الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أرجوك لا تتركنى.. عندما يصبح الحب مرضًًا!

الحب الإيجابى هو الحب الذى يحفظ للطرفين كرامتهما ويحقق لهما التوازن والرضا فى الحياة، بحيث لا يذوب إحداهما فى الآخر ذوبانًا يلغيه ويجعله غير قادر على إقامة علاقات اجتماعية سليمة مع الغير.



 

تقول ريهام أحمد عبدالرحمن، باحثة الإرشاد النفسى والتربوى جامعة القاهرة: إن الحب الناضج يدفع الإنسان للتقدم والنمو والشعور بتقدير الذات وتقدير الآخرين، وعلى العكس تمامًا فهناك ما يسمى بإدمان الحب أو «اضطراب التعلق المرضي» وهو اضطراب يجعل الإنسان يدخل فى علاقة حب مؤذية له وللآخرين، علاقة لا يستطيع الانسحاب منها بسهولة، كما أن إدمان الحب يدل على عدم التصالح مع الذات وعدم الفهم الصحيح لحدود المسافات الآمنة فى التعلق بالآخرين.

وأشارت ريهام إلى أن هناك مجموعة من الأسباب تؤدى إلى الإدمان العاطفي، إذ أوضح عالم النفس «جون بولبي» أن هناك مشكلات كامنة فى الطفولة تؤدى لاضطراب التعلق مثل: الإساءة العاطفية، والجسدية، والجنسية، وانفصال الأبوين، الشعور بتدنى تقدير الذات نتيجة للقسوة والتسلط من قبل الأسرة، الحماية الزائدة وتدليل الطفل، وجميعها أنماط تعلق غير آمنة تدفع الإنسان للتعلق المرضى بالآخرين.

وأوضحت باحثة الإرشاد النفسى والتربوى أن أعراض التعلق المرضى تتمثل فيما يلى: - الحب الناضج ينطوى على قبول الشخص الآخر ومعرفة عيوبه ومميزاته والتكيف معها، بينما الحب المرضى يجعلك لا ترى عيوب الطرف الآخر ولا تعترف بها.. فهو ملاك فى صورة بشر!!.

- عدم القدرة على اتخاذ أى قرار دون الرجوع للطرف الآخر.

- الخوف الدائم من الانفصال عن الطرف الآخر حتى فى ظل وجود علاقة غير متكافئة. - الاستمرار فى علاقات تثير بداخلك مشاعر انعدام الثقة بالنفس والخوف من الرفض.

- الانسحاب من العلاقات الاجتماعية كالأسرة والأصدقاء والذوبان فى شخصية الطرف الآخر. - الشعور بالاكتئاب والتفكير فى الانتحار عندما تضطرب العلاقة.

- الاندفاعية والتسرع بفعل تصرفات غريبة لاسترجاع الحبيب.

- مراقبة الطرف الآخر على مواقع التواصل الاجتماعى. 

- اللوم المستمر للطرف الآخر وفرض التملك والسيطرة عليه، وعدم احترام مساحته الشخصية.

- زيادة حجم التنازلات، والتعرض للإهانة والعنف النفسى والجسدى ومع ذلك تستمر العلاقة!!.. 

ولفتت ريهام عبدالرحمن إلى أن علاج التعلق المرضى يكون من خلال:

- الوعى بالذات ومعرفة نقاط القوة والضعف والأسباب الكامنة وراء التعلق بالآخرين. - التوقف عن متابعة ومراقبة الطرف الآخر والتخلص من جميع الذكريات معه كالصور والرسائل، والهدايا وغيرها.

- تفريغ المشاعر عن طريق كتابتك لمساوئ ومكاسب هذه العلاقة.

- لا تستسلم للتلاعب النفسى من قبل الآخرين بالقرب والابتعاد المفاجئ.. اجعل لنفسك مساحات خاصة لا يخترقها أحد.

- إعادة بناء الثقة بالنفس بالابتعاد عن الفراغ وبناء علاقات إيجابية مع الآخرين.

- حرر مشاعرك السلبية من خلال الكتابة أو الرسم والاشتراك فى الأنشطة والبرامج التدريبية.

- وأخيرًا يعد العلاج النفسى أمرًا ضروريًا فى إدارة مشاعر الهوس، والتعلق المرضى بالآخرين؛ وذلك بفك تشابك الصدمات والأحداث القديمة التى تسببت فى حدوث التعلق المرضى.