقاته القديمة مع أخريات، لمزيد من إشعال قيمة وجوده فى حياتك، كفتى أحلام لكثيرات، وإلهاب ارتباطك به، ثم جزمه بتركهن لعدم جدارتهن كصديقات، وبقائك أنتِ، ومن جهة أخرى غير مباشرة، هو يجيز تلك العلاقات المشوشة والمشوهة فى المطلق، للاستفادة من سراب شرعيتها.. وهو ما نجح فيه، بمقابلاتكما المخفية عن أنظار الناس، بعد التعارف الصامت على صفحات الفيس، ثم لقاءات وصفتيها عن طيب خاطر بأنها لا تخلو من تبادل كلمات الغزل المحرم،، وربما كان على يقين بأنك ستعودين له، حتى وإن تركتيه لاستشعار القلق النسبى من عدم جديته، وهو ما حدث بالفعل، بعد أن أخبرتك نفس الصديقة، بأنه يسأل عن أخبارك ويريد الاطمئنان عليكِ، فحن قلبك إليه... وأخيرًا صغيرتى لكِ منى النصيحة التى طلبتيها برسالتك، وهى ضرورة ترك ونسيان هذا الشاب، صاحب النفس الطويل فى دغدغة المشاعر، وكسب الوقت مع فتيات مثلك، قليلات الخبرة حسنات النية، والله وحده أعلم بسقف طموحه فى التلاعب بهن، واسألى نفسك سؤالًا عن وجود أهل يريدون إتعاس ابنهم، بوضع عقدة الانتظار لوظيفة أو عمل بعينه، مع علمهم بصعوبة تحقيق ذلك، بحجة ضمان استقراره فى حياته مع زوجته وأبنائه، وهو يعمل بحرفة إذا أخلص لها ستكفله وتكفيه شر السؤال - كيف يحدث هذا!؟ - وإلى متى ستخسرين مزيدًا من احترامك لنفسك، وأنتِ مع من لا يستحق ثقتك فيه،،، يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم «اتقوا الشبهات، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه» صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. 

دمتِ سعيدة وموفقة دائمًا م. ى